miércoles, agosto 13, 2008

عبد اللطيف شهبون.. سكن الليل

سكن الليل..

عبد اللطيف شهبون
عبد اللطيف شهبون

.. في سمر قاهري تحولت فيه قلوبنا ساحات لطيور أشواق تعبر سماوات الخيال والمحال.. سمر قاهري ارتشفت فيه نفوسنا رحيق ماأحييناه وأنعشناه من محفوظ ذاكرتنا من عيون الشعر الإنساني.. تلامست رؤانا، واستوت في الاختيار دون أن يعلم أحد منا مافي زوّادة الآخر..
أنشدنا ناجي مرزوق (مثقف تونسي، صاحب دار نشر وفاعل حقوقي..) في برهة مختاراته الرومانسية الفرنسية حتى خلناه ضاربا موعدا للقاء فجر أوغروب..!
قلت للسيد علي كمال الدين الشاعر والمناضل الحقوقي البحريني ـ بعدما أنهيت إنشاد قصائد شعرية «إني هنا».. «كل أغنية».. «ثلاث غيمات رمادية».. «سنعلق برتقالات في كل غيمة».. «أحبك».. «أين يوجد الطفل الذي كنته».. «هذا هو الحب».. لشعراء إسبان ولاتينوأمريكيين: عندما تراودني رغبة الإنشاد أجدني رائيا وجها كان مرآتي..وجها مازلت أجدد السؤال عنه في كل درب أو باب، وأنا أسمع همس ذرّاته وأناته.. أوكلما تمثّلْتُ نفسي في قصائد غيري.. وعندما أكملت حصتي من الإنشاد ونحن جلوس بالغرفة 905 بفندق الجزيرة شيراتون في الأسبوع الأخير من أكتوبرسنة 2002.قبل أن تبدأ محنتي الصحية الأولىمع قلبي.. ولما جاء دور السيد علي كمال الدين قال لنا: أنصتوا إلى هذه القصيدة الرائعة التي كتبتها شاعرة بحرينية لزوجها المعتقل:
تِوصّيني.. تِوصّيني..
على ياذمّة تِوصيني؟
حياتي انْتَ ونبضْ يسري بشْراييني
ولو أنّكْ مُو دَمَعْ
ماضمّتكْ عِيني
ولو انّك مُوكَحَلْ
ماشالتكْ عيني
ايلُوموني،
واحسّكْ تكبرْ بروحي
وايلُوموني
وانهْ بْلَا شُوفْتك شِي ينفعنْ عيُوني؟
ياشوقي..
وفرحتي..
ودنياي..
ولُوني
وعذابي..
ولوعتي..
وشكواي..
واظنوني
توصّيني يا واهِسْ تضحكْ الدنيا على اشْفَافَكْ
يابُوشعرالّليل يلعب على اچتافك
احس روحي تأمّنْ بيكْ وتخافكْ
واحس لغز شنْهُو انْتَ وشْنُو أوصافك؟
ولاغيرك نبعْ بالشوق يرويني..
أنهينا الإنشاد ونحن على وفاق أن الإعجاز في الشعر الفصيح والعامي هو قدرة على التأليف بين الموهبة والإلهام والانجاز في ثوب يستخدم الملفوظ الاستعاري كآلية يكتشف بها الشاعرما يبدع ويخترع مايجد.. في القاهرة: سكن ليلنا.. وفي ثوب سكونه.. اختبأت أحلامنا