martes, noviembre 03, 2009

ذكرى رحيل.. عبد اللطيف شهبون

رحيل..

عبد اللطيف شهبون
عبد اللطيف شهبون
استلمت في الأسبوع المنصرم من «سعد» (نجل المرحوم حسن المفتي) ظرفا تضمن أوراقا سطر فيها سعد بعض المحطات الدالة من المسير الحياتي والفني لوالده.. وأرفقها بنماذج من زجلياته.. وصورا لمختلف مراحل عمره مسجلة على قرص مدمج.. وعينات من كتابته السردية والمقالية..
ليس في نيتي أن أتوسع في الكلام عن الفقيد حسن، فالحديث عنه أوسع من أن يعالج في سطور..
لكن رسالة سعد بمشمولاتها.. أعادت إلي صورة المرحوم، وهو شاعر ذو موهبة كبيرة.. واضح كالشمس.. نضر الروح مثل قصيدة صوفية.. شاعر حاذق لتخير حروف كلماته.. وتختاره الكلمات وردة.. شعلة.. قنديلا ومنارة..
حملت إلي رسالة سعد بشارة اهتمام وزارة الثقافة المغربية بنشر الأشعار الكاملة لعميد وأمير الزجالين حسن المفتي أو «بيرم الصغير..» الذي تخلد أشعاره في الوجدان الفني للمغاربة..
بعث إلي سعد بـ:
* «هذيان» وهي آخر زجلية كتبها المرحوم (خريف 2006).
* «ياحسرة على العباد..» (خريف 2006، في وصف حال انفراط عقد المنظومة الأخلاقية..).
* «غابو لحباب» (نظمها المرحوم سنة 1980.. وبعد تثقيفها ضمنها فيلم «دموع الندم» في مشهد وفاة والد بطل الفيلم.. ولحنها عبد القادر الراشدي ثم أداها محمد الحياني..).
* «انطفاء» (وهي زجلية كتبت عام 1968 ونشرت بمجلة «أنفاس»).
* «خيال..» (وهي من النصوص الأثيرة عند المرحوم حسن المفتي.. يقول سعد: كان (والدي) يقول لي: اقرأ لي «خيال».. ثم يظل بعد إتمام القراءة يتمتم بالمقطع الأخير.. وهو شارد..).
* «دارنا القديمة» (وقد كتب سعد في ذيل هذا النص: «.. وتحققت النبوءة.. وعاد حسن إلى تطوان، لينعم فيها بالراحة الأبدية..».
وقد هزتني هذه الزجلية وأحزنتني فآثرت كتابتها في هذا المقام:
«مَهْمَا الزَّمَانْ يَطْوِي عُمْرِي
أنَا عُمرِي
ما نَنْسَاكْ يَادَارْنا الْقْدِيمَهْ
اِسْمِي مَكْتُوبْ فْ جُدْرَانَكْ
رْنِينْ خَطَوَاتِي فْ مْرَاحَكْ..
وأَفْرَاحَكْ..
ساكْنَهْ فْ عْمَاقِي مَنْ دِيمَا
مَنْ شُبَّاكَكْ عْرفْتْ النُّورْ
وْغَنَّى لِي أَجْمَلْ عُصْفُورْ
أَحْلَى غُنْيَهْ
خَلَّانِي مَفْتُونْ بِالدُّنْيَا
كَنْشَوفْهَا زَهْرَهْ وتَبْسِيمَهْ
* * *
مْعَاكْ.. وْفِيكْ عِشْتْ حْيَاتِي..
ذِكْرَيَاتِي
وْشُفْتْ خْوَاتِي
زْهُورْ كَتَكْبَرْ.. وتْفَتَّحْ
وقْلُوبْ مَ الفَرْحَة كَتْجَنَّحْ،
وكَتَلْعَبْ.. وكَتَمْرَحْ
وَفْ حُضْنْ الوَالْدِينْ كَتَلْقَى
دِفْءْ الأَمَانْ..
طَعْمْ الحَنَانْ
والبَراءَه لِّلي فْ عَيْنِيهُمْ
كَتسْعَدْنَا،
وَتْزَوَّقْ دَارْنَا بِالبَهْجَهْ
وَتَزْرَعْ الحُبّْ فْ صَدْرِي
* * *
مَهْمَا الزَّمَانْ يَطْوِي عُمْرِي
أَنَا عُمْرِي
مَانَنْسَاكْ يَادَارْنَا الْقْدِيمَه
حَنِينِي لِيكْ كَيْفُوقْ الحَدْ
وَعِشْقِي لِيكْ ماعَنْدُو حَدْ
صَبَابَه.. وَجْدْ
وحُلُمِي فْ لِيلِي ونهَارِي
وبإصْراري.. واخْتيارِي
أنا راجع لَكْ ياحِّبي
يرتاح قلبِي
ينام فْ احضَانْ السَّكِينهْ
المَاضِي يَتْحَوَّلْ حَاضِر
وعِطْرُو الفَوَّاحْ يَروينَا
النَّغَمْ.. يَحيَا مَنْ تَاني
فْ عْرُوقي.. وفْ قلبي يَسْرِي
مَهْمَا الزَّمَانْ يَطْوِي عُمْرِي..
إلى روح «بيرم الصغير» الروح الطاهرة التي رجعت إلى ربها راضية مرضية تحية وسلام.. إلى المرحوم حسن المفتي في ذكرى رحيله الأولى.