sábado, marzo 14, 2009

قصد الاطلاع..باريس: عبد اللطيف شهبون

قصد الاطلاع..

باريس: عبد اللطيف شهبون

" إلى الصديق إدريس الجبروني ذكرى نقاشاتنا

عن الصهيونية الثقافية..."

1- ليس من الصدفة أن يتزامن تاريخ تنظيم صالون الكتاب بباريس في دورته الثامنة والعشرين محتفيا بإسرائيل "ضيف شرف" مع الذكرى الستين لتحقيق الحلم الصهيوني الذي أعلن عنه دفيد بنغريون سنة 1948.

إن الصهيونية الثقافية تضبط مواقيتها التاريخية الموجهة وميكانيزمات اشتغالها.. وهذه الفكرة هي فكرة صديقنا الكاتب والمترجم والشاعر إدريس الجبروني إذ منذ العقد السابع من القرن الماضي وهو منبر لفضح تداعيات الصهيونية الثقافية سواء اتخذت شكل مشاريع ثقافية : "الضفاف الثلاث"، أو موائد لاختراق الذهنيات البسيطة أو المتكلسة أو أدباء الكدية المعاصرة في هذه الضفة أو تلك..

2- في أجواء توتر شديد، واحترازات أمنية غير مسبوقة افتتح شيمون بيرز رئيس الحكومة الإسرائيلية يوم 13 مارس 2008 مرفوقا بكريستين ألبانيل وزيرة الثقافة الفرنسية الدورة الثامنة لصالون الكتاب الذي ينظمه المركز الوطني للكتاب (مؤسسة عمومية يرأسها مدير الكتاب والقراءة بوزارة الثقافة والاتصال).

3- قرر منظمو صالون الكتاب بباريس:

- "... الاحتفاء بالأدب الإسرائيلي بتوجيه الدعوة إلى تسعة وثلاثين كاتبا يمثلون حساسيات وأجيالا ويحملون تنوعا وغنى..".

- توجيه زوار الصالون إلى ".. اكتشاف وإعادة اكتشاف أدب ما زال مجهولا..".

وعندما قررت مؤسسات معنية وثقافية وسياسية مقاطعة دورة صالون الكتاب الحالية لاحتفائها بدولة محتلة، وترتكب يوميا جرائم ضد الشعب الفلسطيني، قال "سرج إيرول" رئيس صالون الكتاب: ".. الهدف هو استضافة الأدب الإسرائيلي وليس دولة إسرائيل..".

وفي الوقت الذي اعتبر فيه شريف مجدلاني أن مقاطعة صالون الكتاب تسمح لإسرائيل بأن تتغذى من غيابنا عن المشهد الثقافي العالمي.. تقول هدى بركات: إن مقاطعة الأدب سلوك غير مجد بل بليد.. وأنا لن أقاطع الأدب العبري..

4- رجوعا إلى الخلفية الثقافية الصهيونية المتحركة بحسابات مضبوطة زمانا ومكانا.. قرأت في إحدى مرجعيات الصالون المذكور أن " إدرنا دكون" بادرت سنة 1999، إلى خلق كشك لإسرائيل في فضاء الصالون وقتئذ.. وفي سنة 2006 قال لها " سيرج أيرول" (الرئيس الحالي للصالون): "لماذا لا نعمل سويا حتى تكون إسرائيل ضيف شرف الدورة المقبلة؟ " وهكذا كان..

(إدنا دكون إسرائيلية تعيش بفرنسا منذ ثلاث وعشرين سنة. تعمل لفائدة ناشر إسرائيلي وهي دائمة التنقل بين تل أبيب وباريس..)

تقول إدنا: " أنا هنا.. وقلبي هناك".. أما إسرائيل فهي بالنسبة لها هونغ كونغ الشرق الأوسط.

5- اهتم الإعلام الفرنسي بصالون الكتاب من خلال أعداد خاصة عن الأدب الإسرائيلي: برتريهات.. حوارات.. برنامج الندوات والموائد المستديرة والأوراش.. إصدارات جديدة..

لا يكتب الإسرائيليون عن السياسة فقط، بل يكتبون عن الحب والحزن.. لكن، العناوين الأكثر حضورا هي العناوين السياسية من قبيل : "دولة إسرائيل" لألان ديك توف، و "عرب إسرائيل" لجاك بن دلاك، و "إسرائيل 1948" لخبير بارون، و"إسرائيل / العرب / فلسطين" لجان دنييل، و"أطلس إسرائيل : مظاهر ديمقراطية الحرب" ، و"الانتصار على هتلر" لأبراهام بوري وغيرها من العناوين التي تملأ الرحب...

ثم يقولون لك: لا تخلطوا بين الأدب والسياسة !

6- وقصد الاطلاع ولكل غاية مفيدة يقول أهازون شيطاني (الشاعر اليهودي المعروف) :

"لا أعتقد أن دولة محتلة.. تمارس جرائم ضد المدنيين تستحق أن تكون مدعوة لأي أسبوع ثقافي كيفما كان.. "

ويقول أبراهام بورك (رئيس سابق للكنيست):

"لا يتعلق الأمر بتحرير الأراضي المحتلة بل تحرير إسرائيل من الأراضي المحتلة.."

وللعقلاء واسع