martes, diciembre 15, 2009

تجربة كتابية..عبد اللطيف شهبون

قبل الأوان..سعاد البكدوري
تجربة كتابية..تؤلف بين شذرات سيروية..و إخبار عن بعض ما جرى يوم 16 ماي 2003
واقعة جمعة سوداء..هي أوسع من كل كتابة و أكبر من تصويرها في كلمات
..عام 2003 بالدار البيضاء هو عام عظم فيه أمر الإرهاب و قويت شوكته فصار يقتل و يضرب و يهاجم ويمنع

عبداللطيف شهبون

sábado, noviembre 07, 2009

المهدي بنبركة وعبدا لله العروي: استكشاف تجربتين

المهدي بنبركة وعبدا لله العروي: استكشاف تجربتين

المهدي بنبركة وعبدا لله العروي: استكشاف تجربتين

مراجعة: حسن جابر

ينطوي الكتاب على معالجتين ثريتين تصلحان، بالرغم من مرور عقود على إثارتهما، لتكونا مادة نقاش راهنة، وقد وُفّق الكاتب في جمعهما معاً، نظراً لتكاملهما، فالمعالجة الأولى تمحورت بصورة أساسية حول دراسة شخصية ومواقف المهدي بن بركة، والثانية تناولت بالنقد أفكار عبدلله العروي، ومع أن الشخصيتين لم تحرثا في حقلٍ واحد إلا أن ما يجمعهما هو هم واحد، هو هم التغيير.

تضافرت عوامل كثيرة، في المغرب والمحيط الإقليمي، بانتقال الحركة الاستقلالية من مستوى الضغط الشعبي السلمي إلى العمل المقاوم، ففي الداخل، تحولت العلاقة بين محمد الخامس والحكومة الفرنسية إلى علاقة مأزومة بعد تعيين الجنرال "جوان" مقيماً عاماً لفرنسا في المغرب سنة 1951، وقد لاقى هذا التحول جملة مؤثرات خارجية كنموذج الحركة الفدائية "الماوماو" في كينيا، فضلاً عن الدور الفاعل لإذاعة "صوت العرب"، الأمر الذي جعل الجيل الجديد في المغرب ينتقل "بالعمل الوطني" إلى مرحلة العمل الفدائي، خصوصاً بعد نفي محمد الخامس في غشت 1953.

مهّد العمل الفدائي، المشار إليه، لعملية الانفصال عن حزب الاستقلال التي حدثت سنة 1959، والتي عبّرت عن تطلعات جيل الشباب الذي تجاوز قضية إرجاع محمد الخامس في تشرين الأول 1955، ولم يتراخ بعد نيل المغرب استقلاله سنة 1956. وتعكس المحاضرة التي ألقاها المهدي بن بركة تحت عنوان "مسؤولياتنا" سنة 1957 حالة القلق التي كانت تسود الأوساط الوطنية من "كون الأمور في عهد الاستقلال قد أخذت تسير على غير ما كان منتظراً".

تزعّم المهدي حركة 25 يناير 1959 الرامية الى الانفصال عن حزب الاستقلال، كما أسلفت الإشارة، إلا أنه ما لبث أن وجد نفسه، بعد شهرين أو ثلاثة، وحيداً، فميزان القوى قد تحول لصالح من يتكلم باسم "الطبقة العاملة" أو "المقاومة" لسبب بسيط هو أن المهدي لم يكن "يعرف الزبونية ولا الحلقية، ولم يكن محاطاً بأي نوع من أنواع القبيلة"، كما أنه لم يكن ينتمي إلى مجتمع العائلات، الأمر الذي جعله يعيش غربة على مستوى خريطة القوى ذات الوزن على صعيد المجتمع، وعلى مستوى "القوات الشعبية" في "الاتحاد الوطني"، وقد يفسّر، هذا الواقع غيابه الطوعي لمدد طويلة خارج البلاد بين سنتي 1959 و1965 تاريخ اختفائه عن المسرح السياسي وبالتالي مقتله.

يقدّم الجابري شخصية المهدي كونها شخصية عملية تمقت البيروقراطية والتنظير عن بعد، فهو لم يُمارس مهمته في التنظيم داخل مقر الحزب وبين الأوراق والهاتف و"اللقاءات اليومية مع الحواريين"، بل كان يمارسها متحركاً بين الأقاليم محاضراً ومتواصلاً مع المسؤولين المحليين، ومثل هذا الحضور الدائم في غير مكان أثار مخاوف الرفاق، فغدا الحديث عنه "يعمر المجالس" ويتردد في الكواليس، وهو ما يفسر غيابه الطويل في الخارج لا خوفاً من السلطة فحسب وإنما لإراحة المرتابين منه في التنظيم.

هذه الشخصية الفذة التي تنطوي على معرفة بالواقع بما يحاك للمغرب، لم تُترك وشأنها، وإنما تحولت كما هو شأن القيادات الحرة الواعدة، إلى هدف يُرشق بالسهام من كل جانب، خصوصاً من العناصر التي تدور في فلك القصر كـ"كديرة" و"أوفقير"، وليس غريباً، بناء على ما تقدم، أن يكون "أوفقير" على رأس من أدينوا من طرف القضاء الفرنسي باختطاف المهدي. أما الدافع، فتدل القرائن، كما يذكر الجابري، أنه لم يكن من "أوفقير" نفسه، وإنما باعتباره منفذاً لأوامر سادته.

لقد أدرك المهدي، أن الاستقلال الذي نالته المغرب ليس سوى استقلال مزيف، وأن أوروبا عازمة على إدامة الهيمنة على إفريقيا، وقد رفدته التجارب المجاورة في القارة بالمعطيات والقرائن التي عمّقت وعيه بحقائق الأهداف الأوروبية، وهذا الوعي، كان كافياً لإطلاق شرارة تصفيته وإخراجه من مسرح العمل الوطني الى الأبد.

بموازاة هذه الشخصية السياسية المستلهمة وعيها من نبض الواقع ومنطق الأشياء، يتناول الدكتور الجابري شخصية أخرى لم يبتلّ ثوبها بنهر الواقع، وإنما تخيّرت لنفسها حقلاً آخر لا تماثل في شيء نهر المهدي ومخاطره، وهي شخصية الأستاذ عبدالله العروي.

أما سبب إدراج مناقشة أفكار العروي في الكتاب فيدرجه الجابري في اللحظة التي كانت حركة التحرير الشعبي تستعد لعقد مؤتمرها الاستثنائي الذي كان "يعني استئناف النضال الجماهيري من أجل الديمقراطية، النضالية التي خاضها المغرب وما أنجزته من تحديث فكري، سياسي واجتماعي.

إن "المنطلق النضالي" هو الذي حدا بالدكتور الجابري إلى مناقشة أطروحات العروي من زاوية فكرته، مستدركاً بأن هذه الأطروحات هي "أكثر قرباً إلى الهيغلية منها إلى الماركسية". وفي إطار ملاحظات الكاتب الأولية على العروي يشير إلى أن الأخير لا يطرح إشكالياته طرحاً قاعدياً، أي على مستوى قوى الانتاج وعلاقات الانتاج، وإنما يطرحها فوقياً، أي "على مستوى الفكر وحده"، مستوى المكتسبات الفكرية الليبرالية. فالعروي عندما يربط إشكالية مثقف العالم الثالث ووعيه بالتأخر بإشكالية المثقف الألماني ينسى كلياً الفرق بين الوضعيتين: وضعية ألمانيا، التي لم تتعرض للاستغلال الاستعماري، ووضعية العالم الثالث الذي عانى ويعاني من الاستعمار والامبريالية، فعامل الاستعمار مغيّب تماماً، في فكر العروي، على الرغم من كونه عنصراً أساسياً من عناصر إشكالية مثقف العالم الثالث والمثقف العربي بالذات، الأمر الذي انعكس على آرائه ونتائج تحليلاته، وهو ما جعل "تفكيره مهزوزاً" مقطوع الصلة بالواقع. فالمسألة، برأي الجابري "ليست مسألة برهان عقلي محض بل إنها مسألة واقع مشخّص، فلا بد من الربط بين الفكر والواقع، وإلا ابتعدنا عن جادة الصواب!.

وعندما ينادي العروي باجتثاث الفكر السلفي، يقبل، بالمقابل، أن تكون ثقافتنا المعاصرة تابعة لثقافة الغير، والبديهي، كما يلفت الجابري، أنه لا يمكن القيام بثورة ثقافية بواسطة التبعية الثقافية للغير.

أما محاولة تبرئة الليبرالية "الأصلية" وتنزيهها عن نتائج تطورها الذاتي، فهو عمل غير مشروع، بل وغير ديالكتيكي، بنظر الجابري، لأن الاتجاهات المعادية لليبرالية (ليبرالية القرن التاسع عشر) هي ليست معادية، بل هي شكل من أشكالها ونتاج تطورها.

ويتوقف الجابري عند تصور الأستاذ العروي للتغيير في العالم العربي، فيراه منكوساً، لأن "تشييد القاعدة الاقتصادية" بنظر العروي، يأتي بعد تشكيل النخبة التي على عاتقها تقع مهمة تحديث الأمة ثقافياً وسياسياً واقتصادياً، وهنا يتساءل الجابري، كيف يمكن "للفكر العصري أن يغذي نفسه بنفسه"؟ "أوليس الفكر انعكاساً للواقع، وللقاعدة الاقتصادية بالذات"؟.

ويستفيض الجابري بمناقشة ونقد أفكار العروي، التي لا يتسع المقام لمتابعتها، غير أنه يخلص إلى نتيجة أن العروي أنكر "الصراع الطبقي" عملياً ووضع محلها "النخبة"، ولم ينفع العروي الاستنجاد بـ"غرامشي" لأن الأخير لا يرى الطليعة الفكرية المناضلة إلا في إطار التحامها بالجماهير بحيث تستمع، أي الطليعة، إلى صوتها وتستفيد منها في الوقت الذي تعمل الطليعة على تعميق وعيها (أي الجماهير).

نكتفي بهذا المقدار، وبإمكان القارئ المهتم العودة الى الكتاب ومتابعة النقد الذي لا يخلو من الجاذبية والدقة.

martes, noviembre 03, 2009

ذكرى رحيل.. عبد اللطيف شهبون

رحيل..

عبد اللطيف شهبون
عبد اللطيف شهبون
استلمت في الأسبوع المنصرم من «سعد» (نجل المرحوم حسن المفتي) ظرفا تضمن أوراقا سطر فيها سعد بعض المحطات الدالة من المسير الحياتي والفني لوالده.. وأرفقها بنماذج من زجلياته.. وصورا لمختلف مراحل عمره مسجلة على قرص مدمج.. وعينات من كتابته السردية والمقالية..
ليس في نيتي أن أتوسع في الكلام عن الفقيد حسن، فالحديث عنه أوسع من أن يعالج في سطور..
لكن رسالة سعد بمشمولاتها.. أعادت إلي صورة المرحوم، وهو شاعر ذو موهبة كبيرة.. واضح كالشمس.. نضر الروح مثل قصيدة صوفية.. شاعر حاذق لتخير حروف كلماته.. وتختاره الكلمات وردة.. شعلة.. قنديلا ومنارة..
حملت إلي رسالة سعد بشارة اهتمام وزارة الثقافة المغربية بنشر الأشعار الكاملة لعميد وأمير الزجالين حسن المفتي أو «بيرم الصغير..» الذي تخلد أشعاره في الوجدان الفني للمغاربة..
بعث إلي سعد بـ:
* «هذيان» وهي آخر زجلية كتبها المرحوم (خريف 2006).
* «ياحسرة على العباد..» (خريف 2006، في وصف حال انفراط عقد المنظومة الأخلاقية..).
* «غابو لحباب» (نظمها المرحوم سنة 1980.. وبعد تثقيفها ضمنها فيلم «دموع الندم» في مشهد وفاة والد بطل الفيلم.. ولحنها عبد القادر الراشدي ثم أداها محمد الحياني..).
* «انطفاء» (وهي زجلية كتبت عام 1968 ونشرت بمجلة «أنفاس»).
* «خيال..» (وهي من النصوص الأثيرة عند المرحوم حسن المفتي.. يقول سعد: كان (والدي) يقول لي: اقرأ لي «خيال».. ثم يظل بعد إتمام القراءة يتمتم بالمقطع الأخير.. وهو شارد..).
* «دارنا القديمة» (وقد كتب سعد في ذيل هذا النص: «.. وتحققت النبوءة.. وعاد حسن إلى تطوان، لينعم فيها بالراحة الأبدية..».
وقد هزتني هذه الزجلية وأحزنتني فآثرت كتابتها في هذا المقام:
«مَهْمَا الزَّمَانْ يَطْوِي عُمْرِي
أنَا عُمرِي
ما نَنْسَاكْ يَادَارْنا الْقْدِيمَهْ
اِسْمِي مَكْتُوبْ فْ جُدْرَانَكْ
رْنِينْ خَطَوَاتِي فْ مْرَاحَكْ..
وأَفْرَاحَكْ..
ساكْنَهْ فْ عْمَاقِي مَنْ دِيمَا
مَنْ شُبَّاكَكْ عْرفْتْ النُّورْ
وْغَنَّى لِي أَجْمَلْ عُصْفُورْ
أَحْلَى غُنْيَهْ
خَلَّانِي مَفْتُونْ بِالدُّنْيَا
كَنْشَوفْهَا زَهْرَهْ وتَبْسِيمَهْ
* * *
مْعَاكْ.. وْفِيكْ عِشْتْ حْيَاتِي..
ذِكْرَيَاتِي
وْشُفْتْ خْوَاتِي
زْهُورْ كَتَكْبَرْ.. وتْفَتَّحْ
وقْلُوبْ مَ الفَرْحَة كَتْجَنَّحْ،
وكَتَلْعَبْ.. وكَتَمْرَحْ
وَفْ حُضْنْ الوَالْدِينْ كَتَلْقَى
دِفْءْ الأَمَانْ..
طَعْمْ الحَنَانْ
والبَراءَه لِّلي فْ عَيْنِيهُمْ
كَتسْعَدْنَا،
وَتْزَوَّقْ دَارْنَا بِالبَهْجَهْ
وَتَزْرَعْ الحُبّْ فْ صَدْرِي
* * *
مَهْمَا الزَّمَانْ يَطْوِي عُمْرِي
أَنَا عُمْرِي
مَانَنْسَاكْ يَادَارْنَا الْقْدِيمَه
حَنِينِي لِيكْ كَيْفُوقْ الحَدْ
وَعِشْقِي لِيكْ ماعَنْدُو حَدْ
صَبَابَه.. وَجْدْ
وحُلُمِي فْ لِيلِي ونهَارِي
وبإصْراري.. واخْتيارِي
أنا راجع لَكْ ياحِّبي
يرتاح قلبِي
ينام فْ احضَانْ السَّكِينهْ
المَاضِي يَتْحَوَّلْ حَاضِر
وعِطْرُو الفَوَّاحْ يَروينَا
النَّغَمْ.. يَحيَا مَنْ تَاني
فْ عْرُوقي.. وفْ قلبي يَسْرِي
مَهْمَا الزَّمَانْ يَطْوِي عُمْرِي..
إلى روح «بيرم الصغير» الروح الطاهرة التي رجعت إلى ربها راضية مرضية تحية وسلام.. إلى المرحوم حسن المفتي في ذكرى رحيله الأولى.

viernes, octubre 23, 2009

الحب لا ينتهي. عبد اللطيف شهبون


الحب لا ينتهي..



