domingo, febrero 24, 2013

عبد اللطيف شهبون… لم يزل يراك.. عزيز الحلاج



عبد اللطيف شهبون لم يزل يراك..
عزيز الحلاج
من معين التجربة الشعرية والتجربة الصوفية، ينكتب العناء والمكابدة والشوق والوجد.. وبمداد كل عذاب وحرقة واحتراق ومجاهدة، يكون البوح والكشف.. والصوفي والشاعر كلاهما يسخر الخيال ويعتمد الإلهام، حد الفناء والذوبان، وكلاهما يعبران من عالم الشهادة إلى عالم الغيب، من الصحو إلى السكر، حيث الاطلاع على ما وراء الحجاب، وكلاهما يجعل الدلالة المعهودة تمرق إلى دلالة أخرى منزاحة، بعيدة قابلة لأي قراءة وتأويل.
أدرك أهل التصوف منذ زمن بعيد الإمكانات والطاقة التحميلية للشعر، فعملوا على تطويعه لتجربتهم. ومع أن التجربة الصوفية والتجربة الشعرية تبدوان مختلفتين شكلا وموضوعا، إلا أنهما تتحدان في كونهما إنسانيتين، وتتوسلان الرمز والانزياح وإشارية اللغة من أجل السمو بالذات لإدراك الكل/المطلق.
من الواضح أن عددا لا يستهان به من المتصوفة قد عانقوا الشعر على شاكلة الحلاج(شهيد العشق الالاهي) وابن عربي(صاحب مذهب وحدة الوجود) وابن الفارض (سلطان العاشقين) وجلال الدين الرومي(اعظم شعراء الحب الالاهي) وحافظ الشيرازي(لسان الغيب وترجمان الاسرار) والسهروردي(شهيد الاشراق) وأبي بكر الشبلي( أحد مشايخ الصوفية الكبار) وعبد القادر الجيلاني (قدوة الاولياء العارفين)،كذلك ومثال بزغ شعراء نزعوا منزع الصوفية في توظيف الرموز والألغاز والتورية، من أمثال صلاح عبد الصبور وعبد الوهاب البياتي.. و أحمد سعيد(أدونيس)، الذي يعرف التصوف بأن له علاقة بما هو خفي، وهذا الخفي لا يمكنه إلا أن يأسرنا لخفاه، و لا يمكن إلا أن يشوقنا لبعده واحتجابه، خصوصا إذا ما تم ربط هذا الخفي بخفي آخر، و هذا المحتجب البعيد بمحتجب بعيد آخر ألا وهو الشعر ..أيضا هنا عبد اللطيف شهبون، المتصوف الذي يقدم نفسه بقوله " أنا غصن في شجرة نسب رُوحيّ.. وروضة تعريفي هي شجرة التصوّف .. أنبثق من رحمها .. وأتغذى من جذورها .. وأرتوي من نسْغها.. مُنعّما بما أعيشه وأطالعه وأتذاكر فيه. .استمدادا من سيدي حمزة القادري رضي الله عنه".. ويقدم نفسه-كذلك- كشاعر حداثي يرى أن علاقة التصوف بالشعر علاقة تناغم وتجاذب واندغام وتكامل، علاقة رؤية، أو رؤى، وأن إمكانية التصوف باعتباره تدبرا وتأملا، أمر لامناص أن يقوي - بالقوة والفعل - المادة الشعرية على صعيد جمالي وجلالي.
هذا الشاعر والمريد، من مواليد أقصى شمال المغرب، في الخمسينيات من العمر، يتحدر من شفشاون. تلقى تعليمه الأولي بتطوان، " مسقط قلبي"، و"فضاء لكل تعيُّناتي ومعادل موضوعي لحبِّي الأوَّل"، هذه المدينة التي "فيها من اختطف قلبي .. وما زلت أرسم ملامحه وملامحي كُلّما امتد وجعي.. وهذه حالة مُلازمة تسري في أوصال قصائدي مسْرى النّفسِ في النّفس". وفي فاس حصل على الإجازة في الأدب العربي، وبالرباط، نال ديبلوم الدراسات العليا ، وفي طنجة يقول"مُنحت صحبة أخيار.. وقليل ماهم.. وفي هبّات ربيعها جدّدت اخضراري مع رفقة طيبة؛ بعض من وجوهها غائبة الآن.. محمد الخمار الكنوني، الطيب الدليرو، محمد العربي الخنوس، أنور المريبطو،عبد الصمد العشاب.. وقدم بهذه المدينة خدمات تعليمية وتربوية بثانوية زينب النفزاوية، والمركز التربوي الجهوي، ومدرسة الهدى.. وانخرطت في عمل سياسي ونقابي وجمعوي وحقوقي(اسم وازن في منظمة حقوق الانسان بالمغرب).. لم أكن معزولا عن قضايا المغرب.. ولم أركن إلى جمود.. وخلال ثلاثة عقود من العمل المضني، كونت صداقات مع إخوان شددت يدي عليهم.. ولازمتهم"، و بهاته المدينة" رزقني الله أبنائي الدكاترة : بسام، أحمد، وصبح من أم مثالية.. وبها أتممت دراستي .. " ويستمر في الدراسة والتحصيل إلى بلوغ دكتوراه الدولة بتطوان.

