sábado, marzo 29, 2014

روبين داريو.. الخروج من التبعيةطلعت شاهين


http://www.alittihad.ae/details.php?id=99160&y=2011&article=full
د. طلعت شاهين
تحتفل معظم دول أميركا اللاتينية هذا العام بمرور مائتي عام على استقلالها من الاستعمار الاسباني، وبدأت الاستعداد لهذه الاحتفالات مبكرا عندما أعلنت فنزويلا عن مشاركتها في احتفالات اسبانيا عام 1992 بمرور 500 سنة على “عام الاكتشاف” والذي سماه معظم زعماء أميركا اللاتينية الجدد “عام الاحتلال”، وبدأت دول أميركا اللاتينية الاستعداد منذ ذلك الوقت لهذه الاحتفالات لتؤكد أمام العالم كله أنها كانت محتلة ونالت استقلالها بنضالها الذي دفعت من خلال ثمنا باهظا من دماء أبنائها.
لم تكن تلك المعركة الوحيدة التي بدأت منذ ذلك الوقت للتأكيد على هوية اميركا اللاتينية المستقلة، بل امتدت تلك المعارك الى مجال الأدب، وكانت شخصية الكاتب الرائد للحداثة اللاتينية “روبين داريو” مجالا آخر للمعارك بين دول اميركا اللاتينية نفسها، وذلك لأنه رغم مولده في نيكاراجوا عام 1867، فقد تنقل بين بلاد أميركا اللاتينية جميعها داعيا الى الانفصال الأدبي عن اسبانيا، أي لكي يصبح لتلك البلاد أدبها المستقل. والمعروف أن داريو مثّل العديد من دول اميركا اللاتينية في المحافل الدولية، الى جانب تقلده مناصب دبلوماسية عديدة ممثلا لدولة أمام أخرى.
ولمعرفة سبب المعارك الدائرة الآن حول روبين داريو علينا ان نتابع مسيرته الإبداعية، فهو كان يعتبر أهم شخصية في أدب أميركا اللاتينية المعاصر، ويعتبره النقاد والباحثون الأب الروحي لحركة الحداثة “الموديرنيزمو” El Modernismo، التي كان كتابه “أزرق” الصادر عام 1888 إنجيلها ونموذجها الأدبي الرائع، وبفضل كتاباته وتأثراتها انتقل هذا الأدب مع نهايات القرن التاسع عشر من “أدب الهامش” بالنسبة للآداب المكتوبة باللغة الإسبانية التي كان مركزها في ذلك الوقت ومنذ فتح كريستوفر كولومبس للعالم الجديد عام 1492 العاصمة مدريد، ليكون أدب المركز المكتوب في تلك اللغة هو اميركا اللاتينية نفسها. ويعتبر العام 1888 الذي أصدر فيه روبين داريو مؤلفه “أزرق”، الذي حوى مجموعة من النصوص الشعرية والنثرية، نقطة تحول مهمة في تاريخ الآداب المكتوبة باللغة الأسبانية، ليس فقط في أميركا اللاتينية بل وانعكس تأثيره على الأدب المكتوب في أسبانيا نفسها، وبصدوره تحول الهامش الأميركي اللاتيني إلى المركز وتراجعت أسبانيا لتصبح تابعة لهذا المركز اللغوي والأدبي الجديد.