عبد اللطيف شهبون
في عام 1988 كتب الشاعر محمود درويش ميثاق الاستقلال الذي أعلن قيام دولة فلسطين.. ثم رحل محروما من التمتع بوطنه حرا عزيزا مستقلا.. قبل رحيله أصيب بمرض القلب، فأدخلته تجربة المرض في صراع أسطوري مع الموت.. مثلما كان موقف جده أبي الطيب المتنبي مالئ الدنيا.. وشاغل الناس:
تمرست بالآفات حتى تركـتـهــــــا تقول: أمات الموت أم ذعــــر الذعــــر؟
وأقدمت إقدام الأتـــــِيِّ كـــأن لــــي سوى مهجتي، أو كان لي عندها وتر!
ذر النفس تأخذ وسعها قبل بينها فمفترق جاران، دارهما الـعـمــــــــر..
الحب لا ينتهي
في عام 1988 كتب الشاعر محمود درويش ميثاق الاستقلال الذي أعلن قيام دولة فلسطين.. ثم رحل محروما من التمتع بوطنه حرا عزيزا مستقلا.. قبل رحيله أصيب بمرض القلب، فأدخلته تجربة المرض في صراع أسطوري مع الموت.. مثلما كان موقف جده أبي الطيب المتنبي مالئ الدنيا.. وشاغل الناس: تمرست بالآفات حتى تركـتـهــــــا تقول: أمات الموت أم ذعــــر الذعــــر؟ وأقدمت إقدام الأتـــــِيِّ كـــأن لــــي سوى مهجتي، أو كان لي عندها وتر! ذر النفس تأخذ وسعها قبل بينها فمفترق جاران، دارهما الـعـمــــــــر.. هزم درويش الموت.. كما هزمه شعبه المقاوم وكأنه يمشي على هدي بلاغة «هُومِيرُوسِه»: «لا أشياء أملكها لتملكني.. كتبت وصيتي بدمي.. ثقوا بالماء يا سكان أغنيتي» «ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا» كتب درويش ميثاق استقلال دولة فلسطين.. ثم استدرك في نثريته «أنت منذ الآن غيرك»!: «.. انتصرنا، واستقلت غزة عن الضفة الغربية.. وصارت لشعب واحد دولتان، زنزانتان.. لا تتبادلان حتى التحية! يالنا من ضحايا في زي جلادين!». ارتبط شعر درويش بقضية شعبه.. وعندما تحدث في ديوانه «سرير الغريبة» عن المرأة والحب.. اعتبر البعض أن الرجل قد تخلى عن القضية! فجاء توضيحه: «..إن شعر الحب يمثل البعد الذاتي من أبعاد المقاومة الثقافية، فأن نكون قادرين على الكتابة عن الحب والوجود والموت والماوراء.. فهذا يعمق من قيمتنا الوطنية وهويتنا، شعر الحب هو أجمل مايكتب من شعر.. والحب لا ينتهي.. شعر النضال ابن مرحلة ما، وهو ضروري، لكنه لا يقدر على الاستمرار
..»

إصدار أدبي جديد: أحاديث على هامش الرؤيا


في تكريم الشاعر عبد اللطيف شهبون



عبد السلام دخان: عن منشورات المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث وضمن سلسة آفاق ودراسات(5) صدر كتاب أحاديث على هامش الرؤيا في تكريم الشاعر عبد اللطيف شهبون ويقع الكتاب في 90 صفحة أعده كل من خالد السليكي والزبير بن بوشتى، وهو تجميع لعدد من الشهادات والمداخلات التي قدمت في اليوم التكريمي الذي خصص للأكاديمي والشاعر عبد اللطيف شهبون في 31ماي 2008 بفندق المنزه بطنجة
.
ويتضمن هذا الكتاب كلمة المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث كتبها الأستاذ علي أبو عارفالورياغلي،وكلمة المحتفى به الشاعر عبد اللطيف شهبون،وشهادات كل من ذ:خالد مشبال"غربة المرض"،وذة سعاد الطود "عبد اللطيف شهبون الفريد المتعدد، وذ:عبد الواحد الطريس"عبد الطيف رفيقاً"،وذ:الزبير بن بوشتى"دونكيخوطية عبد اللطيف شهبون"، وذ: إدريس علوش"عبد الطيف شهبون قرنفلة للزمن المغربي"، وذ:بهاء الدين الطود"قنديل معرفة"،وذة:فاطمة الميموني"كاتب السؤال والقصيدة" وذ:أسامة الزكري"عبد اللطيف إنساناً"وذة:سلوىالمجاهد"الآن وهنا..أراك"،وذ:حسن بيريش"ذكرك عطر لنا"و ّخاد السليكي"حكاية الجلنار.."،وذ: مزوار الإدريس"- المابين- موعدنا".كما تضمن هذا الكتاب قراءات نقدية في ديوان كما لو رآني لكل من: عبد اللطيف الزكري الذي وسم مداخلته بالمغامرة النقدية في ديوان( كما لو رآني..)،ومزوار الإدريسي في ورقة حملت عنوان:من يرى من؟ قراءة في كما لو رآني، وخالد السليكي الذي تطرق لسؤال الذات ومنطق الحرف في الديوان،وخالد الريسوني الذي اختار عنوان عبد اللطيف شهبون والعمود العارف،في حين اختار أحمد هاشم الريسوني العشق والشعر عنوانا لمداخلته النقدية،أما القراءة الأخيرة لمحمد اغبالو فقد كانت عتبة احتفاء بالجميل:عبد اللطيف شهبون.وضم هذا الكتاب في الوقت نفسه ورقة بلغة سيرفانطيس كتبها إدريس الجبروني المصمودي"الحب والأدب عبر الهاتف"وصوراً تؤرخ لمراحل مختلفة من حياة الشاعر عبد اللطيف شهبون.


viernes, octubre 09, 2009

حوار مع الدكتور محمد النشناش: عبد اللطيف شهبون

حوار مع الدكتور محمد النشناش


Dr. Mohamed Neschnach y A. Chahboun

لا يمكن بناء بناء المستقبل دون قراءة واعية للماضي
ـ التحكم في الماضي يساعد على التحكم في الحاضر والمستقبل
ـ إلغاء الذاكرة سلب للهوية.. مستقـ لا يمكن بناء المستقبل دون قراءة واعية للماضي

عبد اللطيف شهبون: يستقطب موضوع الذاكرة اهتماما واسعا من طرف الباحثين والحقوقيين والسياسيين. ويتجلى ذلك في المناظرات واللقاءات والسجالات كما يظهر في العديد من الدراسات والأبحاث.. وأنشطة جماعات فكرية ضاغطة.. في هذا الحوار ارتأينا أن نسقط بعض الضوء على هذا الموضوع مع الدكتور محمد النشناش اعتبارا لخبرته ومسؤولياته الوطنية والدولية في هذا المجال..
في الآونة الأخيرة برز في المغرب اهتمام متزايد بموضوع «الذاكرة».. ماقيمة هذا الاهتمام في علاقته بالمستقبل؟


موضوع الذاكرة هو موضوع التاريخ.. وقد أدرك العلامة ابن خلدون بنظره الثاقب أن درس التاريخ هو أخذ العبر أو الاستعبار... لذا فبدون قراءة مشتركة للماضي ـ ولو جزئيا ـ لا يمكن بناء مستقبل لأن فهم الماضي له نفس الأهمية مثل الخلافات حول المستقبل،والتحكم في الماضي يساعدنا على التحكم في الحاضر والمستقبل.
والملاحظ بالاستقرار أن الأنظمة الاستبدادية ظلت تعمل على إلغاء الماضي، فكونت آليات عملت على خلق ثقب لتبخر الأحداث.. لهذا فمن الواحب على الديموقراطيين المحافظة على الذاكرة ونقلها للأجيال القادمة، لأنه كلما ألغينا ذاكرة الإنسان سلبنا هويته.
كنت عضوا في هيأة الإنصاف والمصالحة التي انكبت على معالجة ملف ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.. وقد تمكنت من الكشف عن حقائق ذات صلة بالذاكرة.. لكن مازالت ملفات عالقة لم تعرف تسوية مما اعتبرته أسر ومنظمات حقوقية محو وطمس لذاكرة حية..
لا يمكن محو ذاكرة أسر المختفين قسرا وضحايا الاعتقال التعسفي و«التعذيب».
لقد مكنتني تجربتي في هيئة الإنصاف والمصالحة من التعرف عن قرب على حقائق جعلتني أومن بضرورة الاهتمام بالماضي وأحداثه للمحافظة على كرامة الأجيال المقبلة، وهذه الذاكرة جماعية ومشتركة وتساهم في الانسجام المجتمعي.
باعتباركم أحد المؤسسين لمركز الذاكرة والمستقبل .. ما الفائدة من مناقشة موضوع الذاكرة المشتركة بين المغرب وإسبانيا؟
إن الرجوع إلى مناقشة الذاكرة المشتركة الإسبانية المغربية لا تهدف إلى تقليب المواجع أو إثارة الأحقاد والضغائن، بل تصبو إلى الاستعبار لبناء مستقبل خال من أنماط التشويش وتعكير أجواء التعايش والعمران.. والنظر إلى المستقبل بعد تسوية تراكمات الماضي.. للشروع في تأسيس لبنات التنمية الإنسانية بين الضفتين. إن فتحنا لنوافد وأبواب الماضي، سينقلنا حتما إلى تسجيل عدد من الأحداث التي عرفت تضامن فئات اجتماعية مشتركة، وأحداثا سجلت تعارضا واختلافا بين مواقف هذه الفئات بحكم تواجدها الجغرافي أو المصلحي..
ماهي القضايا التي تستحق أن تكون موضوعا للبحث في الذاكرة؟
الموضوعات لا حصر لها يمكن التمثيل بـ:
دخول العرب إلى الأندلس: سلوك الحكام وعلاقتهم مع السكان الأصليين.. حروب الاسترداد.. محاكم التفتيش.. احتلال سبتة ومليلية والجزر الجعفرية.. حرب 1860 احتلال تطوان ومخلفاتها.. مؤتمر الجزيرة الخضراء 1906.. احتلال الريف واستغلال ثرواته.. حرب التحرير بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي.. معاملة أسرى الحرب.. أنوال ومخلفاتها.. استعمال أسلحة الدمار بالريف.. موقف الأحزاب والنقابات الوطنية من حركة محمد بن عبد الكريم الخطابي.. مشاركة الأجانب في المقاومة المسلحة.. دور المرأة الريفية في معارك التحرير بالشمال.. العلاقات بين محمد بن عبد الكريم الخطابي والسلطة المغربية.. دور اليهود في دعم الثورة الريفية (مجموعة طنجة).. الحرب الأهلية الإسبانية ومشاركة المغاربة.. النضال من أجل استقلال المغرب بعد نفي محمد الخامس.. معتقل دار بريشة.. الانتفاضات الشعبية في شمال المغرب: 1958 ـ 1959 و1984.. المحاولتان الانقلابيتان (1971 ـ 1972) وأثرهما على الوضع في المنطقة.. تهميش الشمال من طرف الحكومات المتعاقبة.. هيأة الإنصاف والمصالحة وشمال المغرب.. جلسات الاستماع العمومية والخاصة..
إن كل نقطة تحتاج إلى حلقة أو حلقات دراسية يباشرها ذوو الاختصاص.. وفي هذا الإطار لابد من إنشاء بنك للمعلومات والمستندات والمنشورات.. والاتصال المثقفين والمؤرخين والمدافعين عن حقوق الإنسان الإسبان والمغاربة من أجل التحاور حول القضايا المشتركة وإبداء الحقائق التاريخية للحفاظ على الذاكرة التي تهم البلدين.. وتسهيل تبادل الوثائق والمعلومات.. وتوفير البحوث حول أحداث معينة وإنشاء مجموعات عمل.. وإقامة لقاءآت وندوات بين ضفتي المتوسط.. وتنظيم اتصالات مع المسؤولين الحكوميين.. وطبع نشرات حول الأنشطة المنظمة، والضغط على الحكومة المغربية والإسبانية من أجل العناية بالتراث المعماري ذي الصلة بالذاكرة (مركز قيادة الثورة ونقط المعارك الشهيرة كأنوال وظهر أبران).. والإسراع بالاستماع إلى شهادات الأحياء الذين عايشوا أو كانوا ضحايا للأحداث وجمع الأغاني والأهازيج الشعبية ذات العلاقة بالذاكرة.
طبعا الإعلام له دور
الإعلام له دور كبير.. الصحف المغربية قدمت ملفات على جانب من الأهمية في هذا الموضوع وأعتقد أن جريدة «الشمال» اهتمت ذاكرة الشمال اهتماما استثنائيا على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وهي بالتالي
مرجع لا محيد عنه للدارسين والباحثين.