خاض الدكتور شهبون في النقد، فكان من أهل الاختصاص، ودخل الترجمة من أوسع أبوابها، وكتب ويكتب، والكتابة والكتب ترافقه في صحوه وقبل نومه، لايرى إلا وهو يتأبط كتابا أو جريدة أو بين يديه أو بمحفظته أو تحفظ جيوبه أوراقا خط عليها أفكاره ومواجده وأحواله القلبية والروحية.

راكم شهبون تجارب عدة، ووقف على تيارات فكرية متنوعة، عب من بعضها، وتشبع ببعضها في مسيرة حياته.. ، لكن استقر به القرار أن ينصت إلى داخله، إلى عمقه وجبلته، وحط عن قناعة وإيمان لا يتزحزح بملكوت التصوف، فمال إلى عقلانية إيمانية أخلاقية، موقيا بهذا العلم الروحي الذي يعتبره المخلص من الضلال، والذي بفضله يمكن تخطي الحسي وبلوغ الحقيقة والاتصال بالحق، والذي بقدر ما ينهض على استحضار خالق هذا الكون، يعمل على بناء شخصية الإنسان بناء أخلاقيا صحيحا، كمنهاج في الحياة وموقف وجودي ضدا على اشتداد الغفلة وطغيان المادة وكذا الميوعة والتوى الذي تشهده القيم باستمرار بفعل، مستجدات المدنية الحديثة الجامحة والتي لاتقيم للأخلاق وزنا.تضرب علاقة أستاذنا بهذا العلم الرباني الذي ملك عليه أحاسيسه، بجذورها في زمن بعيد. ففي بيئة محافظة مثقفة، وضعت رهن إشارته مكتبة تراثية من أمهات الكتب في مختلف مشارب المعرفة خاصة في التصوف منذ يفاعته، إذ كان كل من جدي أمه وأبيه من أهل الصلاح والتقوى، أحدهما من الزاوية العيساوية والآخر من الزاوية الدرقاوية. ولذلك، طبيعي أن يكون شهبون مريدا في طريقة تستجيب لرؤيته لنفسه وللعالم والكون، وهي طريقة الشيخ حمزة القادري البوتشيشي.وغير خاف أن الطريقة القادرية البوتشيشية، تنتسب إلى الشيخ مولاي عبد القادر الجيلاني، هذا الشيخ الذي ورد عنه في "تكملة إكمال الإكمال في الأنساب والأسماء والألقاب" أن ظهوره كان في القرن الخامس بالمشرق، ونحن لانملك بينة موثوقا بها عن أنه دخل المغرب، وقد لحن المغاربة اسمه، فاشتهر بمولاي عبد القادر الجيلالي، صاحب كرامات ظاهرة وولي من الأولياء المجتهدين والمشايخ المرجوع اليهم في أمور الدين وأحد أئمة الإسلام العالمين العاملين. ويتفرع من سلالته، الشيخ الحالي للطريقة الحاج حمزة البوتشيشي.

