lunes, octubre 19, 2015

على كل نقع يثار..ع. اللطيف شهبون

 على كل نقع يثار..

على كل نقع يثار..
بحس مواطن يقظ مسنود بدربة مهنية مديدة ومعمقة كتب رئيس تحرير جريدة الشمال الأستاذ عزيز كنوني ـ في عز المعمعان الانتخابي ـ  موضوعا بالغ الأهمية ، متعلقا بماضي وحاضر ومستقبل ثغر مغربي شمالي محتل ؛ هو ثغر سبتة ، الذي مضى على احتلاله ستمائة سنة *
كتب عزيز موضوعه منبها المتغافلين ، منتبها لما تحصل لديه من مقروءاته في  الأرشيف البرتغالي والاسباني والمغربي ، مسترفدا من وقائع التاريخ الوسيط والحديث والمعاصر، مدللا بذلك كله على ضرورة الاستعبار في التماس أفق تحريري لهذا الثغر السليب ، حتى يكتب اسمه  مجددا في جسد الصحراء.. "ما أيسر الوصل مهما تناءى وشط المزار.."
كتب عزيز موضوعه واضعا جهات ومؤسسات أمام مسؤوليتها : حكومة ومنظمات سياسية ومدنية وكيانات بحثية ومنابر اعلامية ، مقرا في الآن ذاته بقصور السياسات عن تسخير اللازم من الوسائل والممكنات لاسترجاع  سبتة ضدا على تأبيد احتلالها.
ذكرني موضوع احتلال سبتة بما كتبه شعراء المغرب حولها ، فانتقيت من مقولهم نصا فريدا لأستاذي وصديقي المرحوم أحمد المجاطي ، لم أجد ما يحاذيه أو يدانيه بناء ومعنى؛ وهو نص بعنوان :" سبتة "  ضمنه ديوانا فاز به  ـ رحمه الله ـ بجائزة ابن زيدون الممنوحة من طرف المركز الثقافي الاسباني بمدريد لأحسن ديوان باللغة العربية سنة 1985 . وعنوان الديوان:" الكلمة الصغيرة".
                                    سبتـــــــــــــــة
أنا النهر أمتهن الوصل بين الحنين وبين الربابة
وبين لهاث الغصون وسمح السحابة
أنا النهر ، أسرج همس الثوانـي وأركب نسغ الأغاني
وأترك للريح والضيف صيفي ومجدول سيفي
وآتي على صهوة الغيمِ،
 آتي على صهوة الضيمِ ،
آتي على كل نقع يثارُ..
وآتيك ، أمنح عينيك لون سهادي
وحسن صهيل جوادي
وأمنح عينيك صولة طارقْ
وأسقط خلف رماد الزمانِ
وخلف رماد الزوارقْ
أقول عرفتك ؛
أنت قرارة كأسي وقبضة فأسي
وعتب وكفارة وصلاةُ
وزنزانة يشمخ الصمت فيها قبضتيها وتعنو الدواة ُ
أقول عرفتك ، أنت..
ويخذلني العشق ، تصرعني قهقهات السكارى
فهل أنت واحدة من نسائي العذارى ؟
أمَ انَّـك عينان غرناطةٌ فيهما طفلة ٌ؟
آه قاتلتي أنت ، حين أجوس شوارعك الخلف حانا ومبْغى
وحين أراك عطورا مهربة وخمورا وتِبْغا
وحين أراك على مدخل الثغر عاشقة غجريــّـــــهْ
مدرجة ً تحت أحذية الهتك ، لا حولَ للفتكة البكْـرِ فيك
ولا حولَ للنخوة العربية
وبيني وبين العبور
ـ " إذن سوف تأتي على قَدم من لجيْنٍ
ستأتي متى نبتت شوكة ٌ بين نفسي وبيني "
وتلقين معطفكِ الفرْو َ
" هل همست نسمة
أن تطوان جارية
أن مراكشاً تنفش العِهن َ.
اني أحاور أروقة القصر،
ألبس الليل زهو الخوان ْ
وقهقهة القهرمان ْ
وأني ..
هل همست نسمة ؟ "
يتدارك عينيك شوق وشكل ُ ُ
تغنين مقرورة :
آه في ليلة العاشر من يوليوز
رأيت نفسي طفلة خرساءْ
تكتب للفجر اسمها
في جسد الصحراء
رأيت نفسي طفلة مسكونـــــــــــهْ
تكتب للماء اسمها
في جذع ليمونــــــــــــــهْ
في ليلة العاشر من يوليوز"
وأمضي مع اللحن
حين أباغت عينيك
أصحو على مذبح النهر،
أصحو على مصرع الكبرياءْ،
على غصن قافية من رثاء..ْ
وما أيسر الوصلَ مهما تناءى وشط المزارُ
سآتي على صهوة الغيمِ.
آتي على صهوة الضيم ِ.
آتي على كل نقع يثارُ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ينظر موضوع الأستاذ الكنوني بجريدة الشمال ، عدد 799 ـ تاسع ذي القعدة 1436 ـ 25 غشت 2015 .