viernes, octubre 02, 2009

البقرة /60 .... قد علم كل أناس مشربهم.عبد اللطيف شهبون



"قد علم كل أناس مشربهم.."البقرة /60

عبد اللطيف شهبون

«إلى الصديق العزيز أحمد الخليع»
في الأدب والتربية الصوفيين ألوان يعبر بها السالكون عند مواجدهم.. ويتوسلون بنفحاتها لتحبيب القرب من الحضرة الإلاهية.. من بينها «السماع» الذي هو غذاء روحي منسوج في أثواب مخاطبات وإشارات تراود قلوب الذين يحيون وينعشون حيواتهم في مسالك مجاهدات وأنواع مرافقات..
وإذا كانت مركزية الدلالة في «السماع» هي ذكر الله، فإن شعراء التصوف قد أبدعوا، وتوسعوا في التماس مايبرز هذه الدلالة ويقويها ويستنفر حدودها الاستمالية.. وعلى رأس ذلك حديثهم بلسان التغزل وتوظيفهم للخمرة وغير ذلك..
ومن أجمل ماصادفته في مطالعتي حول هذا الموضوع في الأدب الصوفي بالمغرب رسالة لأحمد بن عبد القادر التستاوتي (ت1127هـ) إلى بعض أصفيائه مزج فيها بين الفصيح والملحون.. وكشف عن درجات انغماره في بحر القوم.. وهي مؤرخة في أواخر العشر الأواسط من صفر عام اثني عشر ومائة وألف.. ومما ورد فيها:
«.. واعلم أن السماع أحبولة تقتنص فيها الأرواح، وترقص في أقفاصها الأشباح، والناس في ذلك مختلفون، «قد علم كل أناس مشربهم» فمن خلص من الدهش، ورق له المحبوب وهش، نطق بالثناء الجميل في حضرة التبجيل، قائلا:
خدّك ضيْ لهلالْ
ولِّلي شافو فْ النّاسْ يختبلْ
وانت غير اغزال
ماخليت لي كل العقل..
على أنه أعلى من المشبه به، فاعرف ذلك وانتبه.. ومن هذا الأسلوب العجيب الأنبوب:
حسنك حسن اغريب
يجمع لي بين الدا والدوا
وانت غصن ارطيب
وللي شافك ف الناس يبرا
وليس من المحبة أن لا تحب إلا من وافقك، بل إن صحت أحببته وإن خالفك.. وإن تنسمت نسمات الألطاف، ولاح من جانب الغور بارق الانعطاف.. فقل إن شئت:
اغرامك محمود
لو كان يودي للتلف
واجمالك مقصود
وللي ذاق اهواك ماعرف..
وإن غلبك عليك، ما منه إليك، حتى تخيلت أنك تحب الجمال، وتشتاق إلى الكمال، وأنت في اصطلامك، غائب عن إجرامك، فانشد، والجانب الأيمن اقصد:
هذا الحب شديد
وللي ذاقوا ف الناس يهتبل
عندي يوم العيد
يوم يقول محبوبك اقبل..
وإن رأيته في المرئيات، وسمعته في المسموعات، وعاينته في الطالعات، فلا بأس أن ترقص مع الراقصات، وتحدو مع الحاديات، وتقول مع القائلات، وأنت شاطح مع الشاطحات، معذورا في خلع العذار، ولا عليك في الاعتذار، وأنت تقول، واحذر أن تصول:
قلبي صار او طار
وافلت مني، واعدمت الصبر
لاح البرق ودار
نحسب مبسم «ليلى» ظهر
خلاني ف الدار
نتقلب كايني ف الجمر
وكواني ب النار
عذبني اعذابو كـ التمر
عاروا ماهو عار
ماننساه لو سرت للقبر
إذا صد أو جار
كاينو قرّبني من الوطر
واذا اعطف وزار
نتمايل كني اشربت الخمر
ريتو ف الأوتار
واظهر لي عند اخراج الزهر
واظهر لي ف الاسْحار
واظهر لي عند اطلوع الفجر
وارتفعت الاستارْ
بان الحال، اتجلى للنظر
وانفتحت الابصارْ
زال الريب، ولا كان من نكر..
وإن غبت عن إحساسك، وثملت عن كأسك، أو أذن بالتنفس لأنفاسك.. داعيا به إليه.. دالا له عليه.. فناد في كل ناد من غير عجب ولا عجاب، واسلك في نداك الأدب، فعند بسط الموالي يحفظ الأدب، ثم قل، ولا عليك من كثر أو قلّ:
هذا الكاس يدور
وللي يبقي يشرب يجينا
خمر كان اتزور
واتعال، ماتلقى غْبينا
زايرنا مسرور
يبلغ منا حاجة اثمينا
واكلامي مبرور
وللي ذاقو نفسو افطينا
متخمر ب خمور
مجلوبه من عند المدينا..
وعلى هذه الأوضاع ينبغي أن يكون السماع.. فإن للأرواح مراتب في عالم الملكوت، ومشارب في عالم الرحموت، ومطالب في عالم الجبروت، ولكل مقام مقال، ولا يدعي أحد من غير ماله من المقامات والأحوال، فالمهجور ينبغي أن يسمع مايطمعه في اللقا، والواصل ينبغي أن يسمع مايقتضي دوام البقا، ولولا أن الأرواح مكبلة في أكبال الشهوات، ومقفصة في أقفاص المخالفات.. لانخرق الحجاب، ولرأيت العجب العجاب..».
هذا نموذج الكتابات الصوفية ذات الأبعاد التربوية والجمالية.. إنما مثلت به لبلاغة قولية كان يسميها أستاذي وصديقي المرحوم محمد الخمار الكنوني بلاغة الخير ذات البطولة الثلاثية المقدسة: الله، الرسول، الولي.. وهي بلاغة تصدر عن ذوات تواجه أنوار الجمال.. ملفوحة بلهيب الجلال
.

viernes, septiembre 25, 2009

«مالي من دون الناس؟!» عبد اللطيف شهبون

«مالي من دون الناس؟!»


عبد اللطيف شهبون
عبد اللطيف شهبون
تابعت باهتمام وألم محاولة «الإفطار العلني في وَضَح نهار رمضاني بمدينة المحمدية»! والتي دعت إليها «الحركة البديلة من أجل الدفاع عن الحريات الفردية» المختصرة في لفظة «مالي؟..» والمحوَّرة في قولهم: «آش درت ليك إيلا مادرتش بحالك»؟! اختارت هذه الحركة «البديلة» وغير المعروفة النزول إلى الشارع للاحتجاج على
ـ تجريم القانون الجنائي المغربي للمجاهرة بالإفطار في نهار رمضان (مقتضيات المادة 222). ـ اعتقالات مست مفطرين في مدن مغربية مختلفة (ادعاء للحركة «البديلة»)
ـ اعتداءات تعرض لها مفطرون
وحسب المستفاد فأنشطة «مالي؟..» مؤطرة ضمن حقول ثلاثة، الأول خاص بالدعوة إلى «إلغاء عقوبة الإعدام، والتجول بحرية.. وتجريم التعذيب، وممارسة حياة ممتعة..»، والثاني متعلق «بحرية المعتقد والعقيدة»، أما الثالث فيدور حول «حرية "التعبير
في نازلة محاولة «الإفطار العلني» شغلت «مالي؟..» الفايس بوك والهواتف المحمولة لدعوة الموالين المحتجين إلى الحضور في الزمان والمكان المحددين.. مما استدعى حضور القوات العمومية التي طوقت وفضت تجمهرا.. كان من الممكن أن يتحول إلى مواجهة عنيفة أو فتنة عظيمة.. وتبعا لذلك تم تحريك المسطرة القضائية في حق ستة أفراد على خلفية هذا الحدث الذي أثار ردود فعل قوية، منطقية، طبيعية ومطلوبة لدى مجالس علمية وأوساط اجتماعية وأعداد هائلة من المواطنات والمواطنين.. وإلى أن تقول العدالة كلمتها في هذه النازلة الخطيرة، فإن مايتعين توضيحه هو أن حرية الضمير (Liberté de conscience) التي تتذرع بها حركة «مالي؟..» في نزهتها الاحتجاجية» والتي تتأطر ضمن الحرية المدنية للأشخاص مقيدة كما يفسر ذلك دارسو تاريخ الأفكار ـ بالقانون.. وعلاقة بهذا، فمنطوق ومفهوم الحرية يتعين أن يترجم المعنى السامي في الجوهر الإنساني.. ولا يقصر الدلالة في ماهو غريزي جنسا كان أو جوعا.. أو يبرر النزوع اللامسؤول والاندفاع اللاشعوري والمسلك اللاأخلاقي.. لأن السلوك الحر سلوك عاقل مسؤول ومتوقع للنتائج
وهذا يجر إلى الإقرار بالعلاقة المنطقية بين الحرية الإنسانية المحكومة بضوابط العقل ومقتضيات القانون والشعور بالهوية والانتماء.. وبين المسؤولية في مستوياتها: المدنية Civile (في حالة الإضرار بحقوق الجماعة..) والجنائية Penale (في حالة ارتكاب جنحة أو جريمة..) والأخلاقية (في حالة الخروج عن منظومة القيم وثوابت المجتمع..)
ماغاب عن حركة «مالي؟..» هو الشعور بالمسـؤولية Sentiment de responsabilité .. وإدراك واقع المغرب ووضع الشعب المغربي الذي هو شعب مسلم.. وقرب فضاء بمدينة المحمدية، مسرح «النزهة الاحتجاجية» لحركة «مالي؟..» توجد مدينة الدارالبيضاء التي صلى في ركن واحد فقط من أركانها المترامية الشاسعة مايزيد عن مائتي ألف متعبدة ومتعبد من المغاربة يوم ختم القرآن الكريم في ليلة من ليالي رمضان المبارك.. فكيف أعمت غريزة الدفاع عن «الحياة الممتعة» بصر وبصيرة نفر عن رؤية هذه الحقيقة الساطعة، عن رؤية هذا الحق الأسمى؟ إن السلوك العاقل ناجم عن نظر عاقل ولا يوصف بالحرية إلا بقدر تخلصه من الزيغان
لا وجود لحرية فردية كاملة.. ولا وجود لشخص حر كامل.. فالله وحده خالقنا جميعا هو الحر الكامل.. يقترح أحد ظرفاء
الوقت بمدينة البوغاز على حركة «مالي؟..» أن تسمي نفسها «مالي من دون الناس؟
!».

miércoles, septiembre 23, 2009

وليمة..! عمود عبد اللطيف شهبون



وليمة..!

من متنه القصصي المنشور «أشياء معتادة» (2002) و«المخلوقات العجيبة» (2006) قرأ علينا المبدع عبداللطيف الزكري نماذج: «قبو المدينة» و«ظهيرة على حافة سماء سوداء» و«الكيميائي».. ومن متنه القصصي المعد للطبع «جرح في الحائط» قرأ علينا نموذجا تلمسنا فيه سمات وخصوصيات..
كانت القراءة (وقد تمت في فضاء مؤسسة كوديناف للتعاون والتنمية مع شمال افريقيا التي يمثلها في طنجة

المترجم والناقد إدريس الجبروني) مهادا لمصاحبة تلقائية التقطت بعض مميزات الكتابة السردية عند عبداللطيف الزكري.. لعل أبرزها اللغة الشاعرة التي يوظفها إبداعا لدلالاته واحتفاء بجماليات البناء والتشكيل السرديين..
عبد اللطيف الزكري مبدع يزاوج بين «القصيدة والقصة» لكنه يقيم بينهما ـ في

تجربته المخصوصة ـ مسافة جمالية ونفسية مكاشفا المصغين إلى بلاغته: «إذا لم أقرإ الشعر لا أشفى..!» «الشعر يكتبني.. وأنا أكتب القصة..».
الرأي عندي أن تعليل هذا التفاوت النفسي هو الاحتكام إلى الوعي الشديد في كتابة القصة.. والانقياد الأشد إلى سلطان الشعر تقبلا وإبداعا..
لكن عبد اللطيف يوحدها في فعل الكتابة التي يعتبرها تبريرا لوجوده.. وهو وجود لا يخضع لصورة منمطة: «كتابتي (يقول عبد اللطيف) لا تسير على نمط واحد.. لأن في التنميط فشلا.. وفي التجريب المنوع حياة وتطويرا..»
كانت القراءة مهادا لاستبصار معالم كَوْن قصصي ووسيلة لتكوين انطباع عام على اللغة المتداولة في نصوص الزكري.. أقصد روح الأسلوب ثم مجال الدلالات..
تطارح الحضور أفكارا وانطباعات نأت عن الجاهزية المقيدة.. وعندما بدا لعبد اللطيف إجماع على القول بالمسحة الشاعرة للغة قصه.. كاشف المصاحبين له قائلا: «الرواية التي تعجبني هي التي يحضر فيها الشعر.. أو تكون شاعرية..» وتبريرا لانحيازه استشهد بالإنتاج الروائي للكاتب السوري حيدر حيدر، خاصة روايته «وليمة لأعشاب البحر» الحافلة بشاعرية تكثف أسلوبية تعبيرية تركب الصور والمجاز، وتؤلف بين ميكانيزمات السرد الحداثي التي تحول الإشارات إلى حقائق ووقائع وأحداث ومواقف..
ذكرني استشهاد عبد اللطيف بما اعتلق في ذهني حول ذلك النص الجميل الذي يعتبر إطارا مرجعيا لرواية «مرايا النار» لنفس الروائي.. في موضوعة محنة معارضي النظام البعثي في العراق..
في «وليمة لأعشاب البحر» يفر المعارض «مهدي علام» من جحيم ملاحقات النظام البعثي ليجد نفسه في أتون جحيم الأوليغارشة العسكرية الجزائرية التي حولت ثورة الشعب الجزائري على المستعمر الفرنسي ثورة المليون شهيد إلى صفقة في يد عسكر قادوا انقلابا بزعامة الرئيس الراحل هواري بومدين.. مما دفع بـ«مهدي علام» إلى وضع حد لحياته.. فانتحر وتحول إلى وليمة لأعشاب البحر!؟

martes, septiembre 15, 2009

محمد الكلاف البحث عن رؤيا ذاتية في ديوان…” كما لو رآني… للشاعر والصحفي : الأستاذ عبد اللطيف شهبون


