viernes, febrero 16, 2018

ترجمة جديدة لكتاب الموريسكيون في المغرب غيرمو غوثالبيس بوسطو


ترجمة جديدة لكتاب الموريسكيون في المغرب 
 غيرمو غوثالبيس بوسطو





الموريسكيون في المغرب، هذا هو الموضوع الأساسي، والوحيد تقريبا في هذا الكتاب. إنه إسهام آخر في تفسير هذا اللغز الذي بقي من تاريخ هذا الشعب في المنفى.
منذ أعوام، وبالتحديد في عام 1974م، كتبت في إحدى دراساتي شيئا عن الموريسكيين في الفترة الثانية من نفيهم الإجباري إلى المغرب، والذين أسسوا مدينة  الرباط، وحركوا عجلة تاريخ هذا البلد المغربي طوال ما يقرب من نصف قرن. هؤلاء الأورناتشيون Hornacheros والأندلسيون، أسسوا في جنوب البلاد، كما هو معروف جمهورية مستقلة في القرن السابع عشر الميلادي. لم يكن يعرف عنهم اي شيء، أو كان يعرف القليل جدا، عن المنفيين في شمال مملكة فاس، وبالأخص في ذلك الجزء الشمالي المغربي، الذي لعبت جغرافيته السياسية دورا حاسما جدا في التحول التاريخي للضفة المواجهة.
لقد أسهمنا في التعريف بأولئك المنفيين، الذين توجهوا إلى هذا المكان الاستراتيجي في المرحلة الأولى بعد سقوط دولة الإسلام الإسبانية مباشرة، وقدمنا السيرة الذاتية للمنظري مؤسس تطوان. واليوم نحاول بهذه الدراسة التي نقدمها، أن نكمل رؤية المنفى الموريسكي لشمال المغرب، في مرحلته النهائية، مع ربطها بالمعلومات التي لدينا عن الفترة الأولى.
وهذا ليس كثيرا، لأن التوثيق ليس تاريخيا فقط ، ولكننا أردنا أن نستفيد منه بسبب المعلومات العديدة التي يقدمها. فنحن مقتنعون بأنه سيساعد بدرجة كبيرة في معرفة تاريخ الموريسكيين في المنفى، وفي هذه الحالة بالتحديد،و في معرفة نفس التاريخ بالمغرب. إنها دولة قريبة جدا، ومع ذلك بعيدة جدا عن أذهاننا، وبالأخص عن تلك التي نحاول تقصي الماضي وتقديمه للأجيال الجديدة. هذا الموضوع هو جزء من دراسة أطول، ليس هذا هو الوقت للحديث عنها.
يلاحظة في هذا الكتاب. ان الفصول العشرة أو الأبواب التي تكونه ، نجدها تشير كلها تقريبا إلى مدينة تطوان. فمن جانب يرجع هذا إلى أن المخطوطات التي بين أيدينا كانت تشير إلى هذه المدينة، ومن جانب آخر، أنه كانت هناك الحاجة في شمال المغرب إلى دراسات أكثر للبحث في هذا المجال.
ففي تاريخ المغرب سنجد أجوبة للكثير من التساؤلات، والتي لا تزال مجهولة، من تاريخنا ذاته.