بفضل هذا الكتاب “أزرق” تحول الأدب الأميركي اللاتيني من تقليد لما كان يأتي من أسبانيا إلى التأثير في كُتاب أسبانيا أنفسهم، وإخراجهم من السكون الذي وصلوا إليه بعد أن بدأت الإمبراطورية الأسبانية تغرب عنها الشمس، وتتآكل ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وعسكريا باستقلال مستعمراتها السابقة في العالم الجديد، وتآكل نفوذها هناك على أثر الهجوم الشرس الذي مارسته القوى الاستعمارية الأخرى: بريطانيا وفرنسا بحثا عن موضع قدم في تلك المناطق، إضافة إلى ظهور الأطماع الاستعمارية لدى القوة الجديدة الصاعدة في تلك المنطقة، الولايات المتحدة الأميركية، التي بدأت تدرك أهمية فرض نفوذها في تلك المناطق المجاورة لها لتنطلق منها إلى فرض نفوذها عالميا فيما بعد، كوريثة للاستعمار القديم الذي أخذ هو الآخر في الانهيار بعد الحربين العالميتين.
ديبلوماسية وأدب
ولد روبين داريو عام 1867 بمدينة “ميتابا” (نيكاراجوا) بعد أكثر قليلا من عام واحد من زواج والده مانويل جارثيا من أمه روسا سارامينتو، وهو زواج دام قليلا، فقد قررت الأم الانفصال عن زوجها بسبب إدمانه الخمر ولا مبالاته بالحياة الزوجية، ورغم أن ميلاده جاء ليدفع الأب إلى محاولة إعادة بناء أسرته، إلا أن الأم سرعان ما انفصلت مجددا وتركت بيت الأسرة لتعيش مع عمة لها كانت تقيم في مدينة “ليون”، وعندما ارتبطت الأم مجددا برجل آخر ذهبت معه للإقامة بمدينة “سان ماركوس” التي تقع في الهندوراس الحالية، وتركت الابن في رعاية العمة وزوجها الكولونيل فيليكس راميريث مادريخيل.
ما أن بدأ روبين داريو يعي ويخرج من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الصبا، حتى انتقل إلى مدينة “ليون” في نيكاراجوا ليدرس في معهد “اوكسدنتي” (الغرب) ويلتقي هناك بأستاذ الأدب “خوسيه ليونارد” القادم من بولندا مهاجرا من بلاده لأسباب سياسية، والذي كان أول من تنبه إلى ميوله نحو الأدب، ثم بعد إكمال المرحلة الأولى من دراسته حاول العمل في مجالات شتى، ولكن نبوغه الأدبي المبكر رشحه للعمل محررا بإحدى الصحف المحلية، وظل يتنقل من عمل إلى آخر إلى أن أتيحت له الفرصة للسفر إلى عدد من دول أميركا اللاتينية مثل الأرجنتين والتشيلي وكولومبيا، قبل أن تتاح له فرصة ذهبية للسفر إلى أوروبا، وتحديدا فرنسا حيث تعرف في باريس على مالارميه وفيرلين وغيرهما من الشعراء الغنائيين الفرنسيين. وقد قام بكل هذا في وقت قصير جدا وسرعان ما عاد إلى بلاده ليعمل في المكتبة الوطنية لنيكاراجوا، ولكنه لم يتخل عن هوايته في دراسة الأدب الأسباني الكلاسيكي، والتعرف على إبداع كبار كتاب اللغات الأجنبية الأخرى، وكان معجبا بشكل خاص بإبداعات الفرنسي فيكتور هوجو، والذي كثيرا ما بدت تأثيراته وتردد اسمه في كتابات روبين داريو الشعرية والنثرية.
لم تكن حياة روبين داريو العملية مستقرة على الإطلاق، فقد تنقل بين العديد من دول أميركا الجنوبية بحثا عن فرص أفضل للحياة نظرا لتأثير التغيرات السياسية والانقلابات العسكرية على علاقته بالوظيفة، فقد انتقل عام 1886 إلى التشيلي وعمل محررا بجريدة “ايبوكا” إلى جوار عمله مراسلا لعدد من الصحف النيكاراجوية، مثل “الدياريو نيكارجوينسي” و”الانبارثيال”، وقضى هناك حوالي أربع سنوات لينتقل بعدها إلى أوروبا مرورا بأسبانيا التي زارها لأول مرة عام 1892، وخلال تلك الزيارة كان مكلفا بتمثيل نيكاراجوا في الاحتفال بمئوية كولومبس، ثم عمل وزيرا مفوضا لنيكاراجوا في مدريد، وخلال تلك الفترة احتل العديد من المناصب الرسمية، ومثل بلاده في العديد من الاحتفاليات الدولية السياسية والثقافية، ومع ذلك كان خلال تلك الفترة نشطا في المشاركة الفعالة بتحرير العديد من الصحف والمجلات التي كانت تصدر في أميركا اللاتينية.