عندما أراه أرى الحقيقة، وحين لا أراه تضيع مني فرصة الاستمتاع بجمال اللحظة الأدبية والفكرية… بل الإنسانية في شموليتها

إنه الشاعر والصحفي : عبد اللطيف شهبون ، القادم من عبق ترانيم كل السيمفونيات الوجودية ،التي راكم وتراكمت عبرها كل أبعاده الفلسفية ، الأدبية ، الحقوقية والإنسانية ، ليشيد عالمه المتفرد بنفسه الصوفي ، بحثا عن الحقيقة المنفلثة ، حقيقة الوجود في الذات…
” وطن أنت …
رج عرشي إني
قد وهبت مدائني للمرجي
هذه ليلتي
وحلم مماتي
إن موتي لهو عين حياتي…
الموت، الحضور والغياب…البحث عن الأنا …عن الآخر من حيث هو أنا، هو وعي وإدراك، كل ذلك لا يتأتى إلا للفنان المبدع، لأن الإبداع وحده القادر على كشف هذه الحقائق، وإضاءة كينونة الإنسان، وتمديد وجوده…
قراءتي للديوان لن تكون قراءة مجهرية ، بقدر ما ستكون بمثابة لحظة تأمل ومحاورة ، لاستنطاق القصائد …بل لاستخلاص اللذة القرائية ، وارتشاف الرحيق اللغوي والأدبي من القصائد …أخضع لسلطة النصوص ، دون أن أفرض عليها سلطتي ، حتى أتمكن من مد علاقة حميمية بيني وبينها ، وبالتالي اكتشاف ممكناتها الجمالية…ومن خلالها كشف الحجاب عن الإشعاع الجميل لهذا الإنسان الأجمل والأبهى، بين ثنايا ما جاء في قوله :-
” في رحلة بلا عبور
أكون فيها لا أكون
أرى الحياة جوهرا من الفنون
أو موكبا نحو الجنون …”.
ديوان : ” كما لو رآني…” ، صادر عن مطبعة ( سليكي إخوان – بطنجة – المغرب )في طبعته الأولى 2007 ، طبعة أنيقة من الحجم المتوسط ، تحتضن 34 قصيدة ، بين قصيرة ومتوسطة وقصيرة جدا ، موزعة على 50صفحة ، بما فيها الإهداء والفهرس …
يحوي الديوان في مضمونه عدة تيمات ، ومنها :- : العشق والألم والوجع ، ثم الموت والانسحاق والانكسار ، وفي ذلك يستشهد بمقولة ( أبي الحسن السشتري : ” سكرت جوى وبحت بشرح حالي …وقلت نعم عشقت فلا أبالي …” )، وذلك في مطلع قصيدة : ” شمس قلبي “… فالعشيقة تربعت على سويداء القلب الذي أضناه الحب من فرط العشق ، وحين ناول العشيقة بعضا منه ، لم تقبل بالبعض فأخذت الكل ( القلب كله) …فالعشق حاضر في جل القصائد بنفس المصطلح أو بمرادفاته…حيث يقول في نفس القصيدة : ” شمس قلبي ” .
نأيت عني
فمن لي ؟
ياشمس قلبي وظلي
سكنت مني السويدا
ياأكثري ..
ياأقلي ..
فنيت عشقا
لكني
أعب من خمر دني
يانبض روحي :
ياسؤلي
أنلتك البعض مني
وقد ذهبت بكلي … ص:- 14
عشق يجعله يتوه من فرط الاكتواء والاحتراق في الذكريات الوجدانية، يحلق في سفر أبدي وأدبي عبر آفاق الذكريات التي تلامس الجوارح، ونلامس ذلك في قصيدة: ” سفري ” .
ترف خيالات ذكراك حولي ..
تلامس عيني ،
وتلفح ظلي بنار
أجدل منها ضياعي ص :- 6
الضياع الذي يدفع به إلى ركوب صهوة الخيال الإبداعي لتجاوز الحيرة المفتعلة بداخله ، الحيرة العقلية حول كينونة ومنبع وجوده ، بل سبب وجوده ، ولذلك فهو يستعطف الآخر كي يدله على الحقيقة …
قل بربي…ا
الشاعر يتجاوز حيرته الوجودية باعتماد الخيال الإبداعي الخلاق ، الذي تطفح به قصائد الديوان ، ويتضح ذلك جليا في قصيدة :” سفري ” ، حيث يتجلى الركوب المجنح في الكلمة الأولى : ( ترف ) ، والتي تمنحه فرصة التحليق عبر آفاق الكون اللامتناهي فنيا وأدبيا ، من الشمال إلى الجنوب … والعكس…
ترف خيالات ذكراك حولي
تلامس عيني ،
وتلفح ظلي
أجدل منها ضياعي
أجوب بها طرق الشمال …
وأخرى جنوبا …
بأقصى الجنوب
قباب زهت بالفرح
في بحر الوله
وسواحل ذاتي / السفر … ص: - 6
سفر في الذكريات الوجدانية التي تلامس الجوارح، خاصة العين التي تعشق قبل القلب أحيانا، وما يترتب عن هذا العشق من اكتواء واحتراق…
سفر في الحنين … حنين للمكان والزمان ، عبر المنبع والجذور المتأصلة والراسخة في بعده الوجودي والوجداني ، ونقرأ في قصيدة :” أي الدواء”.

أي هوى
يحتاج آنيتي ..؟
وأي قول عصي غاله
حزني …
يامنية الروح …
……………………..

وكان السعد مملكتي
في البدء كنت …
وكان الحب ملحمتي …
ومثلما يتلظى بالنار عاشقها
ما زلت ملهبتي
ما زلت ملهمتي … ص:- 19- 20
سفر وتطواف ، منبعه الحب المتأصل للمكان ، فالحب للمكان مضني : شفشاون- تطوان – طنجة … أمكنة التكوين الراسخة في كينونة الإنسان المبدع …
شفشاون – المهد
تطوان – الصبا
طنجة – الامتداد
والحب للإنسان مفني ، فحين يتغنى بمدينته ، فهو يمزج بين المدينة والحبيبة مزجا مقصودا ، بين طياته الحلم والرجاء المتولدين عن حالة العشق والوجع … العشق بمستوييه :- الصريح والعفيف ، مهما كان مضنيا أومفنيا …عشق صوفي جواني ، يتجلى في الترميز اللفظي ، في قصيدة :” أي شيء عنك ينسي ..؟” .

نورت دنياك نفسي
أي شيء عنك ينسي ..؟
في حياتي …في شتاتي …
أو مماتي..؟

حار لبي …
عشق وشوق واحتراق وحيرة وتيه ، بحثا عن الحقيقة حتى وإن لم تكن المطلقة …حقيقة الوجود ، وربما الوجدان ، لذلك فهو يتوسل لمعرفة هذه الحقيقة ، حين يستعطف الآخر …
أين حرفي ..؟
أين ظلي..؟
قل بربي ..ا ص:- 7
الغزل الصوفي الذي يتعاطاه بإحساسه الداخلي ، بحثا عن المتحول الواقي من الثابت …الغزل الذي يمنحه قدرة تحويل الكلام الشفوي الشفيف ، إلى كلام مكتوب ، مبرزا انتماءه إلى فصيلة المحدثين الراسخين في علم الكلام بكل جمالياته ودلالاته التعبيرية …
ففي قصيدة:” أليفين كنا ” ، يتلمس من خلالها نور وصفاء المعشوقة التي اكتوى القلب بنار هواها … وتبقى نار البعد موحشة وحارقة …
أفزعتني المسافة ، فاتقدت وحشتي للمزار
حدثيني فإن المسافة ترهقني …
أرى نور وجهك…أرى لون ثوبك
…………………………………….
أنحل فيك …
وأضرم ذاتي زنابق نار ..
أفيء إليك
…………………………………..
أليفين كنا…
أليفين نبقى…
كما الماء إذ يحتمي بالصخور… ص:- 8
من خلال قراءتك لقصائد الديوان ، يتعذر عليك التمييز بين الذات العاشقة ، والكلمات الأكثر عشقا ، الصادرة عن تلك الذات ، خاصة لما تصل بك إلى حالة النضج ، أو قل إلى حالة بلوغ اللذة القرائية ، فتتوحد معها ، تسكنك وتسكنها ، فتهيم وتصبح ترى من خلال الكلمات الشعرية ما رأى ، فتماريه على ما يرى …
أرى نور وجهك…أرى لون ثوبك
أرى صفوك الآن يجري بنهر هواي..
يحن إلي حنين الطيور إلى عشها في القفار …
………………………………………………..
وفي الليل أرقب نبضك …
أنحل فيك .. ص:- 8
وهذا ما يجعله يتيه ويتوهك معه من فرط الاكتواء والاحتراق في بحار العشق إلى حد الوله ، في سفر أبدي وأدبي لاستجلاء جوانية القصائد الصوفية ، المشبعة بالترميز والتصوير الجمالي لعشقه الإنساني النبيل …في مكاشفة لقلبه المتيم الواهن …

وحين أسافر في غربتي أظل معك

عدمت لقاك
عبيرك في نسغ ذاتي تضوع ،
وعشق تروع…
……………………………………

يلاحقني من زوايا صداه
في توهج عشقي …في جذبتي…في حلولي معك
في ارتقائي إلى سدرة عرفت منتهاك .
من قصيدة:” مكاشفات قلب واهن ” ص:- 47- 48
فالشاعر له حس فني إبداعي جمالي، يتمتع برقة ورهافة البوح المتلألئ بدفق الكلمات العاشقة المتناغمة، المنتقاة بدقة وعناية…فهو من خلالها يعيش ألف عمر وألف حياة لحظة الانفعال ، ليكتب بصدق ما يخالج مكامنه وأخيلته ، فينزاح من عالم الواقع ، إلى عالم لا يعترف بالحدود الزمانية ولا المكانية ، عالم كله رومانسية وتجريد …
وماذا تفعل الشجرة
في مرمى الكون
منفردة..؟
……………………..
تعانق كل أرياح
تصافحها..؟
سيان عندها مطر صديق ..
أو خصيم الكل ..
سيان عندها الأنوار والعتمة
وقد تسعى إلى آفاق
وكل غصونها تعرى ..ا.
من قصيدة ” شجرة”ص:- 29
ديوان : ” كما لو رآني ” ، رغم سلاسته ، فهو لا يخلو من بعض المصطلحات المعجمية الصعبة ، التي أقحمها الشاعر مع سبق إصرار ، ليس لاستصعاب القصائد ، بقدر ما أريد بها تجميلها ، وإغناء معجم المتلقي بها ، إغناء يخرجه من روتينية الشعر التقليدي ، واللغة الفقيرة ،… وبذلك فهو ( الديوان) يمتاز بجودة اللغة وحسن السبك، وحرارة العواطف، انطلاقا من النفس التي ألهبها حنين الذكرى ولوعة الضياع…
نصوص الديوان نصوص دينامية تفجر الفكر والإبداع ، وتحقق الحلم ، بانفتاحها وتفتحها على الرومانسية التي تحتمي بالخيال ، أمام وطأة الواقع …ومهما كانت قصيرة، فلها رؤية دلالية واخزة، تعتمد الإيجاز والكثافة، مما منحها التفرد والتميز…
” كما لو رآني”، ديوان يبرز وجه الشاعر وتكامل شخصيته …شاعر يتمتع بحس فني أدبي رفيع ، حيث يرسم بالكلمات أجمل اللوحات الشعرية الرقيقة ، بنفس شعري طويل وممتد امتداد الذاكرة الإنسانية ، الوجدانية والوجودية …إنسانية الشاعر : عبد اللطيف شهبون
1- تطوان : 2- في البدء كنت … 1- إيه ظلي 2- لهف قلبي… 1- أعيش …أسير معك 2- أرى …لا أراك 5- في ساحة الفنا … أحس لو أن الفناء

محمد الكلاف
( ناقد وقاص )
طنجة — المغرب

أحزان الخريف.. عبد اللطيف شهبون

في زماننا الفلُوت تطفو فوق ذاكرتنا جماليات أُلَفٍ عشناها في محيطنا الأسري أو العاطفي أو الاجتماعي سرعان ما انفرطت منا أو انفرطنا منها.. في كل لحظة وحين ينفذ القضاء.. يزف الرحيل.. الموت حقيقة أو حكم كلي قاهر، علينا أن نمضي واحدا تلو واحد..

عبد اللطيف شهبون
عبد اللطيف شهبون
أحزان الخريف..

1 ـ في زماننا الفلُوت تطفو فوق ذاكرتنا جماليات أُلَفٍ عشناها في محيطنا الأسري أو العاطفي أو الاجتماعي سرعان ما انفرطت منا أو انفرطنا منها.. في كل لحظة وحين ينفذ القضاء.. يزف الرحيل.. الموت حقيقة أو حكم كلي قاهر، علينا أن نمضي واحدا تلو واحد..
2 ـ عشت جماليات ألفتي الأولى في محيط أسرتي مع المرحوم والدي.. مدرستي في الحياة.. ونبراسي في السلوك المدني.. وعشت جماليات ألفة رومانسية انتهت بموتي المعنوي.. وعشت جماليات ألفة مع أصدقاء.. من بينها ألفة مفعمة باللطف مع المرحوم الحاج محمد العربي الخنوس وألفة مع المرحوم أنور المريبطو، ذاك الصديق الجميل الذي عشت بهجة التعرف إليه في فضاءات طفولتنا ويفاعتنا بالفدان، وزنقة القائد أحمد والاترنكات وملعب إنخينيوريس ومرتيل وثانوية القاضي عياض.. أبطال ألفتي كانوا شهود حضور.. لكنهم صاروا شهود غياب..! :
..إلى روح والدي في الذكرى السادسة لرحيله هذا الترجيع:

«العين مصحف القلب»
الإمام علي بن أبي طالب

كان آيهْ
ورحاباً
في مقامات الولايهْ
وطريقاًَ
حَفّهُ نور العنايهْ
كان آيهْ..
كان شاعرْ
يتغنّى بالمشاعرْ
آهِ يا ذكْرى أبي..!
.. وإلى روح عزيزي الحاج محمد العربي الخنّوس في الذكرى الأولى لرحيله هذا البوْح:
أحزنت قلبي يا صديقْ
بذا الغيابْ..
لم يَصْحُ منا يا رفيقْ
سكْرُ المصابْ..
وارَاك عنَّا يا شقيقْ
قَفْرُ التّرابْ..
يا سيد الأوقات في المساءْ:
مازلنا في انتظار ساعة اللقاءْ
إدريسُ*..
مصطفى**..
أنا..
أوراقناَ سنَا.
البيتُ لفَّه الضبابْ
والعينُ أبصرتْ سرابْ
تضاءل الزمان في المكانْ
أضحى الأوانْ
وسادة الأحزانْ..
حكاية قديمهْ،
كشافةً ذاك النقابْ
أحزنت قلبي يا صديقْ
بذا الغيابْ.
.. وإلى روح العزيز أنور المريبطو بعد سفرته الفاجعة هذا الوداع:
لك الوداعُ
ولكنْ..
لا وداعَ لما
يعيش في خلدي
يا أنورَ الأثرِ
لك الوداعُ
ولكنْ..
لا وداعَ لما
أحْيَا وأنعشَ قلبي
طيلة العمرِ..
يا أبطال ألفتي: أنا لاأودعكم لأني لا أفارقكم..

