lunes, febrero 11, 2013

عاشت الأندلس .. ع.اللطيف شهبون



عاشت الأندلس ..
                                               ع.اللطيف شهبون

نظم مركز الذاكرة  المشتركة والمستقبل لقاء دوليا بغرناطة يومي 23 و 24 يونيه الجاري حول " الخطاب الإعلامي وسبل إعادة بناء الذاكرة المشتركة : نموذج الذاكرة المغربية الإسبانية " .
اشتغل المشاركون على خمسة محاور :
ـ الذاكرة وسؤال تعدد الثقافات.
ـ الذاكرة السياسية والخطاب الإعلامي.
ـ الصحافة والتصورات الاجتماعية كيف يمكن للخطاب الصحفي أن يساهم في تقديم الآخر ؟ " الإسبان في المغرب والمغاربة في إسبانيا .. تصورات متقاطعة "
ـ الصورة والكلمة: أهمية ودور الصحفي في تيسير التواصل بين مختلف الثقافات ودوره في إشاعة قيم حقوق الإنسان .
ـ حدود الموضوعية في العمل الصحفي .
كان اللقاء غنيا .. والمشاركة وازنة بتمثيلياتها العلمية والإعلامية والحقوقية .
في فضاء ساحر هو " المؤسسة الأوروبية العربية " ، شاركت ضمن فعاليات هذا اللقاء مع صديقي الباحث الخبير إدريس الجبروني بالمناقشة والتعليق على شريط وثائقي أعده الصحفي حسين المجدوبي بعنوان : " أسطورة غرناطة " .. وبحضور عزيزنا مصطفى أقلعي ناصر مخرج الشريط 
الشريط أطروحة متكاملة من حيث مادتها التاريخية المنطلقة من واقعة سقوط حتمي مروع للوجود الإسلامي عام 1492م حتى وقتنا الراهن ذي الحمولة العولمية الشرسة .. ومن حيث رسالته الداعية إلى الاستعمار من دروس التاريخ لبناء مستقبل مشترك أساسه تطبيع العلاقة بين الجارين وإحلال قيم التسامح .. واستعادة اللحظات المشرقة من الماضي لاتخاذها نبراسا لتصحيح الأخطاء.. وتنبيها لذوي القرار السياسي لترسيخ الثقة وتعزيز التفاهم و " مقاومة الجهل بالآخر " و " فتح حوار بناء " وتحمل مسؤولية الصفح .. لأن إعمال ثقافة " النار " تفضي بنا إن نبقى عميانا ـ نحن الجارين المحكوم علينا بالتعايش في ظل الاحترام المتبادل ـ
شريط الأستاذ حسين المجدوبي مادة جيدة للاستعمار ... وترك لدي الجميع انطباعا حسنا وشعورا بالرضى واقتناعا بجدوى تعميم الفائدة منه عبر وسائط إعلامية ومؤسسات جامعية وحقوقية .
غرناطة حاضنة الثقافات .. موضوع استلهام لعبقريات كونية .. طرد الآلاف من أبنائها على يد الملك فليبي الثالث ( ما يزيد عن نصف مليون حسب مصادر تاريخية ) .. إلى العدوة الأخرى حيث استقر بهم المقام في شفشاون وتطوان .
في غرناطة ينظم سنويا ( في الثاني من شهر ماي ) موكب ذي طابع حربي رامز إلى زمن الطرد ينطلق من الكاتدرائية اليت يرقد فيها جثمان الملكين فرناندو وإسابيل نحو قصر البلدية حيث يستمع الغرناطيون إلى خطاب يقول :
" لنستمر أوفياء لرسالة إسابيل وفرناندو ، عاشت إسبانيا .. عاش الملك .. عاشت الأندلس ."
نعم .. عاشت الأندلس فضاء للتسامح والتعدد الثقافي والإثني والديني .. ولتسقط الأندلس فضاء للإثم والعدوان والعنصرية والتعصب الديني والدفاع عن الهوية المنغلقة..