رائد جيلين
كتب الناقد الأسباني “ميجيل دي لوس سانتوس اوليفيير” معلقا على روبن داريو وتأثيره: “لقد كان مرور روبين داريو بالغنائية المكتوبة باللغة الأسبانية كمنشط لها، ولعب دورا مهما في التأثير على جيلين كاملين من كُتابها، فقد حمل على عاتقه وحده وبمفرده أن ينتقل باللغة الأسبانية بمرحلتين مهمتين، وبفضله تعرفت هذه اللغة على المرحلتين “البارناسية” و”التعبيرية الرمزية”، ودفع بها إلى بدايات هاتين المرحلتين، وعمل على أن تنجز ردة فعلها في هذين المجالين، ثم لعب بعد ذلك دورا في التمرد على هذين الاتجاهين عندما بدأ توهجهما يخفت، وذلك من خلال البدء في مرحلة أطلق عليها النقاد “الكلاسيكية الجديدة” neoclasico، ليسجل بعد ذلك مرحلة انطلاق مهمة في الأدب المكتوب باللغة الأسبانية أطلق عليها النقاد اسم “الحداثة” El moderismo.
يرى نقاد تلك الفترة أيضا، أن أول هذه التأثيرات بدأ مبكرا مع صدور كتاب “أزرق” الصادر عام 1888، والذي وضع الكاتب على أولى خطوات الشهرة كشاعر ومبدع نثري، وفي الوقت نفسه وجه الضربة الأخيرة لتبعية الكتابة في أميركا اللاتينية للكتابة القادمة من أسبانيا، كما أشرنا وأشار النقاد من قبل، بل ونبه كتّاب أسبانيا أنفسهم إلى أن شيئا جديدا يتحرك من حولهم وأنه لا بد عليهم من الخروج من حالة الجمود التي وصلوا إليها.
ساعد على ترسيخ وجود روبين داريو ككاتب وشاعر مؤثر اهتمام نقاد آخرين من أسبانيا بهذا الإبداع، وكانت لرسالتين كتبهما الناقد الإسباني “خوان فاليرا” في صحيفة “الامبارثيال” تأثيرا كبيرا في هذا المجال، فقد وصفه بأنه “ناثر وشاعر متميز، رغم وقوعه تحت تأثير مبالغ فيه من الأدب الفرنسي”، ولم يكن تأثير هاتين الرسالتين مهما في أسبانيا فحسب بل حققتا لروبين داريو شهرة واسعة في معظم دول أميركا اللاتينية، وجعلته يتقدم بخطى واسعة نحو عرض رؤيته لما يجب أن يكون عليه الأدب الجديد، وما يجب أن يتخلى عنه الأدب المكتوب بالأسبانية ليلحق بتطور جديد في مسيرته.
في مدريد
بوصوله إلى إسبانيا في رحلته الأوروبية التف حوله مجموعة من الكُتاب الشباب رغم المعارضة التي واجهها وجوده من جانب الكُتاب الأكاديميين الكبار، ومن بين شباب ذلك الوقت المعجب بإنجازات روبين داريو الأدبية كان الشاعر “خوان رامون خيمنيث” الذي يعتبر من ابرز شعراء “الموديرنيزمو” في أسبانيا، والحاصل على جائزة نوبل للآداب فيما بعد، وأيضا كان هناك عدد من الكتاب المسرحيين أمثال “باي انكلان”، و”خاثينتو فينابنتي”، و”فرانثيسكو بياسبيثا”، وغيرهم من أهم كتاب أسبانيا في النصف الأول من القرن العشرين. وأيضا كان لقاؤه مع “انطونيو ماتشادو” في باريس من أهم نقاط التحول في أدب ماتشادو الذي تحول بفضل إعجابه به إلى نوع من التكريس له كرائد للأدب المكتوب بالأسبانية.