دبَيّ في 19 أكتوبر 2008

• ـ إدريس الجبروني
• ** ـ مصطفى شنتح

viernes, agosto 28, 2009

مذكرات عبدا الله الزيري القرن الحادي عشر الميلادي بضمير المتكلم ترجمة إدريس الجبروني




مذكرات عبدا الله الزيري

القرن الحادي عشر الميلادي بضمير المتكلم

بقلم : ميرسيديس غرثياأرينال

ترجمة إدريس الجبروني

طنجة/ المغرب


لقد مثل القرن الحادي عشر الميلادي انهيار حكم الخلافة الأموية بقرطبة، وظهر على إثر هذا التفكك عدد لا يحصى من الإمارات التي أطلق عليها "دول الطوائف"، كما برز على المستوى السياسي والعسكري أشخاصا مجهولين أسسوا عدة ممالك، وكانت العلاقة بينها – تتأرجح بين علاقة تبعية متبادلة وتنافر وخصومة مفتوحة – وبين الممالك المسيحية بشمال إسبانيا قد جعلت من الأندلس في القرن الحادي عشر الميلادي عبارة عن فسيفساء تاريخية فاتنة.

ومع ذلك لم ينتج عن هذه التجزئة السياسية تدهور وانحطاط اقتصادي وثقافي، بل استمر النمو الاقتصادي والتجاري البارز الذي كان قد بدأ أيام الأمويين بقرطبة، وقد نجا هذا الاقتصاد من الخسارات التي سببتها الحرب الأهلية التي وقعت ما بين 1010 – 1013م بين العرب والبربر، لم يتكيف الاقتصاد القروي والحضري مع الوضعية السياسية الجديدة وحسب بل حقق حيوية عجيبة. واستعمل الغنى المتنامي لتموين الحروب الدائمة، والقوات الإفريقية، وأداء الجزية لـ "الفونسو السادس"، والبلاط الأدبي. وبالفعل فإن الأندلس بلغت عندئذ أعلى مستوى فكري في تاريخها، كما أن النشاط الفني والأدبي بلغ ذروته : إنها فترة ازدهار ثقافي لا مثيل لها، حيث تحولت كل مدينة إلى قرطبة صغيرة، وأصبح كل حاكم نصيرا وحاميا للآداب والفنون الجميلة، أو شاعر كبير مثل المعتمد بن عباد، ملك اشبيلية، أو المعتصم بألميرية.

ومن جهة أخرى، إن القرن الحادي عشر، كما وصفه "رامون مينينديث بدال" يعتبر أغنى قرن في تاريخ إسبانيا في الحركة الشديدة والحاسمة الحاسمة، أي "إسبانيا سيد"، وإذا أردنا الدقة أكثر : "إسبانيا الفونسو السادس"، حيث تم توطيد نفوذ وسيطرة قشتالة. إن هذا القرن كان فريدا من حيث البروز والتعقيد التاريخي فيما يرجع إلى إسبانيا المسلمة، وفي غياب المصادر التاريخية يمكن القول، لعله القرن الذي يعرف أسوؤ معرفة، لدرجة أننا لا نعثر على دراسة تاريخية تركيبية وتحليلية عن عهد دول الطوائف. إن "تاريخ إسبانيا المسلمة" الذي ألفه "ليفي بروفانسال"، هذا العمل المترجم إلى الإسبانية يضم مجلدين مخصصين لتاريخ الأندلس ضمن "تاريخ إسبانيا" الذي أشرف عليه "مينينديث بيدال" يتوقف عند سقوط حكم الخلافة بالأندلس. وضمن هذا الفقر العام للمراجع التاريخية تبرز حالة غرناطة، التي تخرج اليوم لأول مرة من الظلام التاريخي بفضل عائلة بربرية، وهي عائلة الزيري والفضل هنا يرجع إلى مصدرين تاريخيين من أهم المصادر.

المصدر الأول هو ديوان شعر لليهودي الغرناطي "صمويل ابن نغرلة" الذي عمل وزيرا مع أميرين زيرين بالتتالي، وتمدنا قصائده بأخبار تاريخية (نشر الديوان د.س. ساسون بلندن سنة 1934، وقدم دراسة عن مضمونه التاريخي 5 شيرمان).

أما المصدر الثاني، وهو أكثر أهمية من وجهة النظر التاريخية فهو كتاب مذكرات عبد الله الزيري آخر ملك من العائلية الملكية الزيرية، الذي حكم من سنة 467 هـ إلى سنة 483 هـ (1.075 – 1.090) وهي نفس السنة التي تم فيها خلعه من طرف المرابطين ونفيه جنوب المغرب، وبأغمات، إلى جانب أشهر ملوك الطوائف المعتمد بن عباد. يظهر أنه تمتع في هذا المنفى بحياة مرضية سارة، عكس المعتمد، وكتب عن أسلافه وعن نفسه وعن فترة حكمه. إن هذا الكتاب هو سيرة ذاتية، واحد من ثلاثة كتب صدرت من هذا الجنس إلى جانب كتاب "التعريف" لابن خلدون الذي ترجم إلى أول لغة أوربية وهي الإسبانية. وفوق ما سبق ذكره يبقى واضحا أن أهمية مذكرات عبد الله الزيري هي من الأهمية بمكان. لقد اكتشف المخطوط في العصر الحديث "ليفي بروفانسال" الذي نشر بعض أجزائه بمجلة "الأندلس" سنة 1935. وفي سنة 1953 كان الكتاب كله قد نشر جزءا في المجلة المذكرة (صدرت المذكرات في كتاب مستقل بالقاهرة سنة 1955) أعلن المؤرخ الفرنسي عن نشر الترجمة الإسبانية التي أنجزها التعاون مع المستعرب الإسباني "إميليو غرثيا غوميث"، وهذه هي الترجمة الإسبانية التي ظهرت اليوم ولأول مرة، ومهما طال انتظارها فإن القارئ والدارس لن يشعر بالغبن. إن مذكرات عبد الله الزيري ليست مصدرا تاريخيا من الدرجة الأولى وحسب بل هي بالإضافة إلى هذا وثيقة إنسانية وقراءتها مشوقة، وما يضفي عليها جمالا هي الترجمة الرائعة إلى الإسبانية التي أنجزها المستعرب "غرسيا غوميث".

وكما أعلن "غرسيا غوميث" في المدخل الدراسي الذي وضعه للكتاب أنه قسم هذه المذكرات إلى فصول متابعة للنص، ولم يكن الأصل العربي يحتوي على أي عنوان ولا على تقسيم داخلي.

وحسب هذا التقسيم فإن الفصل الأول والأخير من مذكرات عبد الله الزيري يشكلان بالتتالي المدخل وخلاصة الكتاب. يحتوي المدخل على مجموعة من الاعتبارات التمهيدية، حيث يحاول المؤلف من خلالها سلفا تحديد المؤرخ الموضوعي والإشارة إلى صعوبة اتخاذ موقف الحياد، بينما تحتوي الخلاصة على مجموعة من الاستطرادات في الكلام حول القدر وجبرية الإنسان، وهو ليس استنتاج شخصي للمؤلف بل إشارة إلى الأخلاق العامة السائدة. الصفحات الأولى والأخيرة سليخة ومحملة بما فيه الكفاية، يظهر من خلالها الملك عبد الله الزيري كرجل ذي ثقافة متوسطة وتعليلات نظرية ضعيفة، ومع ذلك تحتوي هذه الصفحات على بعض الأشياء يكشفها المؤلف عن شخصيته وحياته الخاصة والتي قدمها بنغمة استحضارية حميمية.

أما القسم الذي هو حقيقة تاريخية من المذكرات فيبدأ في الفصل الثاني، حيث يحكي فيه عن بداية العائلة الملكية الزيرية (ابتداء من سنة 1.002م) حتى وفاة بن حبوس، وهي صفحات مقتضبة وغامضة، غير ممنهجة، وليس لها هيكل أو إطار تاريخي، يقدم فيها القليل من المعلومات، ومن دون شك فهي مخيبة بالنسبة للمؤرخ المحترف. ابتداء من الفصل الثالث يكتسب الكتاب حيوية وأهمية حقيقية عندما يحكي أولا عن حكم أكبر ملك من عائلة الزيري باديس المظفر، وهو جد المؤلف وسلفه القريب والمباشر في وراثة العرش.

ومن دون شك، فإن عبد الله سمع منه مباشرة عدة ذكريات عائلية وأحداث وقعت في فترة حكمه، وخاصة في الصفحات التي يصف فيها فترة حكمه، ويبدو من خلال صفحات الكتاب أن الجد باديس مثل أم عبد الله كان لهما دورا أساسيا في حياته وطرفا مهما حيث أنهما يشكلان مصدر هذه المذكرات. إن شخصية أم عبد الله تبدو جلية ظاهرة في الفصول التي يشير فيها إلى ظروف خلعه من طرف المرابطين ونفيه الذي كان نتيجة لذلك، وتجدر الإشارة هنا إلى ملك غرناطي آخر وهو أبو عبد الله الذي نفى أم عبد الله التي لم تظهر ضعفا ولم تبخل عليه باللوم والعتاب.

من الفصل الرابع إلى الفصل العاشر يصف أيضا ظروف حكمه محاولا الدفاع عن نفسه بأنه غير حازم ومتردد ومقصر ولم يكن مؤهلا للحكم، ويبرر أفعاله وإهماله لبعض الأمور. وهناك حوادث هامة يسكت عنها، ويبرز أخرى، محاولا إعطاء شخصيته والدور الذي كان له في هذه المأساة أهمية لم تكن لديه، وهذا يبدو واضحا وظاهرا حتى في المذكرات. إن شخصية "الفونسو السادس" ويوسف بن تاشفين تسيطران على السرد كله، كشخصيتين كانا لهما دور بارز في هذه الحقبة، بينما نجد أن المعتمد بن عباد هو الشخصية البارزة بين ملوك دول الطوائف. إننا نجد أن عبد الله الزيري مثل باقي ملوك دول الطوائف كان عبارة عن مرافق محض للأحداث التي تجاوزته، وهي أحداث لم يعطيها دائما الاهتمام والعناية التي تستحقها : مثل معركة الزلاقة الشهيرة، التي يخصها فقط ببعض السطور، كما أنه لا يعتني بضبط التواريخ وتحديد الأمكنة التي وقعت فيها الحوادث، إنه لا يقوم بدور المؤرخ، غير أنه يبدو جد معبر عندما يصف الحياة بغرناطة، وفسيفساء من اليهود والمستعربين والبربر والعرب الذين عاشوا بهذه المدينة، والشك والريبة المتبادلة بين المرابطين والأندلسيين والنزاعات بين دول الطوائف، كل ذلك شخصه وصوره من خلال الأحداث بالمدينة، التي كان أن يسيطر عليها العنصر اليهودي بواسطة وزراء بنو نغرلة، والعربي الأندلسي ابن عمار شاعر ووزير عمل مع المعتمد بن عباد بأشبيلية، القشتالي "ألبارو فانييت" والكونت المستعرب "سيسناندو دابيديس" والمرابطي غرور. لا نعثر على أي كتاب في التاريخ يؤرخ لهذه الحقبة (مثل الرسالة الحديثة التي تقدم بها في هذا الموضوع" أ. هاندلير THE ZIRIDSOF GRANADA، جامعة ميامي بولاية فلوريدا سنة 1974) يمكن أن يحقق إطارا ندرك ونفهم الحسرة والشدة التي تعبر عنها هذه الصفحات والعمل المقلق الذي نتج عن الطلبات المتنامية لألفونسو السادس وما أحدثته في دول الطوائف، والوعي المطلق بأن الغاية (هناك فقرة من مذكرات عبد الله الزيري جد معبرة في هذا الشأن) من وراء مضايقات دفع الجزية ليست غير أضعافهم والسيطرة بسهولة على دول الطوائف مثل ما وقع لـ "طليطلة"، ويقدم المؤلف وصفا مؤثرا لإحدى مقابلاته مع "الفونسو السادس" : العجرفة والاحتقار المطلق الذي يظهر الإهانة والعجز، وأخيرا الخوف الذي يحدثه لدى ملوك الطوائف والمكر والحيلة، ومحاولته جعل من أعدائه سياجا ضد الآخرين.

ومن جهة أخرى نلمس كذلك الفاجعة في الصفحات التي يتحدث فيها عن ظروف خلعه، ولأنه كان موجود بالمغرب ولم يرد إثارة غضب الحكام المرابطين، وفي هذه الصفحات المأساوية يتحدث عن الفظاعة وخشونة قساوة المرابطين في معاملته ومعاملة أفراد عائلته. إن عبد الله الزيري لا يستطيع إخفاء نيته السيئة وابتهاجه في الفصل الحادي عشر، الذي يتحدث فيه عن الحظ الذي لقي نظرائه ملوك دول الطوائف بألميرية وأشبيلية وبطليموس على يد المرابطين الذين لا يرحمون.إنه القرن الحادي عشر الميلادي (الخامس الهجري) بضمير المتكلم.

مقدمة الكتاب كتبها "إميليو غرسيا غوميث" يتعرض من خلالها إلى مضمون هذه المذكرات، يضعها في سياقها التاريخي، بالإضافة إلى ملخص عن تاريخ الزيريين وعن فترة حكم عبد الله (...) كما يتضمن الكتاب تلخيصا لآراء وتقييمات "رامون مينينديث بيدال" التي كانت قد نشرت بمجلة الأندلس (1936). كما يتضمن النص تعليقات وتفسيرات كثيرة وبيبليوغرافيا تحيلنا على أهم المصادر المعاصرة. وتضم خاتمة الكتاب ملاحق تحليلية تسهل استعمال النص. ومن جهة أخرى فإن الكتاب صدر في طبعة جيدة متقنة. (...) مقدمة الكتاب مقتضبة ومضبوطة، وجهازه النقدي لا يتجاوز الحد. إن "غرثيا غوميث" يحدد إطار النص الذي ينطق وحده، ويسخر استغلاله عمدا للاختصاصيين فهؤلاء وجمهور القراء على العموم بوسعهم الآن الترحيب بظهور هذا الكتاب الذي طال انتظاره.

________________________________________________

عن المجلة الإسبانية "اوكسيدينطي" عدد Occidente n°3

lunes, agosto 17, 2009

أساور وأعلاق.. عبد اللطيف شهبون

أساور وأعلاق..

عبد اللطيف شهبون
عبد اللطيف شهبون
«الخلافات التافهة هي التي توجهنا في الحياة.. وتأثيرها علينا أعظم من كل تأثير!»
التهامي الوزاني
لا تنصرف كتابات التهامي الوزاني إلى مادة دون غيرها.. وهي تؤول إلى نسق صاف.. جوَّابٍ لآفاق.. حاشدٍ لمشاهدَ ومشاهدات ومقروءات.. في طلاوة مُسْتعْذَبةٍ وفكْر طريف.. وذكاء في العرض والتحليل والتأويل.. بلغة غير متوسعة في المجازات، ولا موغلة في الاستعارات.. وفي تزاوج بين شعْريّة الكلام وبين مُتطلَّبات الحجاج والإقناع.. وغير ذلك من السمات الأسلوبية لكبار الكتاب والمفكرين.
كان التهامي الوزاني صاحب ريادات.. وفي ذاته تأتلف ذواتُ المثقف الفاعل في ديناميات السياسة، خاصة سياسة حزب الإصلاح.. والحقوقي المسهم في تأسيس أول إطار حقوقي عرفه المغرب الحديث بتطوان (21 ديسمبر 1933).. والمتصوف الناشء في حضن الطريقة الدرقاوية.. والمربي المشارك في تأسيس المدرسة الأهلية.. والمؤرخ الواضع لتآليف حول تاريخ المغرب ومنطقته الشمالية.. والصحافي المنشء لمنبر «الريف»، والمحرر لمقالات في هذه الجريدة وفي «الحرية».. والمترجم لمتن أدبي عالمي هو «ضون كيخوطي».. وكاتب السيرة والرواية الفلسفية والرحلة والخرافة.. والمفسر لآي القرآن الكريم تفسيرا أسماه «الرفرف».. ورجل الدين المتفتح المتسامح المعقْلِن..
هو ذا الوزاني الذي بنى مجده الثقافي والفكري بعصامية مشهود بها.. وبنزعة إنسانية صوفية كانت ومازات موضوع إبهار.. وأما تراثه فتركة نفيسة تحتاج إلى لَمٍّ ثم مقاربة في سياقاتها.. بأُطُر نظرية واضحة واحتكام إلى أخلاقيات البحث بكل ماتقتضيه من حرية وأمانة وإنصاف وتحرٍّ كاشف لحقيقة رجل ذي وزن كبير في تاريخ وجغرافية الثقافة المغربية الحديثة..
قرأت مصورة مخطوط وضع له التهامي الوزاني بنية عنوانية رمزية هي «الأعلاق والأساور».. انتهى منه في ثالث عشر صفر 1372 الموافق لثاني نوفمبر 1952.. وقد عقد فيه نية وقصدا للتنويه بآل البيت.. أقام الوزاني معماره الفكري الفلسفي، في هذا التأليف على أساسين، عام وخاص.
فأما العام فمدخل تناول فيه بالبيان والتبيين تفصيل الحكمة الإلاهية في مخلوقاته وموجوداته المستندة إلى إحكام وإتقان ربَّانيين «.. ماترى في خلق الرحمان من تفاوت».. اجتهد في هذا المكون لاستحضار كل العناصر الناظمة لرؤية نسقية للكون بدءا من الماء «وجعلنا من الماء كل شيء حي» فالتراب فالطبيعة فالحيوان فالإنسان.. دفاعا عن فكرة الوحدة والتجانس والمساواة يقول الوزاني: «... والإنسان نوع واحد ذو أصناف متعددة، وقد قضى على وجه الأرض عصورا متطاولة، وكثرت بينه عادة الهجرة، حتى ليصح القول بأنه لا يوجد منه صنف لم يختلط بغيره من الأصناف..»، ثم يقول في موقع آخر «وكم أحدثت سياسة التفرقة العنصرية من أحداث خطيرة، ولو أن الناس أدركوا من قول الله سبحانه «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. إن أكرمكم عند الله أتقاكم» لاستراحوا من داء الأنانية الجامحة التي كان المصدر الأول للأحقاد والشحناء..»
وبرُؤْية شَمَّالةٍ ومنطق قوي يدحض الوزاني مزاعم السلاليين القائلة بأن «النوع الواحد يشتمل على أصناف جيدة وأخرى رديئة، دجاج يبيض بيضا صغيرا إلى جانب دجاج يبيض بيضا كبيرا.. وحُمُر سريعة وأخرى بطيئة.. وكذلك الشأن في الناس يوجد بينهم أصناف يصح الحكم عليها في جملتها من أنها تحمل خصائص الرفعة أو الانحطاط.. وهناك أصناف رديئة في النباتات والثمار والمعادن، ولا ينبغي أن يشذ الإنسان عن هذه القاعدة..!».
وفي معرض نقد هذه الفكرة المتطرفة/ العنصرية يقرر الوزاني اعتمادا على خلاصات علماء البحث عن خصائص الإنسان أن ما يظهر من تفاوت بشري إنما مرجعه إلى «عوامل خارجية لا مساس لها بذاتية النوع سواء في جنسه أو فعله.. وإن الحواجز القائمة بين الأصناف البشرية في الوقت الحاضر يُتغلب عليها بالتربية الصالحة والتعليم الصحيح والتوجيه «الرشيد»..»
وأما الخاص فبسط تاريخي للتعلق بآل البيت المتخلقين بأخلاق رسول الله من صفح وحلم وكرم وعفة وطيبة قلب وطهارة نفس وعلو همة وإقبال على الآخرة وإعراض عن زهرة الدنيا.. وغير ذلك من الخصال الباطنة التي تنعكس على بشرتهم الظاهرة فيترقرق نور النبوة، وينشط الدم النقي الجاري في عروقهم!!
الأساس في حديث الوزاني عن آل البيت هو تبيان فكرة هدم الإسلام للحدود بين الطبقات وجعل البشر قسمين، أهل رضى الله، وأهل سخطه، خلافا لمنطق الناس الذين أقاموا أرستقراطية: المال والجاه والعلم والحسب والنسب

miércoles, agosto 05, 2009

مقامات شفشاونية.. عبد اللطيف شهبون

مقامات شفشاونية..

عبد اللطيف شهبون

عبد اللطيف شهبون
عبد اللطيف شهبون
«إلى العزيز محمد حقون»
1 ـ بدعوة من جمعية أصدقاء المعتمد توجهت إلى شفشاون صباح الأحد 19 يوليوز الجاري للمشاركة في المهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث في دورته الرابعة والعشرين في محور: «القصيدة المغربية: صعوبات ممكنة..»
2 ـ كلما وطئت قدماي أرض شفشاون أزور قبر شقيقي محمد. اندرست معالم القبر الآن رغم وجوده في مدخل مقبرة مولاي علي بن راشد جنب صفصافتين!. توفي شقيقي محمد قبل ميلادي بما يزيد عن اثنتي عشرة سنة. صورته الوحيدة التي احتفظت بها والدتي تثبت شبها تاما بينه وبين شقيقتي آسية. خلّف رحيله المبكر بعد حفظه كتاب الله حزنا خرافيا لدى والدتي ووالدي الذي كتب في مذكراته عن فاجعة فقده.
3 ـ من مقبرة مولاي علي بن راشد أسلك طريقا واحدا ينتهي بدورة شبه كاملة على المدينة، منطلقها باب السوق.. تستحضر ذاكرتي وجوها أغلبها رحل إلى دار البقاء.. ابن ميمون، اغبالو ـ الدنكير ـ البردعي ـ ابن دكون.
أتوقف بدكان حلاقة الطيب بوذياب (وباسم طيب.. طاب المسمى..)، قبل أن أنزل على أدراج زقاق في عمقه منزل ابتناه والدي في بداية أربعينيات القرن الماضي.. ثم أحث الخطو نحو درب المريني كي أزور جدتي خدوج الذهبي، امرأة في عداد الوليّات.. وفي لحظات أزور خاليَّ الحسن وعبد الكريم المريني.. ثم أقصد عم والدي عبد القادر شهبون (كان رحمه الله جميل الخلقة، عظيم الوقار، حريصا على التعلق بجناب الله حتى اشتهر عند أهالي شفشاون بـ«السيد شهبون».. أنزل إلى «وْطَا حَمّامْ»، أسلم على عمي أحمد (كان يدير متجر جدي الحسن شهبون بتكليف من والدي..).. أتابع النزول إلى «باب العين» لأتوقف بعض الوقت بمنزل خالتي فاطمة المريني.. كان ذلك ديدني وعمري لا يتجاوز عقده الأول.
4 ـ في فضاء القصبة الأثرية قرأت بعضا مما كتبته من أشعاري، فأحسست أنّي بين يديْ حلم.
5 ـ فجر اليوم الموالي توهمت أني سامع خطابا يقول لي: ها أنا أهديك ترابك ونوستالجيتك وصمتك.. ورائحتك.. وكل ماتعشقه ريحك.. فابحث عني في مغارتي المهيبة..!
استفقت مروعا.. فكتبت: «جسد الروح..»
جئتها نُسْغَ هويّهْ
حاملاً شِعّري مرايا
لأغني معها جسد الروح سويّهْ
عندما حل المساءْ
اِنْطفَا نجم البهاءْ
والتَّعِلَّاتُ التي أغلقت بابها دوني
قضيَّهْ!
هاأنا أجتر وحدي
غُصَصَ الليل بنفس شجيهْ

* * * صاح ديكْ:
هل وصلنا لحياة الموتِ
أم موت الحياهْ؟

* * * لست ماءاً سائحا بين الصخورْ..
لَستِ غصنا أحمرَ
يهتز لريحْ..
لستِ صوتا عاليا،
يخرق الجرم السماوي..
أنت روحي
بل جناحُ الطير
مااسْطاعَ النزولْ
أنت ذكراي التي
نامت بصَخْرٍ..
آه.. لو أَنيَ صخرٌ!
أنتِ ظلي
في ورود قد حواها شجرُ الدِّفْلَى
فصارت عُشَّ سِرّي
في خلود الصمت يفنى..!
ثم يفنيني معه
6 ـ على مائدة الإفطار بالفندق قال لي الصديق محمد المسعودي: كتبت الليلة نصا عنونته بـ«هواء الروح» قلت له: وقع الحافر على الحافر إِذنْ،وهذا انشغال باشتعال، فكيف حصل!
7 ـ اقترح علينا الصديق الشاعر عبد السلام مصباح القيام بجولة إلى رأس الماء.. أتممنا الجولة ولما وقفنا بحومة السوق دخلنا درب ابن ادريس لنزور الفنان التشكيلي محمد حقون دون إخباره بذلك!.. هذا أول لقاء لي برجل بدا لي حسن الصورة واللقاء.. بادي الحشمة، دخلنا منزل السي محمد حقون ذي الطوابق الثلاث، كل طابق منها مزدانة أركانه بإتحافات وذخائر ووثائق وصور وتسجيلات مرئية وصوتية وكتب وآلات فوتوغرافية، وألواح قرآنية ولوحات تشكيلية.. والمدهش أن كل محتويات البيت هي من صنع صاحبه!.. لم يخل حديث السّي محمد حقون من فوائد همت سيرته الذاتية.. وأخبارا عن أستاذه اللامع عبد السلام خَرْخُور، وإفادات طرائفَ ومستملحاتٍ.
لا أجد عبارات أشكر بها صديقي عبد السلام مصباح على مفاجأته الجميلة الخالدة بالتعرف على إنسان ما إن تره عينك
حتى يحبه قلبك..

martes, julio 28, 2009

قد نتفق أو نختلف.. Abdelatif Chahbounعبد اللطيف شهبون

قد نتفق أو نختلف..


