viernes, febrero 22, 2013

المؤرخة مدارياغا:إسبانيا احتلت شمال المغرب بضغط إنجليزي ولوقف هيمنة فرنسا، واستعادة الهيبة بعد 98


Image المؤرخة الإسبانية ماريا روسا مدارياغا وفي يدها نسخة من كتابها "المغرب هذا المجهول، تاريخ مختصر للحماية الإسبانية"


ألف بوست - أغنى صدور كتاب :" المغرب هذا المجهول، تاريخ مختصر للحماية الإسبانية" للمؤرخة الإسبانية ماريا روسا مدارياغا، الجهود الأكاديمية والتأريخية المنكبة على مقاربة العلاقات المغربية الإسبانية خصوصا في مرحلة الاستعمار الإسباني لشمال المغرب من جهة، ومن جهة ثانية عزز رصيدَ هذه الباحثة، التي راكمت اطلاعا واسعا بالوثائق التاريخية التي تتناول المغرب وإسبانيا، من تآليفها التاريخية التي تتناول تاريخ شمال المغرب في علاقته بالحماية ا لإسبانية. وبينما عمدت الباحثة إلى تفكيك تجربة الحماية الإسبانية في شمال المغرب برؤية نقدية تاريخية، فإنها سعت أيضا إلى بلورة خطاب يحث على إعادة تأمل وتمثل الجار الحنوبي لإسبانيا وفق رؤية متحررة و جديدة تقود إلى معرفة حقيقية بهذا الآخر الذي وصفته في عنوان كتابها "بذاك المجهول" من جاره الشمالي.
ويعالج الكتاب وهو الثالث للمؤرخة الإسبانية مدراياغا الذي يتناول تاريخ الحماية الإسبانية لشمال المغرب، بعد كتابيها:" حروب المغرب " (2005) و " عبد الكريم الخطابي : المقاومة من اجل الاستقلال" (2009) ، العلاقات المغربية الإسبانية، خاصة على عهد الحماية الإسبانية، وبالضبط في المرحلة الممتدة من" الجمهورية الإسبانية الثانية إلى الحرب الاهلية الإسبانية "وتستقر معالجتها التاريخية  أساسا عند  "الحقبة الفرانكوية الممتدة من العام 1936 إلى العام 1956 "،مبرزة أن نصف تاريخ الحماية الإسبانية بالمغرب ويزيد قليلا كانت على عهد فرانكو".
وأكدت المؤرخة مدارياغاأثناء تقديم كتابها في لقاء بمدريد، ان "احتلال شمال المغرب من قبل إسبانيا تحكمت فيه اعتبارات ذاتية تتعلق بعقيدة بعض عناصرالجيش الإسباني، وضغوط دولية وإقليمية خصوصا من قوى استعمارية دولية في تلك اللحظة". وفي هذا السياق تحدثت الباحثة الإسبانية عن أن القيادة العسكرية الإسبانية لم تكن تتوفر على رأي واحد بخصوص الحماية الإسبانية بشمال المغرب ، وانه في القرن 19 ومع الانقلابات العسكرية أصبح الجيش في النهاية حاسما  في رسم مسار حياة الإسبان. وتطرقت مدارياغا إلى من يُسمون ب " الجنود الإفريقيين" الذين ورثوا عقيدة التدخل العسكري، والتي استغلتها طبقة واسعة منهم" كما تؤكد الباحثة "من أجل الاغتناء والارتقاء في سلم السلطة العسكرية". ولمحت في هذا السياق إلى أن إدارة الحماية الإسبانية أنذاك بشمال المغرب "كانت عشا للفساد ولاطماع تجارية ملوثة، وان تلك الإدراة كان يستفيد منها قلة".
ورأت المؤرخة  أن  تدخل إسبانيا في شمال المغرب "تم  فقط لأنه في تلك الفترة حتى تكون دولة ما  ذات شأن يتعين عليها ان تكون لها مستعمرات"، مبرزة أيضا أن الجيش الإسباني مارس ضغطا كبيرا للانتقام واستعادة الهيبة خصوصا بعد النكسة التي لحقت القوة الاستعمارية لإسبانيا بكوبا في العام  1898.
وتضيف ماريا روسا مادارياغا موضحة أن إسبانيا خلال تلك الحقبة "كانت قوة من الدرجة الثانية" ولذلك "عمدت إلى احتلال شمال المغرب مدفوعة من انجلترا للحيلولة دون استفراد  فرنسا بالمغرب".
وبخصوص الحقبة الجمهورية أشارت مؤلفة الكتاب إلى أنه :" في تلك الحقبة كان يُتطلع إلى القطع  مع التعاطي العسكري مع منطقة الحماية شمال المغرب والانتهاء منه وتحويل الإدارة العسكرية القائمة إلى إدارة مدنية " ،إلا أنها، تضيف " اصطدمت بقلة الموارد المالية بسب الأزمة التي كانت تعرفها البلاد أنذاك وقصر الوقت" حيث لم تستمر الجمهورية إلا فترة قصيرة  قبل ان ينقلب عليها العسكر .
وفي سياق بلورتها لخطاب نقدي مواز داخل كتابها  يدعو لتجاوز النظرة التقليدية للآخرة  المغربي بغرض فهمه على نحو صحيح، شددت مدارياغا على أن ثمة جهلا واسعا بالمغرب يتحكم في الصورة السائدة للإسبان عن الجار الجنوبي" وأبرزت في المقابل أن تلك الصور" سرعان ما تتلاشى بمجرد امتلاك معرفة حقيقية بالمغرب والمغاربة".
وكانت المؤرخة الإسبانية على هامش تقديهما لكتابها بمدريد تطرقت إلى ملف الصحراء المغربية، باعتباره واحدا من الملفات المرتبط أيضا بتاريخ الوجود الاستعماري الإسباني بالمغرب، والتي ربطت إشكال فهم هذا الملف بفهم تاريخ المغرب،  قد أكدت على أنها "تدعم تمكين الصحراويين من حكم  ذاتي موسع في المغرب".
وبالعودة إلى كتاب :" المغرب هذا المجهول، تاريخ مختصرللحماية الإسبانية" التي نشرته دار"ألينثا إديتوريال ، فإنه يوفر مادة تاريخية وتحليلة مهمة للعلاقات المغربية الإسبانية لحقبة من تاريخ المغرب وخصوصا على عهد الحماية الإسبانية،  لكنه على خلاف ما يشير إليه عنوان الكتاب، حيث يوحي بسعي لكشف معطيات أخرى عن واقع المغرب باعتباره ذلك المجهول، إلا أن الكاتبة  ماريا روسا مدارياغا ظلت أسيرة ملاحقة ومعالجة الوجود الإسباني في شمال المغرب نمركزة على الإسبان، من دون التطرق  بعمق أكبر للحياة العامة للمغرب خلال فترة دراستها. ويبقى التحدي النقدي الذي يواجهه الكتاب هو ما إذا كان متنه يوفر مادة شافية وكافية لسد وإشباع ما وصفته هي بجهل الإسبان للمغرب
 .