sábado, febrero 09, 2013

الفكر الإسباني و مستقبل إسبانيا *أسامة الزكاري


 أسامة الزكاريجريدة الشمال 2000
                الفكر الإسباني      
و مستقبل إسبانيا

 
     
*أسامة الزكاري
    ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺣﺜﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻗﺪ ﺍﻧﺸﻐﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻭﺑﺎﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻓﻲ ﺧﺒﺎﻳﺎ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺣﻀﻮﺭ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ، ﺃﻭ «ﺍﻟﻤﻮﺭﻭ»، ﺑﻴﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ـ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ـﻟﻠﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ 15 ﻭ20 ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻳﻴﻦ. ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺗﺪﺍﻓﻊ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ ﻗﺪ ﻇﻠﺖ ﺗﺮﺧﻲ ﺑﻈﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ ﻣﺜﻘﻔﻲ ﻭﻣﻦ ﻣﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﻀﻔﺘﻴﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﻳﺒﻴﺮﻳﺔ، ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻌﻬﺎﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻣﺘﺠﺪﺩﺍ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻹﺳﻄﻮﻏﺮﺍﻓﻴﺎﺕ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺃﺿﺤﻰ ﺣﻀﻮﺭ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲﺗﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻟﻠﻤﻐﺮﺏ ﺃﻣﺮﺍ ﻣﺜﻴﺮﺍ ﻭﻣﺤﻮﺭﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺘﺠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ، ﻭﻣﻦ ﺗﺮﺳﺦ ﺭﺅﻯ ﺍﻧﻄﺒﺎﻋﻴﺔ ﻭﺗﻨﻤﻴﻄﻴﺔ ﺿﺎﻏﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﻴﻦ، ﻓﺎﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮ ﻓﻬﻢ ﻣﺮﺟﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻟﺪﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺃﻭﺫﺍﻙ، ﻭﻧﺤﻮ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺑﻨﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺇﺑﺪﺍﻻﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﺮﻳﺔ ﻭﺃﻧﺴﺎﻗﻬﺎ  ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ، ﻗﺪ ﻇﻞ ﺃﻣﺮﺍ ﻣﻜﺘﻨﻔﺎ ﺑﻄﺒﻘﺎﺕ ﺳﺤﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ ﻭﻣﻦ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻭﻣﻦ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ  ﺇﻻ  ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺟﻴﺞ ﺗﻨﺎﻓﺮ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻭﻋﻠﻰ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﺯﻡ،  ﻣﻊ ﺍﺳﺘﻔﺤﺎﻝ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺜﻐﻮﺭ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ
     ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻗﺪ ﻫﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺘﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﻛﻞ ﻃﺮﻑ ﻣﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ، ﻓﺎﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻗﺪ ﺃﺿﺤﺖ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﺴﺎﺭﺍ ﺁﺧﺮ، ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺍﻹﺳﺒﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ «ﺍﻟﺒﺪﻳﻠﺔ» ﻭﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﺮﺳﺦ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺠﺎﻭﺯﺓ ﻟﻬﻼﻣﻴﺔ ﺻﻮﺭﺓ «ﺍﻟﻤﻮﺭﻭ» ﺍﻟﻘﺎﺗﻤﺔ ﻭﻟﻮﺍﻗﻊ  «ﻫﻤﺠﻴﺔ»  ﻫﺬﺍ «ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﻘﻠﻖ». ﻭﻓﻲ  ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ، ﻋﺮﻓﺖ  ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ  ﺍﻧﻔﺘﺎﺣﺎ  ﺭﺻﻴﻨﺎ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺪﺩﺓ، ﺃﻭ ﻟﻨﻘﻞ ﻋﻠﻰ «ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺍﻷﺧﺮﻯ»، ﺑﺤﻤﻮﻻﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ  ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ ﻭﺑﺈﺑﺪﺍﻋﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ  ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ  ﻭﺑﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﺃﻭﺟﻪ ﻋﻄﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻭﻓﻲ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ، ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﻋﺪﺓ ﻧﺪﻭﺍﺕ ﺗﺄﻣﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺇﻧﺠﺎﺯ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﺗﻮﺍﺗﺮ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﺭﺓ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ ﺣﻤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﻣﺸﺎﻛﻠﻪ ﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ. ﻭﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ، ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ ﻣﺜﻘﻔﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻭﻣﻦ ﻣﻔﻜﺮﻳﻪ ﻭﻣﺆﺭﺧﻴﻪ ﻗﺪ ﺍﻧﻔﺘﺤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺻﻴﺪ ﺍﻟﻤﻈﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺼﻨﻔﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻔﻴﺔ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻴﻦ، ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﻋﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﺮﺻﻴﺪ ﺍﻟﻤﻨﺠﺰ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻭﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﻭﻓﻲ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻞ ﺍﻷﻧﺴﺎﻕ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻹﺳﺒﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺎﺗﻬﻢ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﺓ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ. ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺤﻰ، ﻋﺮﻑ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻧﺸﺎﻃﺎ ﻻﻓﺘﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ، ﻭﺑﻔﻀﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻣﻜﻦ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻠﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺍ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻻﻧﻜﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﺘﻮﺳﻴﻊ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﻋﺒﺮ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻟﺪﻯ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﻲ ﺍﻷﻣﺲ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻨﺰﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺿﺔ ﻭﺗﺤﺮﺭﺍ ﻣﻦ ﺿﻐﻂ ﺇﻛﺮﺍﻫﺎﺕ «ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ» ﻭﺛﻮﺍﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﺛﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻞ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ.
                ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻳﻨﺪﺭﺝ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻜﺘﺎﺏ «ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ»، ﻟﻤﺆﻟﻔﻪ ﺃﻧﺨﻴﻞ ﻏﺎﻧﻴﺒﻴﻂ، ﻭﺑﺘﺮﺟﻤﺔ ﻹﺩﺭﻳﺲ ﺍﻟﺠﺒﺮﻭﻧﻲ، ﻭﺫﻟﻚ ﺧﻼﻝ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ (2012)، ﻓﻲ ﻣﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ 201 ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ. ﻭﻟﻘﺪ ﻟﺨﺺ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺷﻬﺒﻮﻥ، ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻊ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺧﺘﺰﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺪﺭﺓ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻤﻀﺎﻣﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺑﺼﺎﺣﺒﻪ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻪ ﻓﻲ ﻇﺮﻓﻴﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺪﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ 19 ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻇﺮﻓﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ، ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻷﺑﻌﺎﺩ ﺗﻌﻘﺪ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﺑﺠﺎﺭﺗﻨﺎ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻧﺸﻐﺎﻟﻨﺎ ﺑﻄﺮﺡ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﻤﺆﻃﺮﺓ ﻵﻓﺎﻕ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻭﺍﻟﺮﺻﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﺒﻞ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﻓﻖ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﻗﻀﺎﻳﺎﻧﺎ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ. ﻭﻋﻤﻮﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﻭﻋﻲ ﻋﻤﻴﻖ ﺑﻤﻼﺑﺴﺎﺕ ﺍﻧﺘﻜﺎﺱ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻲ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﺑﺄﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ 19، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺭﺅﻯ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﻓﻜﺮ ﻭﺣﺪﻭﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻣﺎ ﺳﻤﺎﻩ ﻏﺎﻧﻴﺒﻴﻂ ﺑﺎﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻌﺒﺜﻲ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﻨﺰﻭﻋﺎﺕ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ. و ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﺍﺳﺘﻔﺎﺽ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻲ ﺗﺤﻠﻴﻞ  ﺍﻷﻧﺴﺎﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ/ ﻭﺗﻨﺘﻈﻢ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺛﻮﺍﺑﺖ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻨﺪﻳﺪ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺃﻭﺟﻪ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻴﺔ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺎﻟﻢ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ.
       ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺣﺐ ﺃﻧﺨﻴﻞ ﻏﺎﻧﻴﺒﻴﻂ ﻟﻮﻃﻨﻪ، ﺩﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﺭﺅﻯ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ، ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻔﺰ ﻳﻘﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﺗﻌﻴﺪ ﻣﺴﺎﺀﻟﺔ ﻳﻮﻃﻮﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﺘﻬﺎ ﺃﺳﺎﻃﻴﺮ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻣﻊ ﺻﺪﻭﺭ ﻭﺻﻴﺔ ﺇﻳﺴﺎﺑﻴﻼ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ، ﺛﻢ  ﻣﻊ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ  ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻭﺍﻻﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ  ﻋﻮﺍﻟﻢ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ، ﻓﻲ ﺃﻓﻖ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻲ  ﺍﻟﻤﻤﻴﺰ  ﻟﻠﻈﺎﻫﺮﺓ  ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻴﺔ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ. ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ، ﻓﺎﻟﻤﺆﻟﻒ ﻳﻌﺪ ﺑﺎﺣﺜﺎ ﻣﺘﻤﻴﺰﺍ، ﺗﺮﻙ ﺑﺼﻤﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺟﻴﻞ 1898 ﻡ ﺑﺈﺳﺒﺎﻧﻴﺎ، ﺑﻞ ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﻞ. ﻋﺎﺵ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﻳﺴﻜﻨﻪ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﺍﻛﺘﺂﺑﺎ ﺣﺎﺩﺍ ﻭﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﺎﻧﺘﺤﺎﺭﻩ ﻭﻋﻤﺮﻩ 33 ﺳﻨﺔ. ﻭﻛﺘﺎﺏ «ﺇﻳﺪﻳﺎﺭﻳﻮﻡ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﻮﻝ» (ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻲ) ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻫﻢ ﻋﻤﻞ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮ، ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ   ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻭﻣﺠﻤﻞ ﺗﺮﻛﻴﺒﻲ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻧﺤﻄﺎﻃﻬﺎ. ﺇﻥ ﺧﻄﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻳﺘﻮﺍﻓﻖ ﻓﻲ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻊ ﻓﻜﺮ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﻴﻐﻴﻞ ﺩﻱ ﺃﻭﻧﺎﻣﻮﻧﻮ ﺣﻮﻝ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ.. ﺣﻮﻝ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﻭﺗﻄﻠﻌﺎﺕ ﻧﺨﺒﻪ.. ﺣﻮﻝ ﺍﻧﺘﻜﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ  ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻲ ﻭﺁﻓﺎﻕ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺮﺻﻴﺺ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﻇﻤﺔ ﻟﻠﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ. ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ، ﻧﺬﻛﺮ «ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ» ﻭ«ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻓﻴﻼﻧﺪﻳﺔ» ﻭ«ﻣﺄﺳﺎﺓ ﺻﻮﻓﻴﺔ «   ...
   ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻛﺘﺎﺏ «ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻲ» ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﻛﺒﺮﻯ، ﺧﺼﺺ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﺃﻭﻻﻫﺎ ﻟﻌﺮﺽ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ  ﺍﻷﺭﺽ ﺗﺤﺖ ﺍﺳﻢ «ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ «.  ﻭﺍﻧﺘﻘﻞ  ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﺮﺻﺪ ﺁﻓﺎﻕ  ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ  ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﻫﺰﺍﺋﻤﻬﺎ ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻋﻘﺐ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﻛﻮﺑﺎ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺮﺻﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺴﺎﺏ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﺮﺍﺳﻼﺕ ﻣﺘﺮﺍﺗﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻭﺭﻓﻴﻘﻪ ﻣﻴﻐﻴﻞ ﺩﻱ ﺃﻭﻧﺎﻣﻮﻧﻮ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻓﻘﺪ ﺍﺣﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺤﻖ ﺧﺎﺹ ﺑﺎﻷﻋﻼﻡ ﻭﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺟﺘﺎﺣﺖ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﺑﻄﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻈﺮﺓ ﻏﺎﻧﻴﺒﻴﻂ ﻓﺎﺣﺼﺔ ﻭﻣﺪﻗﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ، ﻣﺘﺠﺎﻭﺯﺓ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﺴﺮﺩ ﺍﻟﺤﺪﺛﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﺮ، ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻘﺪﻡ ﻣﺘﻨﺎ ﺷﻴﻘﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻌﻜﺲ ﻗﻠﻖ ﻧﺨﺐ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﺗﺠﺎﻩ ﻧﻔﺎﻋﻞ ﺃﺯﻣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺈﻓﻼﺱ ﻣﺸﺎﺭﻳﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﻴﺔ ﻭﺑﺈﺟﻬﺎﺽ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻟﻮﺣﺪﻭﻱ ﻷﻗﺎﻟﻴﻤﻬﺎ ﻭﻟﺠﻬﺎﺗﻬﺎ ﻭﺑﻐﻴﺎﺏ ﺭﺅﻯ ﻫﻮﻳﺎﺗﻴﺔ ﺗﺄﺻﻴﻠﻴﺔ ﻭﺑﺎﺿﻄﺮﺍﺏ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻤﻞ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﻭﺩﺍﺧﻞ ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ.
        ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻛﺘﺎﺏ «ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻲ» ﺗﺘﻴﺢ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻟﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻘﻠﻖ ﻧﺨﺐ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺃﻭﻻ، ﻭﺗﺠﺎﻩ ﻣﻐﺎﻣﺮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﺛﺎﻧﻴﺎ، ﺛﻢ ﺗﺠﺎﻩ ﺃﺣﻼﻣﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻃﻮﺑﻴﺔ ﺛﺎﻟﺜﺎ. ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ  ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ، ﻳﻤﻜﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻻﺳﺘﻜﻨﺎﻩ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﻧﺨﺐ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ 19 ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ 20 ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺫﻟﻚ ﺑﺘﻤﻈﻬﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ، ﻭﻓﻲ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻓﻲ ﺇﻓﺮﺍﺯﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺃﺛﺮﺕ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻉ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﺈﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ  .ﺇﻧﻬﺎ ﺭﺅﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ، ﺗﺴﺎﺀﻝ ﺍﻟﻤﺴﻜﻮﺕ ﻋﻨﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻲ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻲ، ﻭﺗﻜﺘﺴﺐ ﻛﻞ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺍﺭﺗﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺨﺮﺕ / ﻭﺗﻨﺨﺮ ﺟﺴﺪ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ. ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ، ﺗﻜﻤﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺠﺰﻩ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺍﻟﺠﺒﺮﻭﻧﻲ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺮﻳﺒﻪ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ، ﻓﻔﻲ ﺫﻟﻚ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﻟﺮﺅﻯ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭﺗﺠﺎﻩ ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ، ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻓﻚ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﻐﻠﻘﺎﺕ ﻃﻼﺳﻢ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺍﻟﻤﺰﻣﻦ ﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻣﻊ ﺟﻴﺮﺍﻧﻬﺎ، ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ. ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺿﻔﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﺩﻗﺔ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻭﺇﺧﻼﺻﻬﺎ ﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﺘﻦ ﻭﺍﻧﻔﺘﺎﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﻭﺍﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﺓ ﻟﻠﺴﻴﺎﻗﺎﺕ، ﺃﻣﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻟﻤﺠﺎﻝ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ، ﻭﺧﻄﻮﺓ ﺗﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺮﺭ ﻣﻐﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﺛﻮﺍﺑﺖ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﻄﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻐﺎﺯﻳﺔ، ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻤﻨﻐﻠﻘﺔ، ﺃﻱ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻤﺘﺂﻣﺮﺓ، ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ.