jueves, julio 31, 2008

لماذا السفر بعيدا..؟! عمود عبد اللطيف شهبون

لماذا السفر بعيدا..؟!

عبد اللطيف شهبون
عبد اللطيف شهبون

في يوم الخميس 26 غشت 1993 استضاف نادي 21 بطنجة «عميد» و«شيخ الزجالين» الشاعر حسن المفتي الموسومة أشعاره ببلاغة شعبية تطرب الجمادات.. وتحرك النفوس الجامدات..!
في أمسية ذلك اليوم الجميل أصغينا إلى إنشادات حسن المفتي من دفتره المنسي المعنون لاحقا بـ«التّلْتْ الخالي» من منشورات وكالة شراع لخدمات الإعلام والاتصال..
كان السماع أحبولة اقتنصت أرواحنا.. وأرقصت أشباحنا.. (والناس في هذا مختلفون، قد علم كل أناس مشربهم).
كانت أمسيتنا رائقة «من أماسي الأندلس المحفورة في وجداننا..لَألاَءةً بأشطار الشُّشْتُري وخرجات ابن قزمان» كما وصفها الشاعر أحمد الطريبق وقتئذ..
أنشد حسن رائعته موال عشق لبلدي:
«بشفار عيني كتبت سميتك
ف عيون لولاد
ف حجار لواد
ف نخلة طويلة كتسبح..
لرب لعباد
ف جناح الطير للي مسافر لألف بلاد..»
وأنشد:
مكتوب علي كل عذاب اكبر مني
من هذي سنين كيمحني
من يوم مانبتت ف لساني
كلمة حره..
وأنشد:
أنا مازل كنستنّاكْ..
وخَّا بْطِيتِي عليّ بزّافْ
فَ وتَاد الحب قبلي مشدود
وأنشد:
أنا والغربة ومكتابي
عايش جوّالْ
وأنشد:
حجبوك لعدا ياولفي
حجبوك لعدا
ونار الشوق ياولفي
مابغات تهدا..
وأنشد:
يا المشوق لاهل المحبه
أهل المحبة ف عذاب..
تغنى حسن بمعان إنسانية غير منحصرة في العرَضي.. وجال بنا في تجربته وتفاعله مع الحدث الاجتماعي العام..
على هامش جلسة الإنشاد حكى لي حسن عن تجربته الشعرية التي كانت بدايتها في مصر.. واستوقفنا الكلام على حدود «دور الرقيب» في منح التأشيرة لهذا النص أو منعه.. ومن طريف مارواه لي أن «رقيبا» وضع خطا أحمر تحت جملة وردت في نص كلمة معدة للغناء، تقول الجملة: ونسافر بعيد. وضع الرقيب خطا أحمر تحت هذا الجملة وكتب في هامش الصفحة: لماذا السفر بعيدا؟!
في تلك الأمسية الخالدة كان من بين الحاضرين: الطيب الدليرو، أحمد بوكماخ، مصطفى بن عثمان، الحاج محمد العربي الخنوس.. وجميعهم قد توفاهم الله.. جميعهم قد سافروا بعيدا.. في غفلة الرقيب.. أما نحن ففي انتظار
.