domingo, julio 05, 2015

رونق المغرب" يرصد اختلالات الوضع الثقافي من خلال مشاركته في المعرض الجهوي الخامس للكتاب بطنجة


http://issuu.com/lejournaldetanger/docs/le_journal_de_tanger_22_aout_2015#embed
رونق المغرب" يرصد اختلالات الوضع الثقافي من خلال مشاركته في المعرض الجهوي الخامس للكتاب بطنجة

احتضنت حديقة عين اقطيوط بطنجة، يوم الاثنين 22 يونيو 2015 فعاليات افتتاح المعرض الجهوي الخامس للكتاب، الذي نظمته مندوبية وزارة الثقافة ما بين 22 و28 يونيو 2015، تحت شعار: "التحفيز على القراءة مسؤولية الأسرة أيضا"، وتميزت هذه الدورة بمشاركة ثلة من الناشرين والكتبيين والهيآت الجمعوية التي تعنى بمجالي النشر والقراءة العمومية.

وافتتح "الراصد الوطني للنشر والقراءة" مشاركته بالمعرض الجهوي الخامس للكتاب، مساء يوم الأربعاء 24 يونيو 2015، بأمسية إبداعية عرفت مشاركة ثلة من الشعراء والقصاصين الشباب الفائزين بالورشات الإبداعية التي نظمها بطنجة خلال الموسم الدراسي 2014 ـ 2015 لفائدة عدة مؤسسات تعليمية. وقد انطلقت الأمسية التي قدم فقراتها المبدع الواعد حمزة الدقون، بكلمة الأستاذ العربي المصباحي (المندوب الإقليمي) نوه فيها بمبادرة "الراصد الوطني للنشر والقراءة" الساعية لتشجيع الأقلام الناشئة من خلال الورشات التكوينية والأمسيات الإبداعية، متمنيا للطاقات الشابة المزيد من النجاح والعطاء الإبداعي، ثم تلتها كلمة الأستاذ رشيد شباري باسم "رونق المغرب" و"نادي رونق للإبداع" تحدث فيها عن تجربة رونق المغرب في تأطير الأقلام الناشئة على المستوى الجهوي والوطني، منوها بالنتائج الجيدة التي حصل عليها تلامذة البكالوريا وأعضاء النادي بشكل خاص، ما يؤكد فاعلية دور الأندية الجادة كدعامة أساسية للتحصيل المعرفي وترسيخ قيم القراءة والإبداع لدى الشباب

ثم أعطيت الكلمة للأقلام الواعدة في قراءات شعرية وقصصية بحضور ثلة من المبدعين والمهتمين، حيث تناوب على منصة الإلقاء: بدرية خطيرة (ثانوية أبي العباس السبتي التأهيلية)، فردوس الشنتوف السماتي (ثانوية مولاي رشيد التأهيلية)، إدريس التولي (ثانوية عبد المومن الموحدي التأهيلية)، عبد الله السفياني (ثانوية ابن الخطيب التأهيلية)، إسماعيل الفغلومي (ثانوية عبد المومن الموحدي التأهيلية)، أحلام الضاوي (ثانوية مولاي رشيد التأهيلية)، سمير كرنون (ثانوية عبد المومن الموحدي التأهيلية)، هناء المرابطي (ثانوية عبد المومن الموحدي التأهيلية).

       
ومساهمة منه في مناقشة مستجدات الشأن الثقافي، نظم "رونق المغرب" مائدة مستديرة في موضوع: "الراهن الثقافي بالمغرب من منظور الإطارات المعنية طنجة نموذجا"، يوم الجمعة 26 يونيو 2015 بفضاء المكتبة الوسائطية، بمشاركة: مندوبية وزارة الثقافة، فرع اتحاد كتاب المغرب بطنجة، منتدى الفكر والثقافة والإبداع، المرصد المغربي للصورة والوسائط، ثقافات المتوسط، الراصد الوطني للنشر والقراءة. وقد افتتحت الأستاذة فاطمة الزهراء المرابط (رئيسة الجلسة) المائدة المستديرة مرحبة بالإطارات المشاركة والحضور البهي، منوهة بالمبادرة التي قامت بها مندوبية وزارة الثقافة في إخراج المعرض الجهوي الخامس للكتاب إلى الساحة العمومية وهي بادرة ساهمت في التحفيز على القراءة واستقطاب مختلف المهتمين، ثم أشارت إلى دواعي طرح موضوع الراهن الثقافي الذي يعتبر إشكالية تفرض نفسها على المتتبع للشأن الثقافي وطنيا ومحليا.
       
وقد تحدث الأستاذ العربي المصباحي (المندوب الإقليمي) في مداخلته عن صعوبة تناول الراهن الثقافي في ظل ما يعرفه المشهد الثقافي من زخم الفعاليات الثقافية، وانعدام الخيط الرابط بين مكونات المدينة، خاصة مع انطلاق مجموعة من المشاريع  بطنجة وحضور الشق الثقافي بها، متسائلا عن إمكانية وجود طاقات لتسيير الفضاءات الثقافية، خاصة وأن طنجة تفتقر إلى بنيات ثقافية مخصصة للعمل الثقافي، وتعدد المنتوج الثقافي وتنوعه، وضرورة وجود خطة وطنية بشراكة مع الفاعل الثقافي. وتطرق الأستاذ العربي غجو (فرع اتحاد كتاب المغرب بطنجة) في مداخلته إلى طوفان الوسائط التكنولوجية التي تسببت في استسهال فعل الكتابة والنشر وفتح الباب على مصراعيه، ما أفرز إشكالية جودة الإنتاجات الأدبية (النشر والطبع)، مؤكدا على أن الجودة ليست مسألة تقنية وإنما ذات أبعاد وجودية وفلسفية، وأن المثقف مدعو للنزول إلى الفعل المدني والسياسي في ظل ما يعرفه المشهد من متغيرات وتمزقات ومآزق سياسية وثقافية.

