sábado, octubre 15, 2011

مقامات عربية.. عبد اللطيف شهبون ء..

مقامات عربية..


عبد اللطيف شهبون


ليس من باب الصدفة أن يتزامن مأزق المديونية الأمريكية.. وحلقات الاستدانة الأوربية الشبيهة بثقوب سوداء تبتلع كل شيء.. وتستنفر اجتماعات واتصالات لتدارس تداعيات هذا الانكماش الاقتصادي العارم.. مع هذا الحراك العربي الحاصل والمستمر؟
لا أربط ميكانيكيا بين واقعين وسياقين متباينين.. لكني لا أقدر نفي علاقة متحكمة منظورة بينهما مادامت هناك دول تلعب بالجغرافيا.. ودول يلعب بها التاريخ!؟
من كان يتصور أن تنتهي أزمنة «أبطال» و«زعماء» بهذه الوتيرة الجامعة؟
من كان يتصور تحول الرئيس المخلوع بنعلي إلى FUGITIVO.. وأن يقرأ الناس جملة كتبت بحروف بارزة وبالعامية التونسية في قلب العاصمة: «ماأحلى تونسْ بدون بنعلي وأربعين سُرّاقْ..!»


من كان يتصور أن شعب مصر سيضع حدا لتلك الحاجة الأبدية إلى الطاغية.. ويفند الإدعاء القائل: إن مصر لا تنتج سوى الفراعنة!؟


من كان يتصور أن يتحول العقيد القذافي الذي قاد انقلابا عسكريا على النظام الملكي في ليبيا إلى شبح يحث كتابئه بتلعثم على الزحف للقضاء على مواطنيه الذين أسماهم جرذانا؟
من كان يتصور الرئيس اليمني المتفحم الذي «فاته الكتار» سيتحول إلى مجنون الحكم.. ضدا على الجميع؟


! تلك نماذج عاشت وعاثت.. وهي في حضن موت محقق كلينيكيا وسريريا..
يقترح الكاتب الإسباني خوان غويتيسولو في مقالة بجريدة El Pais.. تحويل وقائع هؤلاء إلى مادة أدبية لكتابة سيرها الذهنية بواسطة كتاب شباب يمتلكون مخزونا إبداعيا.. يساعدهم على استبطان مايفكر فيه الآن بنعلي وزوجتُه ليلى ومبارك وزوجتُه سوزان والقذافي وعشيرته الأقربون..

إن هذا الموضوع الطريف يحتاج إلى مهارات فنية مازجة بين حوار داخلي (يقيمه كل طاغية مع نفسه) وبين أزمنة وفضاءات وأنماط صور مجد غابر.. وعدوان حاضر.
تلك دعوة غويتيسولو.. وهي ملقاة على عاتق المبدعين الروائيين والمسرحيين والسينمائيين