استخدم روبين داريو في كتابة أشعاره أنواعا جديدة من الأوزان الموسيقية التي لم تكن مطروحة في الشعر الأسباني حتى ذلك الوقت، ومزج بين العديد من التفعيلات ليقدم تركيبا شكليا جديدا اعتبره النقاد خروجا على ما اعتاد شعراء اللغة الأسبانية استخدامه حتى ذلك الوقت. ويؤرخ نقاد الأدب الأسباني ظهور “الموديرنيزمو” El moderismo، ولم يكن اللافت للنظر هذا التجديد الشكلي فقط، بل إن كتابات داريو شكلت منعطفا مهما في الاهتمام بالقضايا الحياتية والإنسانية المهمة التي كانت تمر بها مجتمعات تلك المنطقة، فقد عبر الكاتب في كتاباته عن رفضه للكثير من ممارسات المجتمع البرجوازي، وتعتبر قصته “الملك البرجوازي” مهمة في هذا الاتجاه، والتي ظهرت في الطبعة الثانية لكتاب “أزرق” الصادرة عام 1890 بعد إضافة نصوص أخرى إليه.
وحسب النقاد سارت كتابات داريو في اتجاهات عدة، فالنقاد يعتبرون أن “أناشيد الحياة والأمل” الصادر عام 1905، يقدم مرحلة جديدة في مسيرته، ينحو فيها نحو التأمل الداخلي وإبراز الأحاسيس الخاصة جدا دون التخلي عن الخط الشكلي الذي ميز مرحلة الحداثة التي دشنها بكتابه “أزرق”، وتأكد هذا الاتجاه بعد ذلك بصدور “النشيد الشارد” عام 1907، وكذلك كتابه “قصيدة الخريف وقصائد أخرى” الصادر عام 1910. ورغم أهمية الكتب الصادرة في حياته وتأثيرها الكبير على تجديد الأدب المكتوب باللغة الأسبانية إلا إن الكثير من كتاباته لم تنشر في كتب خلال حياته، بل كانت تنشر موزعة في الصحف والمجلات التي كان يشارك في تحريرها أو يديرها بنفسه، وظلت بعيدة عن الكتب إلى أن قام خوسيه فياكستين الرجل الذي ارتبطت به زوجة روبين داريو الأخيرة بعد رحيله بجمع هذه القصائد والكتابات غير المنشورة والمنتشرة في العالم كله، ودفع بها إلى دار نشر “اجيلار” لترى النور مجمعة.
من أبرز إضافات كتابات روبين داريو إلى الأدب المكتوب بالأسبانية استخدامه لصور ورموز لم تكن دارجة من قبل، ومن أبرز تلك الرموز التي استقاها من الطبيعة المحيطة به، رمز البجعة أو الأوزة، الذي كثيرا ما تكرر في كتاباته سواء الشعرية أو النثرية، وكان تكرار رمز الأوزة في العديد من كتاباته يكاد يصل إلى حد الهوس، وان كان هذا الرمز المتكرر يعبر في الكثير من استخداماته عن الجمال، وفي كثير من الاستخدامات كان نوعا من الإشارة إلى روبين داريو نفسه، بل إن بعض النقاد كانوا يطلقون على حركة “الموديرنيزمو” على أنها حركة “الأوزة” وعندما بلغت تلك الحركة نهايتها وبدأت الأجيال الجديدة في التمرد عليها لدخول مرحلة أخرى من التطور قال الناقد “انريكي جونثالث مارتينيث”: “إنه يجب كسر عنق الأوزة”.
تأثر إغريقي
الثقافة الإغريقية القديمة مثلت أيضا رموزها تكرارا مهما في أعمال روبين داريو وكثيرا ما استخدم أسماء الآلهة الإغريقية بدلالاتها المختلفة، بل خصص أعمالا كاملة تجمع تلك الآلهة معا في صورة واحدة، ومنها قصيدة شهيرة تحت عنوان “حوارات السانتوريات” وتمثل بالنسبة له الدلالة على ازدواجية الروح والجسد من خلال طبيعة “السانتوري” أو “المسخ” الذي تصوره الأساطير اليونانية على أنه جذع رجل متكامل يقوم على سيقان حصان، لأنه بالنسبة له فإن هذا الشكل الأسطوري يشكل طبيعة البشر المرتبطة بالحيوانية، بالطبع هناك رموز أخرى لها علاقة بأعماله الشعرية والنثرية على حد سواء، فاللون الأزرق الذي اتخذه عنوانا لأول واهم كتبه تكرر هذا اللون كثيرا في أشعاره وقصصه متخذا دلالات أخرى مختلفة.
وتميزت أشعاره في الحب بتنوع الملامح الجمالية للمحبوبة، وحسب رؤية الكاتب الإسباني “بدرو ساليناس” فإن هذا يعود إلى تعدد قصص الحب الحقيقية التي مر بها داريو في حياته وكان لكل واحدة منهن جمالها وشكلها الخاص، من أول الشقراء ذات العيون الزرقاء التي كانت أول حب له، إلى الهندية الأصيلة ذات اللون الأسمر كالشيكولاته، إلى السمراء وغيرهن ممن مررن بحياته، لذلك لا توجد امرأة مثالية في حياة داريو بل تتعدد المرأة المثالية بتعدد المحبوبات والعشيقات في حياته.