ألف الأستاذ عبد اللطيف شهبون في التصوف، من ذلك كتاب: "الخصائص الأسلوبية في شعر التستاوتي"،أي احمد بن عبد القادر بن مبارك التستاوتي، أحد علماء المغرب العظام ، الذين بحاجة لأقلام الباحثين لنفض تراب النسيان عنهم بدل تركهم يعتصمون بكثير من رفوف مكتباتنا العامة والخاصة من غير تفقد.
وغني عن البيان أن التستاوتي، ولي صالح وعارف استثنائي بمغرب القرنين الحادي عشر والثاني عشر، وله ذخيرة صوفية ما أحوجنا للاطلاع عليها. ولقد تكرم الأستاذ عبد اللطيف شهبون بتقديم تحقيق ديوان هذا العلم المغربي، وهو تحقيق نم عن اطلاع واسع ومتابعة وخبرة وتمرس ودراية بأسرار العمل المحقق، حقائقه ورقائقه وخصائصه مع قناعة راسخة بأهمية التصوف في بناء الإنسان بل وحضارة أمة.
نذر الدكتور شهبون نفسه للشعر، غارفا من التراث، ماتحا من تكوينه الثقافي ورصيده المعرفي، ناحتا من ذاتيته ووجدانه وفكره، فجادت قريحته بدراسات في الشعر، مثل دراسة في شعر ابن زمرك الأندلسي؛ وهو من كبار الشعراء والكتاب في الأندلس، ونظم دواوين،بلغت شأوا من النضوج الفني،وهي: "كما لو رآني" (2008) "وذاتي رأيت" (2008) و "إليك انتهيت" (2010) ..وآخرها وليس أخيرها إصدار شعري رابع "لم يزل يراك..". وهو من القطع المتوسط وفي78 صفحة ،عن دار سليكي اخوان بطنجة في طبعته الأولى.وهو تجربة شعرية تخمرت من الوجد الصوفي، مرقت فيها اللغة من الحقيقة إلى المجاز، كما انسل الإلهام من عالم الشهادة إلى عالم الغيب.
اتخذ الديوان عنوان: "لم يزل يراك..". وكما يتبدى، فالفاعل ضمير مستتر تقديره: هو. والمقصود:الهو/الكل. أي أن الله يرى ويراقب.والمراقبة، أن تؤمن بأن الله يراك. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(اتق الله حيثما كنت).ومن دعائه: (أسألك خشيتك في الغيب والشهادة).والله سبحانه وتعالى (لاتأخذه سنة ولانوم،يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم..). والديوان في شعر التفعيلة، كسر غل الوزن والقافية، وقد ضم إلى صدره ثمانية وثلاثين قصيدا. وهي بعجالة(وجه-وردة-سلاف-فقد-روح-قصيد-همس-وشم-عصفورة- رحلة-مصاب-ملاذ-انطفاء-جوهر-طي-مراياي- مرآة شوقي مرآة اسطقساتي-مرآة احتراقي- مرآة صبابتي- مرآة تيهي- مرآة حلولي- مرآة طيفي- مرآة غفلتي-مراة تشوفي-توسل-تهيأ-اعطني قبسا-ضوء هارب- مرثية-كالصلاة-كل- مقام- حد- رؤى- رواء-توقد- واخيرا لم يزل يراك.
استهل الديوان "لم يزل يراك.."، بتقدمة رائعة للشاعر عبد الكريم الطبال . وبهذا، فإن الديوان قد اكتسب تزكية ومصداقية أكثر، بالنظر لمكانة شاعرنا الطبال في الفضاء الإبداعي المغربي، هذا فضلا -طبعا- عن أن الرجلين، الطبال و شهبون من أولاد الشاون، التي يقول عنها شاعرنا "كلما دعتني الفرصة لزيارتها، أنقِّلُ قلبي عبر أزقتها لأتغذى من نسائم طفولة هاربة .. وأجدد أحلاما أمسح بها عن حائط نفسي لونها الداكن الحزين". ولقد لقبت الشاون بمدينة الشعر والشعراء، إذ نظمت أول مهرجان للشعر المغربي الحديث في الستينيات من طرف نخبة من الشعراء الشفشاونيين، ثم احتفت في إطار دورتها الثالثة من مهرجان ربيع شفشاون بتجربة ولدها، شاعرنا عبد اللطيف شهبون، تحت شعار"دورة الشاعر عبد اللطيف شهبون".