وجهت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومؤسسة الوسيط من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان مساء يوم الجمعية 10 يوليوز 2009 دعوة لسياسيين وجامعيين وصحافيين ونشطاء حقوقيين لمناقشة مقال سياسي للأستاذ محمد المرواني عَنْوَنَهُ بـ«نعم، الإصلاح الديمقراطي ممكن مغربي..» كان قد فرغ من كتابته بالسجن المحلي بسلا في 22 صفر 1430 موافق 18 فبراير 2009.
في الاستهلال، أشار محمد محيفيظ (عضو المجلس الوطني للمنظمة)، أن اللقاء مندرج في التوجه الداعم لقضايا حقوق الإنسان في علاقتها بالديمقراطية، وتأصيل ثقافة الاستماع إلى خطابات المحيط بمكوّناته وأطيافه.. وفي هذا السياق أبرزت كلمة الجهتين المنظمتين التي قدمتها خديجة مروازي أهداف ودلالات هذا التناظر الفكري/الحقوقي.. وبعد الإنصات إلى رسالة بعث بها الأستاذ المرواني للمنظمين والمناقشين والحاضرين تحيةَ شكر ووفاء وتقدير.. وإنارةً لجوهر المقال.. اعتبر الباحث عبد الله حمودي أن المقال يخاطب العقل والوجدان.. ويدافع باقتدار عال، ووضوح هادف على مداخل الإصلاح الكبرى.. حاثًّا على إعمال الوعي بالزمن السياسي والتدرج وحسن التدبير، في حين أكد محمد سؤال، القيادي بحزب التقدم والاشتراكية، أن المقال لا يقدم إجابات عن أسئلة كبرى عالقة.. ولا يلامس قضايا جوهرية بالعمق المطلوب..
واعتبر حسن طارق (عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية)، أن أهمية المعبر عنه في المقال محدد في القول: بمدنية الدولة.. ومدنية العمل السياسي.. وجدلية الفشل السياسي بالمغرب..والدعوة إلى تأهيل الدولة.
ورأى محمد حفيظ (مدير جريدة الحياة)، أن المقال موسوم بتفاؤل رغم واقع الحال الذي يعرف «تراجع التراجع»! وأوضح مصطفى الخلفي (مدير جريدة التجديد) أن المقال يَسْتَدْعي رَبْطَهُ بمقالتين سابقتين للأستاذ المرواني دفاعا عن رؤية نسقية تثير الدعوة إلى استعجالية حوار سياسي وطني إزاء نوازل المغرب..
وعلل عبد العالي حامي الدين (جامعي) المقال بكونه أطروحة متضمنة لإشكالية: لماذا تعثر الاصلاح الديمقراطي في المغرب؟، وعلى فرضيات من قبيل: الدستور والانتخابات وهو متميز بمصادره الحديثة، وثراء خلفيته التراثية الإسلامية (ابن رشد، ابن تيمية، القرافي..) وبعناصر قوة مضمونه (تكثيف قراءة التاريخ السياسي المغربي، تَبْيِئَة مفهوم الديمقراطية في المغرب، الجهد التنظيري الكبيرفي قضايا تشكل الهاجس الأساس للفاعلين السياسيين..!
وأما أحمد بوعشرين (باحث في الفكر والحركات الإسلامييْن) فتوقف عند مفهوم «اللقاء التواصلي» وأهميته في ظرفية موسومة بالتصامُمِ واللاتواصل بين النخب والفعاليات الفكرية والمجتمعية مما يساهم في خلق المزيد من جزر وهمية للاختلافات.. وبعدما أبان أن المقال محاولة لإيجاد أرضية فكرية توافقية..حدد نواظمه في:
ـ نبذ الإكراه على الاختيار (وهذا يعني، التوافق على دولة المجتمع، واعتبار الاعتقاد ليس شرطا للمواطنة في الدولة الإسلامية).
ــ اعتبار قضايا السياسة الشرعية من المصالح المفوضة إلى نظر الخَلْق (ومعْناه مدنية الدولة الإسلامية ومدنية الحزب السياسي.. واعتبار العلاقة بين الدين والسياسة علاقة تميز، وليست علاقة انفصال.
ــ التدرج التراكمي (ومعْناه: أن التاريخ لا يضيع بالاختصار، وأن «الخروج خطأ»، وأن بناء الديمقراطية تدرج تحكمة التراكمات.
ــ الموازنة والترجيحات (ومعناه أنه ليست هناك مصالح مطلقة أو مفاسد مطلقة.. وأن جَلْبَ المصالح يقتضي درء المفاسد.. وأن إعمال الموازنة بين الدفاع عن الدولة من الأخطار الخارجية وبين تدبير الوضع الداخلي ضرورة..)
ــ الانشداد إلى التجديد الفكري (ومعناه، تجديد النظر إلى الدين وتحريره من المنظورات السلطوية/ الاستبدادية..وتوسيع مساحة العقل إذ لا تناقض بين صريح المنقول وصحيح المعقول..)
وبعد:
فقد نتفق أو نختلف حول «الشرط الضروري واللازم لدخول المغرب زمن السياسة، بما هو زمن المعقولات والتدبير السِّلْمي للاختلاف..» لكنْ، لا يمكن الاستمرارُ في الصمت عن مواجهة أنماط العبث السياسي الذي تعرفه المؤسسة الحزبية.. هل نحتاج أن نذكر بما جرى في استحقاقات 12 يونيه 2009 وما سيتلوها؟ ماهي حدود الممكن في الانتفاضة المخلَّقة ضد مفاسد القيادات السياسية في الأحزاب؟ أليس العزوف واليأس نتيجتين طبيعيتين لمنتوج الهندسة الفاسدة؟