أيضا كثيرا ما نرى مشاهد شاذة وغريبة في أعمال داريو وربما في كثير من الأعمال التي أبدعها كُتاب ينتمون إلى حركته الحداثية، ويفسر كثير من النقاد هذه المشاهد الغريبة والشاذة في أعمال داريو وغيره من المتأثرين به على أنها رفض للعادي أو الاعتيادي الذي كانوا يعيشونه ويشاهدونه منعكسا في أعمال المبدعين السابقين عليهم، وأيضا يفسرونه على انه هروب من واقع مرفوض إلى واقع عاشته البشرية من قبل كما هو الحال في الثقافة الإغريقية، وفي بعض الأحيان باللجوء إلى أساطير الثقافات الشرقية: الفارسية والعربية.
بالطبع لجأ روبين داريو كثيرا إلى ماضي بلاده من الثقافات الهندية القديمة السابقة على وصول كولومبس إلى ما سمي بالعالم الجديد، ويتجلى هذا في عودته إلى ذكر الأشياء القديمة، أو تخيل الأوضاع في الماضي في تلك القارة البكر، وأيضا كثيرا ما لجأ إلى رموز من حضارات المايا والاثتيك ليعبر عن أوضاع معاصرة في حياته.
لا تزال إبداعات روبين داريو تشكل جذرا أصيلا في أعمال مبدعي الآداب المكتوبة باللغة الأسبانية رغم مرور ما يقرب من قرن على وفاته، ولا يزال يعتبر احد كلاسيكيات هذه اللغة التي لا يمكن أن تنمحي، والمؤسف أن ترجمة إبداعات روبين داريو إلى اللغة العربية كانت ولا تزال قليلة جدا، فقد اقتصرت على ترجمات متفرقة من أشعاره وقصصه، لذلك تحاول هذه المختارات أن تقدم أول رؤية أقرب إلى التكامل، لأن المختارات لا تقدم سوى نماذج من كل نوع أدبي مارسه الكاتب، وحتى يمكن التعرف عليه كخطوة أولى للدخول إلى عالمه، ونرجو أن نكون قد نجحنا في ذلك.
المسحور بالأندلس والشرق وفلسطين
عرف روبن داريّو بإعجابه الشديد بالثّقافة العربيّة وكان مأخوذاً بسحر الشّرق، كما يبدو ذلك في أعماله مثل “ألف ليلة وليلة”.
وفي قصيدته “رواق” التي ترجمها إدريس الجبروني المصمودي، ومحمد القاضي يُحَدثنا عن ملقة وإشبيلية وعن الغناء الأندلسي، ورقصة الفلامنكو، ثم يعود بنا إلى الماضي والمكان هو شبه الجزيرة العربية، حيث تذهب ملكة سبأ في رحــلةٍ إلى القدس كي تزور سليمان الحكيم.
يقول في القصيدة:
“في كنوز ملكة سبأ
تحفظ في سرية إشارات سماوية
أسهم من النار في جعبة نشابها السحري
لآلئ، وياقوت، والياقوت الأزرق، والأحجار الكريمة”.
أما قصيدة “الوردة الطفلة”، فهي انعكاس لتأملاته الروحيّة والدينيّة التي يستلهمها من فلسطين مهد الديانات فيقول:
“في فلسطين
كريستالٌ وذَهبٌ ووردة
والفجرُ
يخرج ثلاثةُ ملوكٍ لعبادة الملك
قبسٌ إلهي يملأُ زهرة الطفولة”.
لوركا ونيرودا في مواجهة «الثور».. داريو
تم، في إسبانيا العثور على نص يمكن اعتباره فريداً في عالم الشعر. فهو حوار بين الشاعرين الكبيرين، الإسباني فيدريكو جارثيا لوركا والتشيلي بابلو نيرودا، دار بينهما بمناسبة احتفالية أقاماها في الأرجنتين عام 1933 على شرف روبن داريو، بعد سبعة عشر عاماً على وفاته.
يستعير الشاعران في نصهما الأدبي إحدى مفردات مصارعة الثيران وينتقلان بها إلى عالم الأدب، ليواجها ثوراً واحداً، هو روبن داريو.
ويبقى هذا الحوار الأدبي، بداية جميلة لتحليل علاقة الشعراء الثلاثة الكبار ببعضهم، خاصة أن كثيرين كانوا يجهلون وجود علاقة مباشرة بين لوركا ونيرودا، رغم أن كليهما تحدث عن الآخر في حوارات متفرقة.