كانت أول موضوعة في الديوان: "وجه" :(فأينما تولوا، فثم وجه الله) ،(كل شيء هالك إلا وجهه)، ويختتم بموضوعة "لم يزل يراك":(فإن لم تكن تراه ،فإنه يراك).فالله هو المبتدأ وهو المنتهى. ويجعل تقدمة لكل موضوعة من موضوعاته بيت أو مقولة . ويلاحظ بياض كثيف يتخلل الأبيات، ويذيل المقطوعات. والبياض نور وانفراج ضد الحلكة والتكثيف والانسداد، يعبر عن فسحة الروح، عن المحجة البيضاء، عن نجاة الفرد، عن خلاص المجتمع. والفراغ المهيمن على الديوان، فراغ الجنان مع الله (وإذا فرغت فانصب، وإلى ربك فارغب)..( ربنا أفرغ علينا صبرا)،فذكر الله فراغ من الدنيا وانهماك في أمور النفس، وملء الوقت بما يفرغ الزمان من المكان. وممن رصعوا موضوعات شاعرنا بأبيات أو مقولات من القرن الثاني الهجري: فريد الدين العطار، ومن القرن الثالث الهجري: الحسين بن منصور الحلاج وبشر بن الحارث بن عبد الرحمن المكنى الحافي وأبو بكر الشبلي وأبو الحسن سري بن المغلس السقطي. ومن القرن السادس الهجري: الإمام محيي الدين بن عربي وعبد القادر الجيلاني . ومن القرن السابع الهجري: شهاب الدين السهر وردي المقتول. ومن القرن الثالث عشر الهجري: سيدي محمد الحراق. ومن القرن الرابع عشر: سيدي حمزة القادري بودشيش. ومن القرن العشرين الميلادي: واسيني الأعرج.
وبهذا الكوكتيل من أقطاب التصوف والشعراء الأعلام عبر التاريخ، الذين اختلفت مرجعياتهم الذاتية، من حلول واتحاد ووحدة الوجود، الذين مثل بعضهم شخصيات ثائرة..قلقة في الإسلام، والذين حولوا قوتهم الروحية إلى قوة مادية ونظرياتهم إلى إبداع أصيل،استطاع الديوان أن يفتح شهية ونهما لقراءته ودراسته وتحليله، فهو فريد-بحسب رأيي- في بابه..موضوعاته تستقي من الحكمة الفارسية ، ومعانيه مبتكرة، من التيار الحداثي.تنوع في الحقل الواحد، تفاوت ملحوظ في الطول والقصر أوالشكل ..ونفس ودفقة حرارية شعورية وشعرية، لكن يؤلف بينها إحساس صادق. بعضها تعنونه مقولة أو بيت، وبعضها يذيل بإحالة أو تأريخ أو ذكر مناسبة أو إهداء. نظم شاعرنا ديوانه الرابع "لم يزل يراك.." بمداد قلبه، غارفا من معين ثقافة رباها باليدين، ثقافة واقعية، ثقافة ربانية أثيلة ومكنز صداقات حميمة..
نصوصه، قبسات، نفحات، بارقات عرفانية خصبة ولودة متفتحة منفتحة على أمداء مختلفة، تحمل نفسا صوفيا ينم عن عمق فكري معرفي وثقافي، كلها تصب في مصب واحد، نذر الشاعر نفسه إليه، وتقصده الشاعر في ديوانه منذ البداءة، بلغة رصينة، جزلة، سلسة، منسابة انسياب الماء في جوف الظمآن، تحمل صورا عن الكشف والمشاهدة والالهامات واستعارات بعيدة وخيال خصب، تتوسل وتائر وإيقاعات سريعة تارة، بطيئة أحايين، تفرض دندنة، بل لحنا سهلا على اللسان، طريا على الأذن، من خلاله نستمع إلى نبض قلب الشاعر، إلى سر الوجود.

viernes, febrero 22, 2013

المؤرخة مدارياغا:إسبانيا احتلت شمال المغرب بضغط إنجليزي ولوقف هيمنة فرنسا، واستعادة الهيبة بعد 98


Image المؤرخة الإسبانية ماريا روسا مدارياغا وفي يدها نسخة من كتابها "المغرب هذا المجهول، تاريخ مختصر للحماية الإسبانية"


