خوان غويتيسولو في خطاب تسلمه جائزة سيرفانتيس من ملك اسبانيا يطالب بالتزام المثقف بقضايا المجتمع
الأديب خوان غويتيسولو
ألف2015 بوست - 23 أبريل،
تسلم الأديب والمبدع الإسباني خوان غويتيسولو (84 سنة) جائزة سيرفانتيس التي تعتبر أرقى جائزة أدبية باللغة الإسبانية، وألقى أمام الملك فيلبي السادس خطابا استثنائيا من خلال تنديده بالفقر وسيطرة اللوبيات على الاقتصاد وتجاهل العالم لمآسي مثل الهجرة. وقدم صورة مشرفة عن المثقف الملتزم بقضايا المجتمع.
وجرت مراسم تسليم جائزة سيرفانتيس الأدبية الرفيعة في مدينة ألكلا هيناريس بالقرب من العاصمة مدريد أمس الخميس، وهي المدينة التي ولد فيها الروائي الشهير ميغيل دي سيرفانتيس صاحب رائعة “دون كيشوت دي لمنشا”.
وانتقل خوان غويتيسولو من مدينة مراكش التي يقيم فيها الى هذه المدينة الصغيرة لتسلم الجائزة اعترافا بأعماله الأدبية والفكرية والتي منها “اسبانيا في مواجهة التاريخ” الذي فكك مفاتيح المخيلة الإسبانية والعقد التي تسيطر عليها بشأن الحضارة العربية والإسلامية. و“لعبة الأيدي” ثم “صراع في الجنة” في السنة الموالية، وسيحقق نجاحا كبيرا برواية “علامات الهوية” سنة 1966 التي تروي حياة مغترب سياسي من الحرب الأهلية وعودته الى اسبانيا ليجد نفسه أجنبيا عن الفضاء الذي تربى فيه. وتبعتها إبداعات أخرى جعلت منه أحد أكبر الكتاب الإسبان وفي العالم حاليا.
واشتهر هذا الأديب والمفكر بمواقفه القوية في التنديد بإسرائيل والتعاطف القوي مع الفلسطينيين وقضايا المسلمين وقضايا اجتماعية مثل الهجرة الى مستوى أن مدينة صغيرة في الأندلس وهي “إليخيدو” اعتبرته غير مرغوب فيه سنة 2000 بسبب تنديده باعتداءات عنصرية خطيرة كانت قد تعرضت لها الجالية المغربية خلال بداية السنة نفسها.
وكما كان منتظرا، لم يتردد خوان غويتسولو في الاجهار العلني بأفكاره في أقوى خطاب ألقي حتى الآن أمام الملك فيلبي السادس. وبدأ خطابه بالحديث عن نوعين من الكتاب، الأول الذي يبحث عن الشهرة والاعتراف والآخر الذي يكتب من أجل الابداع. واستشهد بسيرفانتيس، حيث مات دون أن يكون مشهورا ولكن روايته “دون كيشوت دي لمنشا” بقيت الى الأبد. واستشهد بروايات أخرى اشتهرت بعد مرور مدة زمنية طويلة من صدورها وبعد رحيل مؤلفيها.
واعتبر أن الظروف الحالية لا يمكن أن تترك الكاتب والمبدع بدون إبداء موقف من القضايا الراهنة بل على الكتاب وضع قلمهم في خدمة العدالة الاجتماعية والالتزام بقضايا مجتمعهم. وفي هذا الصدد، ندد بما يجري في اسبانيا من دكتاتورية الهندسة المالية التي أفقرت الشعب وتسبب في تشريد الآلاف من العائلات . وركز على غياب التضامن، ومن عناوين ذلك الهجرة، مشيرا الى الأسوار التي تفصل مليلية عن المغرب مانعة المهاجري وعن مآسي البحر المتوسط من غرق قوارب محملة بالمهاجرين.