miércoles, marzo 26, 2014

Inassinou o La Reconciliación del Pasado con el Presente/ Por Randa Jebrouni

Inassinou o La Reconciliación del Pasado con el Presente/ Por Randa Jebrouni

Inassinou  o La Reconciliación del Pasado con el Presente/ Por Randa Jebrouni
portada de la Novela
Randa Jebrouni 
Novedad editorial
*****
 La idea de escribir surge con la madurez, en un determinado momento  de la vida en que se vuelve la mirada hacia lo vivido anteriormente para ponerlo en tela de juicio, cuando más se avanza en edad más se aproxima al pasado. (Salomé), es un ejercicio de  la reconciliación consigo misma « je n’ai plus le temps pour m’appitoyer sur mon sort ou sur mes sorts, plutôt changer mon sort avec l’écriture. C’est un besoin qui devint imminent et urgent! » se explaya la autora. Se trata de curar las heridas de la infancia y la adolescencia.
Y la mejor manera de transmitirnos estos sentimientos es a través de la novela, género que la autora eligió (aunque la poesía la deslumbra) para crear vidas,  sentimientos, vibraciones que hubiera querido vivir ella misma! La elección en su novela se hace protagonista, es esa venda mágica de las heridas, que ella no eligió en la vida real, en esta novela, Ben Lefki domina todo. La escritura le da la impresión de vivir deliciosamente la vida que ha creado para sus personajes, y para ella misma también, considerándose así otro personaje de sí misma. Llámese locura, ilusión, o desdoblamiento pero hasta fura de los momentos de escribir, esta vivencia continúa: “une vie délicieusement double! »según sus palabras.
Es una lectora perezosa, elige sus lecturas, abajo la violencia, lo trágico, y lo catártico, vive más bien los cuentos, sobre todo los cuentos de hadas, de caballería, y los desenlaces felices! Estando refugiada gran parte de su vida adulta en lo que otros quieren llamar la falsa literatura, o aquella de agua de rosas … al despertar tan tarde, quería reconstruir su propia novela, (tormentos epistolares, orgullo, y pudor femeninos, estas son sus ficciones favoritas).
Abriendo el portal invisible de dos mundos, de antaño, que ella llama “luces”, del presente, que llama “tinieblas”. Cuando la luz penetra en las tinieblas, sus pequeñas partículas de esperanza, de amor reinan y embellecen un cotidiano cubierto de pliegues contaminantes.
La protagonista, Inass, es tangerina, es un verdadero cóctel, rifeña que marca la « r » como si fuera originaria de Fez, recibiendo todo de otros, con la condición de que sea lo más refinado. Una tangerina que al principio parece inocente y sumisa, que cambia, es una verdadera mutante que no se percibirá ni por sus hijos, ni al destino impuesto por su creadora.
Una chica que carecía terriblemente de amor paternal, el amor de un padre es un tabú, pues se arriesga a considerarse un incesto, si se revela torcida y oblicuamente.Ella no comprendía  eso, ella continuaba mendigando este amor de sus hermanos, sordos a sus clamores, después a los hombres, crueles hacia una mujer sedienta de afecto, tal sed permanente de amor se vuelve un peligro para ella.
Habría dado todo, « prostituir » su amor propio, su cuerpo, su corazón por un pequeño abrazo, una palabra tierna, un poco de tiempo brindado a su persona sedienta de abrazos. La sociedad del macho está sorday nombra a toda mujer necesitada de amor “prostituta”.
La rutina carcome a los demás personajes, proviniendo aun de descendencia privilegiada. Cada uno vive su propia lucha interior, un cóctel de orígenes: tangerinos, fasíes, rifeños, y los extranjeros son personajes de obras literarias, actores de películas, o escritores clásicos.
 A través de la frontera de Ceuta, la autora establece una conexión entre el mundo clásico de la literatura y el mundo actual de la ciudad de Tánger. Todo extranjero es rechazado: el mito del Dorado que era España, se invierte en Inassinou; Dada Yamna reza para que los españoles vengan a Marruecos clandestinamente a trabajar. Dios le otorga satisfactoriamente sus plegarias, y cumplir así la venganza de  los jóvenes marroquíes ahogados en las pateras de la muerte.
Siendo la novela de una escritora, se manifiesta como un grito rebelde, un eco de otros ecos femeninos. La reproducción de algunos estereotipos alcanza un estilo peculiar, púdico y menos chocante, no obstante, aparece la figura femenina fuerte que odia la debilidad, el juego masoquista de mujeres sumisas y mezquinas, no es lo que parece.
Es el mundo de una mujer tan fuerte que derriba al hombre. La debilidad es una opción: seguirá débil la que desgarrará su debilidad.
La contradicción que une a los personajes, emana un encanto inaudito, el que se enamora de ella está abatido por su moralidad simple y honesta.
No se trata de hacer llorar a las mujeres con esta novela que traza la vida de una mujer débil, es un escrito de compartición, porque el mundo es, a pesar del mito de la comunicación, sordomudo.

