domingo, abril 18, 2010

خلفيات صحافة إسبانيا بالشمال.. عبد اللطيف شهبون

خلفيات صحافة إسبانيا بالشمال..

عبد اللطيف شهبون

أهدى إلي الصديق الأعز الدكتور محمد النشناش كتاب Vicente Fernando de la Hoz الموسوم بـ«مذكرات لتاريخ الطباعة في شمال المغرب» «Apuntes para la historia de la imprenta en el norte de Marruecos»، وهو من منشورات معهد الجنرال فرانكو للبحث الإسباني ـ العربي سنة 1949، يحتوي على مقدمة كتبها طوماس غرثيا فيغراس، تحدث فيها عن الاهتمام الذي يوقظه موضوع الصحافة في المغرب.. خاصة في منطقة الحماية الإسبانية، اعتبارا لكون الصحف الأولى التي ظهرت بالمغرب هي الصحف الإسبانية.. وإسبانيا بالتالي صاحبة سبق وريادة في هذا المجال.. وفي مجالات أخرى، فهي التي استجلبت إلى المغرب هذه الرافعة القوية لثقافة الشعوب.. ثم تتالت بعد ذلك مجهودات نظيرة كانت على صلة بسبتة وطنجة مع مجموعة من الأجانب.. بذلوا بدورهم جهودا مضنية لخلق هياكل الثقافة بشمال المغرب..


وإِذْ يعتبر فيغراس ظهور جريدتيْ «صدى تطوان» و«مخبر تطوان» سنة 1860 مصدر فخر لإسبانيا.. يؤكد أن الصحف الإسبانية والأجنبية ظلت على مدى زمنيّ يناهز القرن سجلا حافلا لمظاهر الحياة المغربية في عمق وحقيقة نبضاتها..
وبعد وقوفه على المحاولات الأولى للتأريخ للصحافة في منطقة الحماية الإسبانية، ومحاولة لَمِّ موادها منذ سنة 1940، يحيل على عملين جيدين، الأول لـ Guillermo Rittwaen الذي عرف بشغفه في جمع المادة الصحفية دون اكتراثه بالتنظيم والمرجعيات البيبليوغرافية حول إفريقيا.. والثاني (Rafael de Roda) وهو صحفي عاش حياته كاملة بالمغرب خلال فترة الحماية.. ثم يضيف فيغراس إلى الإسمين السالفين Cayetano G.Nouvelles وهو صاحب دراية تامة بسبتة وRicardo Ruiz Orssati الذي يعده قيمة بارزة، وصاحب يد طُولَى على أسرار طنجة والمنطقة الشمالية، عليما بكل البيانات المعطيات ذات الصلة بالمنشورات الإسبانية والأجنبية.. ورغم كل ذلك يُقَيِّمُ فيغراس الأعمال المذكورة بعدم التمام، بل يعمم الحكم نفسه على المختارات الموجودة بقسم جرائد وصحف الحماية..
إلا أن بداية عام 1948 شهدت أولى المحاولات في تنظيم المواد الصحفية بهدف تسجيل أول علامة في خارطة طريق بَحْثًّي يتطلب قطع مسافات ومراحل مضنية.. وأما عمل Vicente Ferrando de la Hoz (كان موظفا بهيئة الوثائق والمكتبات إلى جانب إشرافه على قسم جرائد وصحف الحماية) فمتسم عنده بالذكاء والتمام والاعتناء بالمجمل والمفصل والإتقان والوعد بثمار طيبة.
ينبني هذا الكتاب الهام على قسمين، الأول يخصصه للطباعة في شمال المغرب والثاني، يشمل عرضا مفصلا من سبعة أبواب: فهرس ألفبائي للمطابع ومنشوراتها حسب الترتيب الكرونولوجي.. ومطابع شمال إفريقيا حسب الترتيب الكرونولوجي.. (1860 ـ 1948).. وفهرس جغرافي/ كرونولوجي لمطابع شمال المغرب.. والمطابع الإسبانية التي كانت تملك نماذج خطوط عربية وهي المطبعة الإفريقية بسبتة (1917 ـ 1930) مطبعة كريماديس بتطوان (1946 ـ 1948) مطبعة غرثيا وكونستيو (1883 ـ 1884)، وهذه أول مطبعة إسبانية طبعت بالعربية ملحق جريدة صدى تطوان El eco de Tetuán.. والمطبعة الإسبانية العربية (للبعثة الكاثوليكية بطنجة) (1911 ـ 1948).. ومطبعة المخزن بتطوان (1943 ـ 1948).. ومطبعة تلغراف الريف. بمليلية (1902 ـ 1947).. والمطابع العسكرية وتضم إحدى عشرة مطبعة تغطي سنوات 1860 ـ 1948 مع انقطاعات متفاوتة.. وهذه المطابع كانت موزعة على مدن سبتة وتطوان ومليلية.


كتاب «مذكرات لتاريخ الطباعة في شمال المغرب» يحتاج إلى وقْفات لإبراز الخلفيات الكولونيالية.. وهو مانأمل أن نقوم به في مستقبل الأيام بحول الله.