ألف بوست - أغنى صدور كتاب :" المغرب هذا المجهول، تاريخ مختصر للحماية الإسبانية" للمؤرخة الإسبانية ماريا روسا مدارياغا، الجهود الأكاديمية والتأريخية المنكبة على مقاربة العلاقات المغربية الإسبانية خصوصا في مرحلة الاستعمار الإسباني لشمال المغرب من جهة، ومن جهة ثانية عزز رصيدَ هذه الباحثة، التي راكمت اطلاعا واسعا بالوثائق التاريخية التي تتناول المغرب وإسبانيا، من تآليفها التاريخية التي تتناول تاريخ شمال المغرب في علاقته بالحماية ا لإسبانية. وبينما عمدت الباحثة إلى تفكيك تجربة الحماية الإسبانية في شمال المغرب برؤية نقدية تاريخية، فإنها سعت أيضا إلى بلورة خطاب يحث على إعادة تأمل وتمثل الجار الحنوبي لإسبانيا وفق رؤية متحررة و جديدة تقود إلى معرفة حقيقية بهذا الآخر الذي وصفته في عنوان كتابها "بذاك المجهول" من جاره الشمالي.
ويعالج الكتاب وهو الثالث للمؤرخة الإسبانية مدراياغا الذي يتناول تاريخ الحماية الإسبانية لشمال المغرب، بعد كتابيها:" حروب المغرب " (2005) و " عبد الكريم الخطابي : المقاومة من اجل الاستقلال" (2009) ، العلاقات المغربية الإسبانية، خاصة على عهد الحماية الإسبانية، وبالضبط في المرحلة الممتدة من" الجمهورية الإسبانية الثانية إلى الحرب الاهلية الإسبانية "وتستقر معالجتها التاريخية  أساسا عند  "الحقبة الفرانكوية الممتدة من العام 1936 إلى العام 1956 "،مبرزة أن نصف تاريخ الحماية الإسبانية بالمغرب ويزيد قليلا كانت على عهد فرانكو".
وأكدت المؤرخة مدارياغاأثناء تقديم كتابها في لقاء بمدريد، ان "احتلال شمال المغرب من قبل إسبانيا تحكمت فيه اعتبارات ذاتية تتعلق بعقيدة بعض عناصرالجيش الإسباني، وضغوط دولية وإقليمية خصوصا من قوى استعمارية دولية في تلك اللحظة". وفي هذا السياق تحدثت الباحثة الإسبانية عن أن القيادة العسكرية الإسبانية لم تكن تتوفر على رأي واحد بخصوص الحماية الإسبانية بشمال المغرب ، وانه في القرن 19 ومع الانقلابات العسكرية أصبح الجيش في النهاية حاسما  في رسم مسار حياة الإسبان. وتطرقت مدارياغا إلى من يُسمون ب " الجنود الإفريقيين" الذين ورثوا عقيدة التدخل العسكري، والتي استغلتها طبقة واسعة منهم" كما تؤكد الباحثة "من أجل الاغتناء والارتقاء في سلم السلطة العسكرية". ولمحت في هذا السياق إلى أن إدارة الحماية الإسبانية أنذاك بشمال المغرب "كانت عشا للفساد ولاطماع تجارية ملوثة، وان تلك الإدراة كان يستفيد منها قلة".
ورأت المؤرخة  أن  تدخل إسبانيا في شمال المغرب "تم  فقط لأنه في تلك الفترة حتى تكون دولة ما  ذات شأن يتعين عليها ان تكون لها مستعمرات"، مبرزة أيضا أن الجيش الإسباني مارس ضغطا كبيرا للانتقام واستعادة الهيبة خصوصا بعد النكسة التي لحقت القوة الاستعمارية لإسبانيا بكوبا في العام  1898.
وتضيف ماريا روسا مادارياغا موضحة أن إسبانيا خلال تلك الحقبة "كانت قوة من الدرجة الثانية" ولذلك "عمدت إلى احتلال شمال المغرب مدفوعة من انجلترا للحيلولة دون استفراد  فرنسا بالمغرب".
وبخصوص الحقبة الجمهورية أشارت مؤلفة الكتاب إلى أنه :" في تلك الحقبة كان يُتطلع إلى القطع  مع التعاطي العسكري مع منطقة الحماية شمال المغرب والانتهاء منه وتحويل الإدارة العسكرية القائمة إلى إدارة مدنية " ،إلا أنها، تضيف " اصطدمت بقلة الموارد المالية بسب الأزمة التي كانت تعرفها البلاد أنذاك وقصر الوقت" حيث لم تستمر الجمهورية إلا فترة قصيرة  قبل ان ينقلب عليها العسكر .
وفي سياق بلورتها لخطاب نقدي مواز داخل كتابها  يدعو لتجاوز النظرة التقليدية للآخرة  المغربي بغرض فهمه على نحو صحيح، شددت مدارياغا على أن ثمة جهلا واسعا بالمغرب يتحكم في الصورة السائدة للإسبان عن الجار الجنوبي" وأبرزت في المقابل أن تلك الصور" سرعان ما تتلاشى بمجرد امتلاك معرفة حقيقية بالمغرب والمغاربة".
وكانت المؤرخة الإسبانية على هامش تقديهما لكتابها بمدريد تطرقت إلى ملف الصحراء المغربية، باعتباره واحدا من الملفات المرتبط أيضا بتاريخ الوجود الاستعماري الإسباني بالمغرب، والتي ربطت إشكال فهم هذا الملف بفهم تاريخ المغرب،  قد أكدت على أنها "تدعم تمكين الصحراويين من حكم  ذاتي موسع في المغرب".
وبالعودة إلى كتاب :" المغرب هذا المجهول، تاريخ مختصرللحماية الإسبانية" التي نشرته دار"ألينثا إديتوريال ، فإنه يوفر مادة تاريخية وتحليلة مهمة للعلاقات المغربية الإسبانية لحقبة من تاريخ المغرب وخصوصا على عهد الحماية الإسبانية،  لكنه على خلاف ما يشير إليه عنوان الكتاب، حيث يوحي بسعي لكشف معطيات أخرى عن واقع المغرب باعتباره ذلك المجهول، إلا أن الكاتبة  ماريا روسا مدارياغا ظلت أسيرة ملاحقة ومعالجة الوجود الإسباني في شمال المغرب نمركزة على الإسبان، من دون التطرق  بعمق أكبر للحياة العامة للمغرب خلال فترة دراستها. ويبقى التحدي النقدي الذي يواجهه الكتاب هو ما إذا كان متنه يوفر مادة شافية وكافية لسد وإشباع ما وصفته هي بجهل الإسبان للمغرب
 .

jueves, febrero 21, 2013

كيف يمكن استحضار محمد بن عبدالكريم الخطابي في الذكرى الخمسين لوفاته ؟.