jueves, marzo 13, 2014

المجلة العربية ملف الأدب الإسباني


تحتفي المجلة العربية بضيف معرض الرياض الدولي للكتاب 2014م (إسبانيا) عبر جملة من الإصدارات والكتب الخاصة من بينها كتاب بعنوان: "إيميلو غارثيا غوميث" وهو من تأليف الدكتور محمد العمارتي.. وكتاب "ظاهرة الأجيال في الثقافة الإسبانية المعاصرة" من تأليف  ذ. محمد القاضي.. وكتاب "معالم التفكير الإسلامي في المغرب والأندلس" - الجزء الأول والثاني - من تأليف يوسف بن المهدي.. بالإضافة إلى كتاب الإهداء المصاحب لعدد المجلة العربية الحالي.. 
 وقد حمل عنوان "أبو عمر أحمد بن حربون" (من شعراء الأدب التاريخي في الأندلس) للدكتور عبدالله بن ثقفان. وخصصت المجلة العربية قضية عددها الحالي عن الأدب الإسباني حيث شارك فيه نخبة من النقاد والأدباء والمثقفين من مختلف أقطار الوطن العربي.. حيث جاء عنوان العدد الرئيسي : الأدب الإسباني الحديث.. من خيال دون كيخوطي إلى الواقعية الطبيعية.. وتشارك المجلة العربية في معرض الرياض الدولي للكتاب بجناح تعرض من خلاله إصدارتها التأليفية من كتب ودراسات وترجمات بما فيها الكتب التي تتناول الثقافة الإسبانية بوصفها ضيف شرف المعرض.

ساهم في هذا العدد من شمال المغرب إدريس الجبروني، و مزوار الإدريسي، و ع. الكريم البسيري، و عيسى الداودي، و محمد زروق.  