lunes, julio 27, 2009

الخطاب الإعلامي وسبل إعادة بناء الذاكرة المشترك

وقد جاء هذا اللقاء في سياق الندوة الدولية التي انتظمت بتطوان أيام 26، 27، 28 فبراير و 1 مارس 2009 من
أجل معالجة موضوع "أسئلة الذاكرة المشتركة بين المعالجة القانونية القضائية والمعالجة السياسية الحقوقية : نموذج مشاركة المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية"؛ والتي عرفت ردود أفعال كان من الضروري العمل على وضع أشغال الندوة الدولية المذكورة في سياقها الصحيح ومناقشة تقريرها التركيبي لبناء جسور التواصل والنقاش العلمي الرصين والجاد وتقويتها بما يخدم أهداف المركز والذين يراهنون على بناء ذاكرة مشتركة مغربية إسبانية سواء الأفراد منهم أو المؤسسات خدمة للمجتمعين وللأجيال المقبلة من البلدين بالحق في تسلم إرث لا يرهن المستقبل بتراكمات صراعات الأسلاف وتوترات الماضي. ولهذا ارتأى المركز أنه من المفيد أن يرتكز موضوع هذا اللقاء حول دور الإعلام والفاعلين في حقله سواء المختصين أو المهنيين ومن يدور في فلكهم في سبل استعادة الذاكرة وبنائها على أسس ديموقراطية متينة تحتكم إلى مبادئ حقوق الإنسان وتؤسس لقيم الاحترام والتسامح والإنصاف.وشهد اللقاء الدولي المنعقد بالمؤسسة الأوروبية-العربية بغرناطة مشاركة عدد من الإعلاميين والأكاديمين من مسؤولين وباحثين وكتاب ... سواء من إسبانيا أو المغرب أو بعض الدول الأوروبية. وقد تميزت المداخلات بتعدد مشاربها المعرفية والفكرية (نظريات الإعلام، نظريات الاتصال، نظرية التلقي، الاتصال/الإعلام الجماهيري ...) وباختلاف مقاربتها وتيماتها (تحليل الخطاب، الثقافة البينية ...) إلى جانب تنوع المحتديات والحقول العلمية التي اشتغلت ضمنها (أنتروبولوجيا، سوسيولوجيا، تاريخ، علوم سياسية ...). كما أن قاعة المحاضرة شهدت حضور نوعيا للجمهور الذي تابع فعاليات اللقاء والذي أبان بمستوى مساهمته على أن هذا اللقاء حقق أهدافه المنشودة وأنه نقطة انطلاق نحو آفاق رحبة وواعدة لإنجاز ورش الذاكرة المشتركة المغربية-الإسبانية.وقد دارت فعاليات هذا اللقاء في ست جلسات. وحتى يمكن أن نعكس نوعيتها، فإننا نقترح تلخيص أشغالها على الشكل التالي :1. الجلسة الافتتاحية : ترأسها الأستاذ عبد السلام بوطيب (رئيس مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل) والذي افتتح أشغال هذا اللقاء بكلمة ترحيبية ذكّر فيها بظروف نشأة المركز ونوعية مؤسسيه وما أنجزه من أعمال وأنشطة؛ حيث وقف بالخصوص عند ندوة تطوان الدولية المذكورة أعلاه محللا خلاصاتها دون إغفال الإشارة إلى آخر لقاء عقده مع الأحزاب المغربية بالرباط حول حضور الملف المغربي الإسباني في الأجندة السياسية لهذه الأحزاب وما تمخض عن ذلك من توصيات. ثم تناولت الكلمة الأستاذة صاندرا روخو فلوريس (جامعة غرناطة) لقراءة العرض الافتتاحي الأستاذ العربي المساري (كاتب وصحفي/ وزير الإعلام سابقا) الذي تعذر عليه الحضور لطارئ صحي. وقد تناول هذا العرض بالتحليل وسائل الإعلام والذاكرة المشتركة مشيرا إلى أن الصحافة سجل للقضايا المطروحة ولهذا فإن عليها التبليغ بشكل صحيح حتى إذا ما اعتمدناها ساعدتنا على فهم الماضي الذي لا مناص من العودة إليه ... كما أوضح أن الذكريات تتراوح بين السيء والجيد حيث الأحداث تترك وشمها فيها. ولهذا فإنها تشتغل بحسب الإضافات التي تصبغها على الاختلافات الثقافية ... على أنه مطلوب من الصحفي في هذا المجال أن يتوخى الدقة والتحري احتراما للأخلاقيات المهنية دون خلط بين التأمل السياسي والرغبة في تعديل الذاكرة وبين الصراع حول السوق ... وخلص على أن الصحفيين والإعلاميين عموما يواجهون تحديات كبرى على عدد من المستويات ... مقترحا عقد لقاءات دورية بين الإعلاميين لمناقشة الصور المبتذلة والنمطية كما هو عليه الأمر في لقاءات الإعلاميين الأوروبيين النقابة الوطنية للصحافة المغربية.2. الجلسة الأولى : أدارها الأستاذ مصطفى أقلعي (جامعة غرناطة) والتي كان محورها "الذاكرة المشتركة وسؤال تعدد الثقافات" والذي تم تناوله من خلال عرض ومناقشة الفيلم الوثائقي "أسطورة غرناطة" ا لحسين المجدوبي (صحفي) الذي سلط الضوء على الحضارات التي توافدت على غرناطة وكيف جرى طرد الموريسكيين منها في الماضي، والذين ظلوا ماثلين في مخيلة الإسبان منذ ذلك التاريخ حتى عودتهم مع ظاهرة الهجرة منذ الثمانينيات. عودة المسلمين هذه وخاصة المغاربة، كما يبرز ذلك هذا الفيلم الوثائقي، جعل بعض المسيحيين يؤمنون بأسطورة استعادة العرب للمدينة والأندلس. لكن هذه العودة تؤكد أن غرناطة تستعيد جزءا فقدته في الماضي بسبب محاكم التفتيش وتتحول إلى محتضنة لمختلف الثقافات والديانات حيث تسمو روح التسامح على أي تطرف مهما كان نوعه.وقد أشار رئيس الجلسة إلى أنه حصل على عدة جوائز بعدد من دول أمريكا اللاتينية معتبرا أنه يشكل أرضية للحوار في فهم معوقات بناء الذاكرة المشتركة. كما تقدم بقراءة لهذا الفيلم كل من السادة الأساتذة محمد السعدى (جامعة الحسن الأول بوجدة) وعبد اللطيف شهبون (جامعة عبد المالك السعدي بتطوان) وإدريس الجبروني (مؤرخ)؛ حيث بينوا أن هذا الفيلم ليس أسطورة ولكنه استعرض محطات تاريخية حول من خلال القبض على المشترك الحضاري الذي ارتكزت عليه غرناطة في صناعة مجدها ونحت شخصيتها. إذ وقفوا عند التعددية الثقافية التي كانت روح غرناطة والأندلس والذي يجب أن يتحول إلى حوار بين مكونات هذه التعددية وعلى رأسها المغرب وإسبانيا لأنه قدرهما التاريخي ماضيا وحاضرا ومستقبلا من خلال بناء قواعد جديدة تقطع مع منطق الأسلاف ونزعة الانتصار مقابل الاحتكام إلى قيم الاحترام المتبادل والنهوض بثقافة المغفرة والعفو والتسامح. فالفيلم مرافعة فكرية في قالب فني حول جهلنا المشترك؛ إذ يقطع ما تحاول عدد من وسائل الإعلام التي تركز على ما هو سيء ومسيئ للآخر من خلال نظرية المؤامرة التي تصور غالبا الإسلام والمغاربة من خلاله إلى تهديد مع ما يثير ذلك من تأجيج للأحقاد والتوترات بين الدولتين والمجتمعين المغربي والإسباني. وهو ما يتطلب مكافحة هذه الأساطير من لدن الطرفين. 3. الجلسة الثانية :بعد أن قدم الأستاذ عبد السلام بوطيب برنامج اللقاء، أدار هذه الجلسة الأستاذ إدريس الجبروني والتي كان محورها "التاريخ، الذاكرة السياسية والخطاب الإعلامي".وتناول الكلمة الأستاذ الموساوي العجلاوي (معهد الدراسات الإفريقية بالرباط) موضحا الاختلاف بين الذاكرة والتاريخ من جهة وكيف يقوم الخطاب الإعلامي بمناولتهما مشيرا إلى أشكال الحضور الإسباني في تاريخ وذاكرة المغرب وكيفية تعامل إسبانيا مع المغرب خاصة خلال الحقبة الاستعمارية. كما عرج على ندوة تطوان وردود الأفعال التي روجتها الصحافة مؤكدا على أن قضايا الذاكرة ستظل حاضرة في بناء التعدد والحقوق الفردية والجماعية. وقد أوضح أن الصحافة لها أهميتها من حيث رصد قلق وحرارة المجتمع ونبضه ولها دور أساسي بالنسبة للمؤرخ في رصد هذا النبض سواء كقضايا حقيقية أو مصطنعة.بعد ذلك تناول الكلمة السيد فرانسيسكو فيكَراس رولدان (صحفي مراسل بالتلفزة الإسبانية)؛ حيث تطرق من خلال عمله وانخراطه في جمعية استعادة الذاكرة التاريخية بغرناطة إلى أن الذاكرة المغيبة هي ذاكرة المهزومين من موريسكيين وجمهوريين. وأن الصحافيين لهم مسؤولية كبيرة في مسيرة استعادة هذه الذاكرة المقصية والمطالبة بذلك لأنه دون ذلك لن يستكمل الانتقال الديموقراطي. فعلى غرناطة أن تشجع الحوار وتنخرط فيه باعتباره طبيعة لها دون مبالاة بمن ينعتوننا بأننا حمقى نريد إيقاظ الفتنة. وأشار على البيان الصادر في هذا الشأن والذي وفعه فريدريكو مايور (الرئيس التنفيذي السابق لليونيسكو) إذ لا يمكن أن يتمتع اليهود وحدهم بحق الاعتراف دون باقي سكان غرناطة ... وطالب بمد جسور الثقافة من خلال إطلاق مبادرات من قبيل تدريس اللغة والثقافة العربيتين في المدارس الثانوية وما إلى ذلك.أما الأستاذ حسين مجدوبي (صحفي ومراسل) فقد تناول بالتحليل الخطاب الإسباني تجاه المغرب موضحا أن هذا الخطاب شهد تطورا منذ حرب تطوان إلى غاية بداية الانتقال الديموقراطي بإسبانيا غذ أن كل جريدة كان لها خطابها الخاص الذي مافتئ يتحول على خطاب تاريخي ليصبح جزءا من تاريخ البلدين. وتناولت مداخلته حرب تطوان التي كانت مخرجا من الحروب السابقة التي اختتمت بهزيمة كوبا والإعلان عن غزو إفريقيا؛ حيث عمل الإعلام على قناع الشعب بذلك ... بعدها جاءت حرب الريف حيث كانت مرحلة تصادمات قمتها هزيمة أنوال غطاها على الخصوص صحافيون من مراسلي الحرب. ثم مرحلة ما يمكن تسميته بالمغرب والحروب الأهلية الإسبانية حيث تعاطت الصحف مع المغرب وهو ما أثار مشاكل خاصة بعد استجواب عبد الكريم الخطابي سنة 1922. وهذه التطورات ساهمت في تشكل صورة المغرب في مخيال الإسبان حيث يمكن القول بأن المغرب كان يتأرجح بين صورة مشرقة لدى الفرانكويين وقاتمة لدى الجمهوريين. لهذا علينا بالبحث عن الصحافة الإنتاجية للتقليل من تدهور صورة إسبانيا بالمغرب والعكس لأن علاقات البلدين تقوم على تحسين الصورة وللإعلام دور مهم في ذلك.بينما استهلت الأستاذة إنماكولدا سمولكا (جامعة غرناطة) في مداخلتها القول بأن وسائل الإعلام لا تركز فقط على تقديم المعلومات ولكنها تقوم أيضا بتحليلها وتصنيفها وفقا لخطها التحريري. وقد سجلت في هذا الإطار دور الصحافة المغربية في عملية التغيير السياسي وخاصة الصحافة المستقلة التي أدخلت تغييرا كبيرا في المشهد الإعلامي لا من حيث الموضوعات ولكن كذلك من حيث المعالجة وتناول القضايا المرتبطة بالتحول الديموقراطي وحرية التعبير.4. الجلسة الثالثة :وقد أدراها الأستاذ عبد الفتاح الزين (منسق اللجنة العلمية لمركز الذاكرة المشتركة والمستقبل) والتي كان محورها الصحافة والتصورات الاجتماعية : كيف يمكن للخطاب الصحفي أن يساهم في تقديم الآخر (الإسبان في المغرب والمغاربة في إسبانيا) تصورات متقاطعة".تحدث في البداية الأستاذ دومينغو ديل بينو (صحفي) عن التحولات المهنية التي عرفتها الصحافة وما فرضته الأزمة الحالية على الصحفيين. كما وضح دور الخطاب الإعلامي في الذاكرة التاريخية والتحديات التي تواجهها الصحافة أمام هذه التحولات التي انطلقت على الخصوص منذ سقوط جدار برلين. إذ بدا المسرح العام للصحافة يعرف تقلصا في حريته وكذا على مستوى ملكية وسائل الإعلام والدور المتعاظم للإعلام السمعي البصري والشبكة العنكبوتية ... وأشار على أنه يعمل على إصدار كتاب تحت عنوان "السلطة الرابعة للسلطة الثانية" يوضح فيه تبعية الإعلام للسياسيين وتراجع حرية الرأي والتعبير حتى في الجريدة الرسمية للدولة. وأكد أن حرب كوبا كانت منعرج التفكير والتصور الإسباني حيث ارتبط الفكر العسكري بالفكر الكنسي ...وهو ما أنتج الوضع الذي عاشه كل من المجتمع الإسباني والمغربي. لهذا نصح باشتغال الإعلام خارج أية وصاية. كما أن على المجتمع المدني أن يكون حرا. فدورهما في العلاقة مع الآخر مهم في تجسير العلاقات.أما الأستاذ علي الهاشمي (صحفي وكاتب)، فقد تطرق من خلال بحثه حول الهجرة الذي استجوب فيه نساء من أمريكا اللاتينية إلى كيفية اعتماد الصور النمطية حول الآخر : فالمغربي عندهم تركي. كما أنهن تحدثن عن تحذيرهم من المغاربة ... وتناول دور المثقفين المغاربة في تقريب الهوة بين المجتمعين وتفكيك هذه الصور النمطية. كما أشار إلى كيفية تطبيق القانون المتعلق بالهجرة الذي بدا يشهد تمييزا بين المغاربة والمهاجرين من أوروبا. وبيّن أن الدور الأكبر في التقارب يقع على الصحافية المحلية لأنها الأقرب إلى الجمهور.بينما تناول أيمن الزبير (مراسل قناة الجزيرة) بالتحليل العمل الصحفي في إسبانيا والمغرب من خلال التصورات والنظرات المتقاطعة. وبين أن هناك انحراف في الرؤيا في علاقات الإسبانية مع المغرب وإلا سيتردى الوضع أكثر لأن ما أصبح هاجسا في المقام الأول هو بيع الأخبار. وهكذا تمت مناولة أحداث مدريد الإرهابية للتضييق على المغاربة المهاجرين. وأوضح أنه من الضروري تملك الإعلام للغة المجتمع الذي يشتغل حوله حتى لا تقع أخطاء.. وأشار إلى تراجع أعداد المراسلين الإسبان بالمغرب وما بدأ ينتج بما سماه "رَبْطَطَة" المعلومات من خلال الاكتفاء بالرباط كمصدر وما يدور فيها. واختتم بالحديث عن أهمية التكوين والتكوين المستمر والموضوعية في العمل والانفتاح على مختلف مصادر الخبر بمهنية واحترام لأخلاقيات الإعلام ...5. الجلسة الرابعة :وأدارها الأستاذ عبد السلام الصديقي (جامعة المولي إسماعيل مكناس ). وقد كان محورها "الصورة والكلمة : أهمية ودور الصحفي في تيسير التواصل بين مختلف الثقافات ودوره في إشاعة قيم حقوق الإنسان".وتميزت مداخلة الأستاذ فيران ساليس (جامعة برشلونة) بكيفية اشتغال الصحفي المحترف في معالجة القضايا الشائكة وتحاشي الرقابة من خلال معالجة القضايا من خلال أحداث مشابهة. وأشار في هذا الصدد إلى معالجة أحداث محاكمة الفاشيين بإيطاليا وكذا محاكمة أهالي سطيف بالجزائر بعد انتفاضتهم ضد الاستعمار. ومن خلال ذلك كان يشير الصحفي إلى ما يقع للجمهوريين في الأحداث الرهيبة التي واكبت الحدثين المذكورين. وأوضح أن الصحافة الإسبانية عندما تناول المغرب والبوليزاريو والصراع الإسرائيلي الفلسطيني فإنها تعالج من خلالها الأحداث الداخلية لإسبانيا. فكطالونيا في كل هذا تشكل قاعدة تنطلق منها السياسة الخارجية الإسبانية خاصة مع المغرب. وهو ما فهمته الحكومة المغربية مؤخرا. فهناك في كطالونيا جسور تبنى نحو المغرب.وتناولت مداخلة يولاندا أونكينا (مركز الأبحاث حول العلاقات الدولية ببرشلونة) بالتحليل إدارة الاتصالات بين الثقافات ودور ذلك في النهوض بذاكرة مشتركة. فكل مجتمع يحتاج للآخر الذي ليس بالضرورة عدوا. وأمام تطور أشكال التبادل واللقاء الثقافي، وحيث تشترط المشاكل حلولا لا بد من معرفة ما المراد؟ وكيف يكن العبور نحوه؟ ولهذا ركزت على الاقتراب من التفاعل.بينما تناول الأستاذ رشيد الراحا (رئيس الكونغريس الأمازيغي العالمي) القضايا الأمازيغية في الصحافة المغربية موضحا من خلال استعراض عدد من النماذج الصمت والتحريف الذي يطال الأمازيغ وقضاياهم. وهو ما فسره بالتلاعب بأوضاع المغرب.6. الجلسة الخامسة :وأدارت الجلسة الخاصة بمعالجة ردود الفعل المتعلقة بندوة تطوان من خلال سؤال "ما هي حدود الموضوعية في العمل الصحافي؟" الأستاذة سعيدة بوداغلية (صحفية براديو فاييكاس بمدريد). واستهلت الجلسة بقراءة التقرير التركيبي لندوة تطوان من طرف الأستاذ عبد الفتاح الزين.وكان أول المعلقين على التقرير الأستاذ بوغالب العطار (صحفي باحث) متمنيا العمل على تقريب وجهة النظر بين المغاربة والإسبان؛ إذ هناك إكراهات الثقافة الشخصية والتكوين في العمل الصحفي كمعطيات قبلية غير أن الصحفي المهني والمحترم لمهنته لا يتنازل عن المصداقية والالتزام مع الحقيقة دون تلاعب بالخبر. وبعد أن عرّج على المعطيات التاريخية في العلاقات المغربية الإسبانية وترسبات هذه المعطيات والأحداث، تناول بالتحليل آخر استطلاعات معهد كَالوب التي بينت النظرة التي للإسبان عن المغرب والإسلام بالرغم من عدم معرفة ما يروج بالمغرب على الأخص منذ العهد الجديد. واسترسل في استعراض الصور النمطية حول المغرب التي تتغذى على الجهل بالمغرب. فالتاريخ لا يمكن تخطيه ولكن ينبغي أن تكون هناك رؤيا لا تتشتغل على القضايا الساخنة بعشوائية.أما رفائيل غيريرو (مدير البرنامج الإذاعي "الذاكرة")، فبعد أن أشار إلى كونه مجرد إعلامي يقدم برنامجا في موضوع التاريخ، وقف عند تضارب الآراء حول الأحداث وتناقض المعطيات التي تتم معالجتها من طرف المختصين. وهكذا انطلق في سرد المعلومات والأحداث حول الحرب الأهلية الإسبانية وما عاشه الجمهوريون من رعب وتنكيل ودور المغاربة في جبهتي التحرير والاستعمار وخلص إلى أنه لا يمكن تجاهل الحقائق سواء على مستوى التأريخ أو الممارسات كما هو الأمر في قرار القاضي كَارسون بالثزار. فالأمر لايتعلق بالتعايش، ولكن على الخصوص مواجهة افرهاب وكراهية الآخر كيفما كان مصدرهما وطبيعتهما ودرجتهما ...بينما أوضح بيدرو كناليس (صحفي بجريدة إيل إمبارسيال) أن مناقشتنا بتطوان لم تنته ونحن نواصلها هنا. وهو أمر محمود ومحبذ. وصرح بأن على الغائبين أن يأتوا للإدلاء بآرائهم سواء من حيث التنظيم أو المعالجة ... فالمناقشة المباشرة ضرورية وكفيلة بتجاوز سوء الفهم والتفاهم. فما تروجه بعض وسائل الإعلام يحتاج إلى تدقيق وتمحيص سواء حول المغرب أو إسبانيا ... علينا أن نشتغل في دعم الجسور وحسن التقاط الإشارات التي تخدم تقارب البلدين ...وفي نهاية الجلسة تدخل الأستاذ أنس بن صالح (مراسل قناة الجزيرة بالمغرب) موضحا أن الرهان على العنصر الاقتصادي في التقارب وإن كان ضروريا فإنه غير كاف، وقد جرب ذلك أزنار غير أن عددا من التواترات طفا إلى السطح. فلابد من جرأة سياسية تعمل على تنشيط العلاقات السياسية بين البلدين.وقبل اختتام اللقاء من طرف رئيس المركز، تناول الكلمة السيد لويس ف. كَارسيا ديل مورال كَريدو (نائب رئيس جامعة غرناطة المكلف بالعلاقات الجامعية مع المغرب) مثمنا أشغال اللقاء وداعيا إلى استمرار النقاش حول العلاقات المغربية الإسبانية من أجل مد جسور العلاقات الضامنة لحوار رصين بين مختلف الأطراف من جامعيين وإعلاميين وغيرهم. وصرح بأن على الجامعة أن تلعب الأدوار المنتظرة منها في ذلك. وبعد ذلك ألقى الأستاذ عبد السلام بوطيب كلمة ختامية شكر فيها المشاركين والحاضرين والمؤسسة الأوروبية-العربية للدراسات العليا على استضافتها للقاء.وقد واكب - كما سبقت الإشارة – جمهور ساهم في المناقشة التي أغنت فعاليات هذا اللقاء الدولي. ويمكن إيجاز الأفكار الواردة في المناقشات في صيغة توصيات على الشكل التالي :• فهم أسباب معوقات بناء ذاكرة مشتركة العمل على مراجعة التاريخ المشترك في محاولة لاستعادة الذاكرة والاجتهاد في تجاوز الصور النمطية.• إرساء أسس للحوار على أسس احترام الآخر ودون إقصاء وفق حرية الرأي والتعبير.• تشجيع التنقل بين البلدين لإبراز قيمة التراث المشترك بين البلدين مع تطوير العلاقات الاقتصادية باعتبارها لبنة ضرورية لكنها غير كافية.• القيام بتكوين مستمر لمختلف الفاعلين في المجال الإعلامي لما للعمل الإعلامي من دور في تجسير الهوة بين الشعوب.• المرور إلى أنشطة وبرامج نوعية تعمل على خلق أوراش تساعد على تجسير الهوة بين البلدين ...