لقاء وطني:
 
كيف يمكن استحضار محمد بن عبدالكريم الخطابي في الذكرى الخمسين لوفاته ؟.
ورقة تقديمية:

            يصادف تاريخ 06 فبرايرمن سنة 2013 الذكرى الخمسينية  لوفاة المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، وهي محطة تاريخية غنية بالدلالات تستدعي من كل المهتمين بالشأن السياسي الوطني التوقف عندها من أجل استجلاء المحطات النضالية الكبرى في حياة هذا الزعيم الوطني والأممي الفذ، التي سطر  من خلالها ملحمة  بطولية في الدفاع عن الوطن ضد الاستعمار الاسباني والفرنسي.
 وبهذه المناسبة ، ووعيا من مركز الذاكرة المشتركة من أجل اليدمقراطية و السلم ، و جمعية الريف للتضامن و التنمية ، المعروفة اختصارا بجمعية "أريد"، بالحضور الوطني و الاشعاع الدولي الوازن  لهذا القائد المقاوم، و المفكر الرافض لمنطق الاستعباد،  في زمن كانت فيه معظم الأمم الضعيفة مستسلمة لهذا "القدر التاريخي". فقد تقرر  جعل سنة 2013،   سنة استحضار تراث وذاكرة محمد بن عبد الكريم الخطابي، وعبره تجارب جميع من قاوم من أجل  مغرب الكرامة و الحرية، باعتباره الجواب الأمثل على كل من يحاول أن يعبث بتاريخ نضاله الطويل في سبيل مغرب يتسع للجميع، حيث سيتم تنظيم  أنشطة مختلفة لرصد أهم المحطات النضالية في تجربة محمد بن عبدالكريم    من كل الزوايا وبرؤى مختلفة .إن هذا الاستحضار هو في الحقيقة واجب وطني ، يجب أن يتكرر كل سنة، من أجل  أن تستوعبه الأجيال تلو الأجيال، وفاء لروح كل أبطال الوطن على مر العصور، وتحفيزا لبناته وأبنائه على صون ذاكرتهم الجماعية، والحفاظ على  كرامتهم، وصون  حريتهم  ، ومن أجل العمل  الجماعي على ترسيخ ايمانهم بقيم الاعتراف و التضامن و المساواة.
وبهذا الصدد، سيعمل  مركز الذاكرة المشتركة وجمعية "أريد" بتعاون مع كل الجهات المهتمة،  جمعيات كانت أو هيئات أو فاعلين على تسطير برنامج سنوي متنوع لتخليد هذه الذكرى، في مجالات عدة تتخللها معارض وندوات وإصدارات موزعة بمختلف جهات المملكة، كمساهمة ضمن مساهمات أخرى في التعريف برصيد  حركة مقاومة محمد بن عبد الكريم الخطابي، التي كانت تتبنى على المدى البعيد رفعة الوطن، كل الوطن، متحررا من القيود الاستعمارية في مجالاته السياسية والإقتصادية والثقافية.و بناء وطن متشبع بمقومات العصر، في ميادين المعرفة والعلم والتصنيع .وترسيخ كل القيم الكونية لحقوق الانسان، وإقامة جسور بين الأمم لنصرة السلم والتعاون، و لضمان إشعاع قيم التسامح والديموقراطية والحداثة .
إن حركة مقاومة محمد بن عبد الكريم الخطابي التي انطلقت من الريف، لم تكن مجرد حركة مقاومة مسلحة، بل استهدفت كذلك الارتقاء ثقافيا بقيم المجتمع المغربي وضمان  انسجامها وتلاقحها  باعتبار تعدد الروافد الثقافية والهوياتية المكونة له، والدفاع عن حق تحرير البلاد بالدرجة الأولى من القيود الإجتماعية،  وأعرافها وتقاليدها الغارقة في التخلف، من أجل تجاوز الإنحطاط  الفكري الذي يتعشعش في روح القبيلة وغياب الإنفتاح على المحيط الدولي...ولعل  الفترة التي قضاها محمد بن عبد الكريم الخطابي بتطوان وفاس ومليلية ومسقط رأسه أجدير ،إلى جانب احتكاكه بوسائل الإعلام، واطلاعه على ما كانت تزخر به تلك الفترة من تدافعات على الصعيد الوطني والإقليمي، والعالمي، كل هذا أمده بالذخيرة اللازمة لتكوين وعي متكامل أغنى تجربته الفذة في بناء حركة تحريرية قائمة على أسس متينة، تستحضر في أبعادها التجارب السابقة بسلبياتها وإيجابياتها، إلى جانب تشبعه بمكتسبات الحضارة الأوربية وخاصة قيم الديموقراطية والحداثة والانفتاح.
من هنا كانت الحرب التحريرية التي خاضها على مدى ست سنوات، بكل تفاعلاتها مع المحيط الداخلي، والمحلي والدولي أروع ملحمة فكرية وقيمية  شهدها العالم في ميدان محاربة الإستعمار اتخذتها أمم وزعامات عالمية نبراسا لها.وليس تضخيما في قيمة الرجل  القول أن كل الاحداث التي سيعيشها المغرب بعد نفيه قد تأثرت بحركته، بهذا ا القدر أو ذاك، فظل حاضرا في مخططات الحركة الوطنية السياسية، وبعدها في الخمسينات،في مخططات  الحركة الوطنية المسلحة، بشقيها من المقاومة السياسية  وجيش التحرير.قبل أن يعود   إلى منفاه الثاني بالقاهرة لتجديد لقائه بالحركات التحريرية التي أسسها على صعيد الشمال الإفريقي إلى جانب التزامه بمتابعة مجريات الأحداث والتأثير فيها وطنيا وفي منطقة الجوار. لقد ظل حضور الخطابي وازنا، وعلى اتصال مستمر بكل الفاعلين وطنيا وإقليميا وعالميا، رغم ما اعترى هذه الفترة في علاقاته من تشنجات لم تؤثر كثيرا في معنوياته ومراميه .إن شخصية بهذا الوزن، ما تزال العديد من جوانبها النضالية والفكرية والسياسية، في تفاعلها مع المحيط الواسع، في حاجة ماسة إلى الكشف عن خفاياها، وامتدادات وآثار  تجربته. كما أن السعي إلى استحضارها على الصعيد الوطني بسلاسة ستخدم الوطن قبل أن تمجد الشخص، باستبعاد كل ما تم التشويش به على مساعيه النبيلة، لكون هذا الرجل  سيظل حاضرا بالقيم الإنسانية الكونية التي جسدها وجسدتها حركته التحريرية، وحاضرا بالقيم الوطنية التي رسخها من أجل الإنعتاق والحرية وبناء بلد مستقل ومغرب حر يتسع لكل المغاربة من شمالهم إلى جنوبهم، وحاضرا بمعاني التربة التي أينع فيها بمنطقة الريف، كجهة بقيت متفاعلة مع محيط البحر المتوسط كواجهة للوطن، ظلت لقرون قلعة صامدة  في وجه مطامع الجهات الأجنبية.