martes, marzo 04, 2014

Ficción Mohamed Alasfar


Ficción

Mohamad Al Asfar


No me acuerdo, exactamente de la primera vez en la que cogí el bolígrafo entre mis dedos… no sé quién fue, el que puso el primer bolígrafo en mi mano; ¿ mi maestro?, ¿mi padre o mi abuelo materno? que era maestro en una escuela coránica, en el Jemes. No sé qué marca de bolígrafo cogí la primera vez; lápiz seco, tinta o era mi dedo, el que rasguñaba las antiguas arenas, que se seguramente se esfumaron de la mayoría de las playas de Trípoli, a donde me llevaba mi madre para curarme de las cauterizaciones que tenía en mi vientre, en mis partes íntimas y mis pies, con sus aguas saladas y sus algas, todas aquellas playas perdieron sus arenas. Ahora, asoman ahí horribles rocas contaminadas con betún, sangre y excrementos.
De lo que me más me acuerdo, es que yo era feliz en aquella época, cuando dibujaba y escribía con mi dedo mis primeras líneas … mi mano sonreía, mi corazón se reía a carcajadas,  mi alma bailaba y ascendía a otro lugar, a lo más alto, que no tiene que ser necesariamente el cielo.
Ahora, no tengo nada que decir, ni nada que hacer… me siento muy pobre. Lo que leí lo había consumido, me dio calor, lo comí y bebí, me dormí con él, lo maté y de noche lo puse en un saco, lleno de diferentes sueños, con todo lo que había soñado. Luego, he sacudido el saco pero no encontré ningún sueño pegado en el fondo para cogerlo por su cola y soñar con él en la siesta.
Ahora, busco una imaginación para leerla… escruto en las librerías, me agacho en las aceras para leer los títulos… no encuentro la imaginación que busco… la imaginación que puede llenar mi vacío con sus palabras, tinta, olor y temas.
Recurrí a la red mediática  y busqué… encontré imaginación de distintas razas, credos e idiomas. Veo, ahora, pero estoy ciego. Veo el camino y no tropiezo con ninguno. Veo la imaginación. No veo la inspiración. Todas las imaginaciones  que poseo ahora son caminos. Todas son de tinta. Todas se leen con los sentidos. Todas mean, cagan y dejan excrementos. Todas las imaginaciones disponibles ahora son tangibles. Muchos dedos, y ojos acariciaron sus almas… Son imaginaciones que se agarran a las hojas, resisten a la erosión… resisten a las desgracias que viven a su lado. A veces, ganan el reto, y siguen su camino y otras veces se rinden y entran en la bóveda o en el crematorio. Intenté contar las derrotadas de mis imaginaciones y fracasé. Las he encontrado más que la gente. Después de horas y horas contándolas me confundí. Me equivoqué y volví a contarlas de nuevo. Lo más gracioso, es que la primera imaginación con la que inicié la cuenta, no la encontré en su sitio. Empecé la cuenta de nuevo pasando el número uno al número siguiente. Después de un rato, buscando en el cúmulo, encontré la imaginación que había abandonado su sitio en la primera fila, escondida en un cúmulo de imaginaciones, renunciando el número uno.
Ah! Se me había olvidado presentarme. ¿Cómo he llegado hasta aquí? ¿Qué relación tengo con España, su bella literatura, su mágico fútbol, su exquisita cocina y, en particular, el guiso de “el Rabo del Buey”, que al probarlo en un restaurante de Tailandia, dije al camarero que este “Rabo” no es de España. Pero él me confirmó que es importado de España, y que es el rabo de un toro que se mató en una corrida… En fin, no estuve en desacuerdo con él, ya que las especias picantes ocultaron los defectos de la cocina, además de las copas de vino y los preparativos para ver el final de la copa del mundo entre España y Holanda. Le pedí que me trajera dos testículos de un toro asados, porque, esta noche, precisamente la celebraré sexualmente. Se ausentó un momento, y regresó diciéndome que sólo queda un testículo. Le dije que está bien, que con uno basta. Después de comérmelo empecé a imaginarme que estoy en España, en una Plaza de Toros, y que el matador mató al toro… bajé a un restaurante debajo de La Plaza de la corrida, donde sirven platos de la carne del toro matado. Me trajo un enorme testículo que comí enseguida. En la segunda semana, tardé en presenciar el partido de fútbol, llegué después de que había terminado. Tenía mucha hambre, así que descendí al restaurante que estaba debajo de la Plaza de Toros, y con una señal con los dos dedos llamé al camarero, que estaba lejos para que me trajera uno o dos testículos. Me trajo un plato con dos testículos de pequeño tamaño. Después de comérmelos, le pregunté por el tamaño de los testículos: ¿por qué los testículos de hoy, son muy pequeños? Me dijo, que hoy el toro mató al matador.
En el restaurante “Batalla”, asistí al partido del final del Mundial de fútbol en una discoteca. Algunas de las camareras vestían la camiseta de España y otras de Holanda. Claro que España ganó el partido,  gracias al gol del artista Iñesta, después de la prórroga. Me sentí confundido, Todo se mezclaba en mi mente. Me acordé de  M. de Cervantes, de Don Quijote y su escudero Sáncho Panza… el del burro. Llevaba conmigo mi última novela “La Increíble Historia de la Imposible Caza y Captura de LA Alegría”. Estaba en la cumbre de la alegría. La chica Tailandesa  que me acompañaba vestida con la camiseta de España me abrazó, después de la victoria, de una manera muy peculiar, que jamás he probado algo semejante. Tenía un poco de dinero y pensé no gastarlo en un placer pagado. La victoria de España me brindó una alegría gratis.  Así, mandé por correo 3 ejemplares a un amigo en España, que se ofreció a traducirla sólo por 1000 euros, porque la encontró muy entretenida, hace que el traductor viva el regocijo y aumente mentalmente su potencia sexual. Todos los acontecimientos de la novela son de pura ficción, se trata de un dictador que consiguió capturar la alegría, logró recomponerla y venderla a los países del mundo a gramos. Desde mi punto de vista, manipular la alegría es mejor que el tráfico de las armas, la salud o cualquier cosa. Todas las cosas positivas de la vida, si no están acompañadas de alegría son cosas muertas, falsificadas  y desnaturalizadas. Por eso, el dictador mandó a sus mejores hombres de espionaje al carnaval más grande del mundo, el carnaval donde la alegría lucía para llegar a sus niveles más altos para atraerla, capturarla y devolverla a su señor en uno saco.     
Imaginemos que este mundo vive sin alegría, entonces ¿cómo sería la vida? La verdad, es que el mundo está viviendo ahora una profunda tristeza. Ahora, la alegría se compra aquí y allá, y se roba aquí y allá también. La alegría está en la cárcel y para liberarla es necesario cargar nuestras almas con la ilusión y la esperanza. Podemos llegar hasta la cárcel, destruir sus muros y detener a los carceleros. Pero hay posibilidad para que la alegría renuncie abandonar la cárcel, cuando el ser humano no ha cambiado, sigue con la misma brutalidad, desde Abel y Caín hasta ahora.
No a la sangre, no al fuego… Sólo queremos sonrisas y alegr.ia, y el resultado lo veremos  después.    
سيرة ذاتية مختصرة :

محمد الأصفر روائي وصحفي ليبي صدر له 11 اصدار في مجال الرواية على حسابه الخاص  خارج ليبيا واصدارين في مجال القصة القصيرة   داخل ليبيا هما حجر رشيد وحجر الزهر وكتاب عن ثورة ليبيا بعنوان " ثوار ليبيا الصبورون " نشرت منه نيويورك تايمز بعض الفصول …وترجمت روايته فرحة وصدرت باللغة الاسبانية في مدريد .. شارك في عدة نشاطات ادبية داخل ليبيا وخارجها وأسس موقع اليكترونى ثقافي تحت اسم المأنوس هو الآن متوقف للصيانة .. يكتب الآن في جريدة الحياة ومجلة الدوحة وجريدة الأخبار والنهار وجريدة الكلمة .. بدأ الكتابة منتصف عام 1999 م .