martes, julio 29, 2008

لكل طنجته..! عبداللطيف شهبون

لكل طنجته..!

1

عبد اللطيف شهبون
عبد اللطيف شهبون

ـ في شهادة خوان غويتيسولو عن المرحوم محمد شكري قدمها يوم الخميس الماضي بفندق المنزه بطنجة قال
ـ إن من حقائق الواقع القرائي في المغرب أن الذين لهم رغبة في القراءة تعوزهم الإمكانيات.. والذين تتوفر لديهم الإمكانيات لا يقرأون..!
ـ الترجمة التي وضعت لـ«الخبز الحافي» «EL PAN DESUNDO»، ليست مناسبة، إذ الصواب أن يترجم العنوان بـ EL PAN A SECAS (وهذه ملاحظة دقيقة كان صديقي الأستاذ إدريس الجبروني قد انتبه إليها وقت ظهور الترجمة الإسبانية).
ـ سيرة المرحوم محمد شكري تأريخ لحياة الفقراء في منطقة الريف التي شهدت حربا ضد محمد بن عبد الكريم الخطابي..وتمت تعبئة مواطني المنطقة لاحقا في حرب لا تهمهم، هي الحرب الأهلية الإسبانية..! أنتجت فظاعات..
ـ التهمة التي وجهت لمحمد شكري.. أن كتاباته تقدم صورة مشوهة عن طنجة هي التهمة ذاتها التي وجهت لخوان غويتيسولو في الستينات من طرف وزارة «الإعلام.. والسياحة» عندما كتب عن منطقة ألمرية فاعتبر ذلك تشويها لصورة إسبانيا الساعية وقتئذ لترويج بضاعتها..!
ـ موقع شكري في الثقافة العربية: «موقع في مكان ليس هو المكان..!»
ـ شكري كاتب أصيل حطم طابوهات ببلاغة واقعية.

ـ اللغة الفصحى لغة جميلة للقراءة والكتابة.. أعشقها لكن لا أحد يتكلم بها!؟
2 ـ وفي شهادة الطاهر بن جلون قال:
ـ إن نجاح شكري ليس مصطنعا بل هو نجاح طبيعي بالنسبة لكاتب طرح قضايا موجودة وليست مستحدثة.. وبلغة في متناول الجميع.
ـ عاش محمد شكري حزينا.. جريح الكيان.. يعاني طفولة شقية.. محروما من حنان الأم والمرأة.. مرّ بأشياء مروعة ورهيبة.. لكن الأدب انتفع أيما انتفاع بقوة كتاباته وإصراره على التشبث بالحياة..
3 ـ أما شهادة الشاعر المهدي أخريف، فقد لامست قضايا أساسية مجلية لروح الصنعة الكتابية عند شكري منها:
ـ أن محمد شكري كان له وعي كبير بحدوده وإمكانياته ككاتب وهو ما ساعده على معرفة الطريق الذي سار فيه؛ في الستينات كتب قصصا قصيرة اعتبرها تمارين.. أما كتابه الخبز الحافي فتتويج لهذه التمارين.. ومن هنا كان حرصه على التحرك داخل حدود مضمونة النتائج..
ـ كان شكري يكتب بتأن، يبذل مجهودا هائلا.. يتألم.. يتعذب عذابا حقيقيا وهو يسعى إلى تجويد قدراته الكتابية والتخييلية.. والنتيجة هي أننا عندما نقرأ أعماله: الخبز الحافي، زمن الأخطاء، السوق الداخلي وغيرها نحس باختلاف كل عمل عن الآخر..
ـ أثارت كتابات شكري ردود فعل متضاربة فالشباب والكتاب الطليعيون والحداثيون رحبوا بها.. وكثيرون رفضوها.. حاربوها ودعوا إلى منعها..
ـ أعمال شكري شاهدة على طنجة ولكل طنجته.. لكل طنجته.. لكل طنجته..!