إن ما ينتظر المغرب من عمل شاق ودؤوب لإرساء دعائم الديمقراطية، والعدالة الإجتماعية، في أفق إرساء ركائز دولة حديثة مزدهرة تنعم بإقتصاد قوي، ومجتمع يعمه الرخاء والإستقرار، وحضور وازن إقليميا ودوليا، لا يمكن أن يستغني عن استحضار تجارب تشبث المغاربة بكرامتهم و حريتهم، و تجارب محاربة الجهل والإستعباد و الفكر القرووسطي.

وإذ يستعد مركز الذاكرة المشتركة و  جمعية "أريد" لإحياء هذه الذكرى الخمسينية لرمزية الخطابي الغنية، طيلة سنة 2013، فهي تمد يدها إلى كل الجهات والفعاليات التي رامت الإتصال بها لمشاركتها هذا الإحتفاء الفكري، البحثي، الدراسي والعلمي من اجل أن نعلن بصوت واحد، صوت كل المغاربة أن تاريخنا البطولي الذي قدمت في سبيله تضحيات خيرة الأبطال، سيظل في ذاكرتنا حيا وسنجعل منه نبراسا في كل محطاتنا .

إن الإحتفاء بمحمد عبد الكريم الخطابي بعد مرور نصف قرن على وفاته، يضعنا على مسافة طويلة من الزمن، ليس فقط باستحضار الأمجاد التي بناها، والمؤثرات التي صنعت منه أحد رجالات القرن العشرين، على الصعيد العالمي، لكن بإعادة قراءة ما كتب عنه، أو ما خلفه من أعمال وكتابات يمكن من خلالها النفاذ إلى فهم الأحكام القيمية، التي صدرت في حقه أو لاحقته سلبا أو إيجابا، كما ستتمكن بدون شك، من التموقع في زوايا مختلفة لرصد تجربته التاريخية ، على مدى عقود، في تفاعلها مع المتغيرات الوطنية والإقليمية والعالمية.

إن فكر الخطابي كان له شأن مع الوحدة الوطنية والمغاربية، وكان له شأن مع بناء الدولة الوطنية، وموقف من الدول الاستعمارية، وكان له شأن مع البناء الاقتصادي والتكنولوجي، ومع حرية الشعوب وكرامتها وقد صارع الاستعمار كما صارع الإنحرافات داخل البلاد وفي الوسط الذي أنبته. وأقام العلاقات مع مختلف الجهات الفكرية والسياسية ودخل على خط التفاوض لوضع أسس العمل الديبلوماسي.كل هذه الجوانب التي لامستها شخصية الخطابي، والمسار التحرري الذي أنتجه عسكريا وثقافيا وهوياتيا وعقائديا واجتماعيا واقتصاديا، يفترض من المفكرين والسياسيين والمؤرخين والعسكريين والاجتماعيين ... مقاربة جديدة تستحضر الخطابي الثوري المصلح المجدد، الذي كثيرا، ما قيل عنه أنه جاء في زمن غير زمانه، أو بمعنى أوضح سبق زمانه بكثير.
كيف يمكن لنا اذا استحضار شخصية محمد بن عبد الكريم اليوم ؟.وهل هناك راهنية لفكر و ممارسة محمد بن عبد الكريم الخطابي؟

عن اللجنة التحضيرية.




-------------------------------------------------------------------------------------------------


لقاء وطني:

 كيف نستحضر الذكرى الخمسينية لرحيل محمد بن عبد الكريم الخطابي.



الرباط في :السبت 23 فبراير 2013

فندق  كولدن توليب – الرباط




09 – 9:30  -  استقبال الضيوف



9:30 – 10:00  - الكلمة الترحيبية و كلمة الضيوف

 الرئيس: ذة ليلي مزيان

المقرر العام:سعيد رهونى.

 - كلمة رئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية و السلم و جمعية الريف للتنمية و التضامن

- كلمة عضو بالحكومة المغربية ، باسم الحكومة المغربية ،

- كلمة رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان

- كلمة رئيس  جماعة أجدير، 

- كلمة العائلة.

 10:00 – 10:30  استراحة شاي



10:30 – 12:00 – كيف يستحضر المؤرخ الذكرى الخمسينية لرحيل محمد بن عبد الكريم الخطابي.



رئيس  الجلسة: - ذ أحمد سيراج



المقرر: مصطفى لهراوي

 العرض الافتتاحي : ذ الموساوي العجلاوي

  يناقشه:

- ذ حسن الفكيكي

- ذ عثمان بناني

- ذ بوبكر بوهادي

- ذ عثمان منصور

- ذ رشيد الياشوتي

- محمد حاتمي

- ذ ميمون أزيزا

- ادريس الجبروني

- مصطفى الناعمي

- ذ زكي مبارك

- ذ معرف الدفالي



12:00- 13:00  - كيف يستحضر المثقف  و الصحفي  الذكرى الخمسينية لرحيل محمد بن عبد الكريم الخطابي.

 رئيس الجلسة: محمد لخواجة.

المقرر: سليمان التجريني.

 العرض الافتتاحي : علي الادريسي

يناقشه:

- ذ مصطفى الخلفي

- عبد الحميد الجماهري

- حسن بوقنطار

- ذ  ادريس خروز

- ذ  محمد عياذ

- عبدالعالي مستور

- خديجة الرويسي

- ذ  نور الدين الصايل

- ذة  كنزة الغالي

- ذ أحمد بوكوس

- ذ المجدوبي الحسين

- ذ عبدالله البقالي

- ذ عثمان أشقرا

- ذ رشيد الراخا

- ذ محمد الساسي

 حفل غذاء

 15:00 – 16:30  - كيف يستحضر الحقوقي الذكرى الخمسينية لرحيل محمد بن عبد الكريم الخطابي.

رئيس الجلسة: خالد الشكراوي.

المقرر: أمين بنقدور.

 العرض الافتتاحي : ذ أحمد حرزني

 يناقشه:

- ذ  ادريس اليازمي

- ذ خديجة المروازي

- ذ محمد أوجار

- ذ محمد النشناش

- ذ  عبدالله بوصوف

- ذ عبدالعزيز النويضي

- ذ أحمد شوقي بنيوب

- محمد الشامي

- ذ أحمد الحمداوي

- ذ عبد العالي حامي الدين

- ذ ادريس اجبالي

- ذ محمد كرين

- ذ الحبيب بلكوش

- ذ  محمد المرابط

- ذ الحاجي هشام

- ذ عبدالله الكاموني

- ذ عبدالوهاب التدموري

 16:30 استراحة شاي

 17:00 – 18:30 كيف يستحضر السياسي الذكرى الخمسينية لرحيل محمد بن عبد الكريم الخطابي.

 رئيس الجلسة :ذ عبدالسلام الصديقي

المقرر: طارق عثمان

 العرض الافتتاحي: ميمون الشرقي

 - ممثل عن حزب العدالة و التنمية

- ممثل عن حزب الاستقلال

- ممثل عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية

- ممثل عن الاصالة و المعاصرة

- ممثل عن التجمع الوطني للأحرار

- ممثل عن الحركة الشعبية

- ممثل عن التقدم و الاشتراكية

- ممثل عن اليسار الاشتراكي الموحد

 18:30 – الجلسة الختامية .

 الرئيس: ذ عبدالسلام بوطيب

المقرر العام:سعيد الرهونى.

 - قراءة التوصيات :

- مناقشة صيغ تنفيذ التوصيات

- كلمة الاختتام.