   
أما الأستاذ خليل الدامون (منتدى الفكر والثقافة والإبداع) فقد استهل مداخلته بالحديث عن المشهد الثقافي خلال العقدين السادس والسابع من القرن الماضي، وما عرفه الراهن الثقافي من تطورات وتغيرات كسرت الجدار بين المثقف والسلطة واستقلالية وزارة الثقافة عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وصارت أكثر انفتاحا بل أصبح الدعم الذي تقدمه هاجس المثقف، وما رافق هذه التغيرات من استسهال في الكتابة والنشر وتدني مستوى التعليم، وغياب الممارسة الديمقراطية داخل الاطارات الثقافية التي أصبحت ممولا للحفلات (حفل شاي، نقاش)، وتراكم الأنشطة في ظل غياب مشروع ثقافيوفي السياق نفسه، استهلت الأستاذة رندة الجبروني (المرصد المغربي للصورة والوسائط) مداخلتها بالحديث عن مفهوم التسيير الثقافي، مشيرة إلى أن التسيير الثقافي يلعب دور الرابط بين السياسة الثقافية وساكنة المدينة مع مراعاة ما هو محلي وما هو عالمي، وحول الراهن الثقافي أكدت على أن طنجة تتوفر على عدة إمكانيات وموارد وعلى الجمعيات أن تتكيف مع هذا الواقع، وتتجنب إعادة نفس المشاريع الثقافية في المهرجانات والندوات، وأضافت أن الوسائط والوسائل الإلكترونية يساهم في التسويق الثقافيوقد تحدث الأستاذ أحمد عبو (ثقافات المتوسط) في مداخلته عن الأزمة الثقافية المتجلية في مجموعة من المظاهر (خزانات، مكتبات، قاعات، عدد الكتب، انعدام القراءة، انعدام التوزيع والترويج) مشيرا إلى غياب المثقف عن المشروع المجتمعي، وغياب المشروع الحداثي وضعف البنيات وهزالة الإنتاج، وما يتخلل المشهد من ضبابية في المشروع الثقافي وعدم جرأة الفاعل الثقافي والمثقف على خلخلة هذا الوضع خاصة وأن الساحة الثقافية في حاجة إلى المثقف ودوره الحاسم، معتبرا مسألة الجودة تحتاج إلى معايير ودراسات علمية ذات صلة بما هو تقني (مطبعات، دور النشر، غياب لجنة القراءة...)

   
وفي مداخلة باسم "الراصد الوطني للنشر والقراءة" تحدث الأستاذ رشيد شباري عن صعوبة تأكيد أو نفي المفارقة المتمثلة في تعدد الجمعيات والمنشورات والتظاهرات الثقافية وانحسار المعنى وضعفه بما ينعكس في الممارسة اليومية للمجتمع، على اعتبار أن الثقافة ليست مجرد أفكار ومعارف فقط بل هي أيضا تقاليد وأنماط السلوك، أما مظاهر هذه المفارقة فإنها تتجلى على سبيل المثال في إشكالية جودة الكتاب سواء من حيث العمق أو من حيث الجمالية إبداعيا وتقنيا، وهي إشكالية ارتبطت بالسياسة الثقافية للدولة المغربية التي استهدفت كل مداخل العقلية والنقد والإبداع بسن برامج ثقافية وتعليمية وإعلامية مبتذلة تتميز بالسطحية وتكرس السذاجة مستشهدا في هذا الصدد صرخة السوسيولوجي محمد جسوس عندما أشار إلى أننا بفعل هذه البرامج (يقصد البرامج التعليمية التي أقرتها وزارة التربية الوطنية ابتداء من سنة 1986) إننا سنصنع جيلا من الضباع، وهذا ما تحقق بعد عقود التضييع والتضبيع... ليخلص المتدخل في الأخير إلى ضرورة العمل التشاركي بين عن صيغة تنظيمية تنسيقية كفيلة بخلخلة وضعية الجمود التي تعرفه المدينة.

واختتم "رونق المغرب" مشاركته بالمعرض الجهوي الخامس للكتاب بورشة تكوينية في القصة القصيرة أطرها القاص رشيد شباري، مساء يوم الأحد 28 يونيو 2015 بالمكتبة الوسائطية، لفائدة  المبدعين الشباب الذين استجابوا لدعوة "الراصد الوطني للنشر والقراءة"، ما يدل على مدى تعطش الناشئة إلى المبادرات الهادفة إلى التحفيز على القراءة والكتابة. كما عرف المعرض الجهوي الخامس للكتاب، عرض منشورات "رونق": "ماذا تحكي أيها البحر..؟" للقاصة فاطمة الزهراء المرابط، "ضمير مؤنث" للقاص حميد الراتي، "صدى النسيان" للشاعر خليل الوافي، "سنوات الرمل" للكاتب حماد البدوي، "بصمات" كتاب جماعي للفائزين بجائزة رونق الإبداعية في نسختها الأولى، إلى جانب عدة إصدارات إبداعية أخرى لكتاب مغاربة في الزجل والقصة والشعر والنقد والفكر والسوسيولوجيا.
- See more at: http://www.aladabia.net/article-13739-4_1#sthash.iCPH3ppo.dpuf