jueves, noviembre 01, 2012

سيرة مدينة ومؤسسها :“المنظري الغرناطي، ُمؤسس تطوان

سيرة مدينة ومؤسسها

باحث إسباني يستعيد فصلاً من التاريخ الأندلسي

 
     

تاريخ النشر: الخميس 01 نوفمبر 2012
صدر مؤخراً عن دار النشر ليتوغراف في طنجة، الترجمة العربية لكتاب “المنظري الغرناطي، ُمؤسس تطوان” لمؤلفه الباحث الإسباني غييرمو غوثالبس بوسطو المولود سنة 1916 بمدينة سبتة المحتلة، وقد نقل هذا الكتاب القيَّم من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية: الكاتبان والباحثان المُختّصان في الثقافة الإسبانية وآدابها، إدريس الجيروني ومحمد القاضي. وتتجلى قيمة الكتاب بوصفه من المؤلفات الجادة التي تتناول التاريخ الإسباني والأندلسي والمغربي المشترك، كما يتناول السيرة الذاتية للمترجم له المنظري الغرناطي مؤسس تطوان.
في مُستهل التّمهيد الذي كتبه الباحث الإسباني إنريك غوثلبيسكرا بيوطو للطبعة الثانية من هذا الكتاب نقرأ: في سنة 1492م، في نفس الوقت الذي ولدت فيه آمال كبيرة في الغرب، كان جزءا كبيرا من الغرب الإسلامي (المغرب) قد فقد الأمل. بينما كان يولد عالم جديد، وعالم آخر ينهار. إن التاريخ لا يمكن أن يكون محايدا مهما سعينا كمؤرخين إلى الموضوعية والطرح العلمي. ربما في هذه الحالة، نتوفر الآن على وثائق كنا نجهلها من قبل، ولذلك يجب علينا أن نقترب إلى هذه المسألة من وجهتها الأكثر إنسانية .
لم يكن يريد أن يرى ما سوف يأتي بعد ذلك: توطين المسيحيين في المنطقة وفي مجموعة الـ “سبع مدن” Siete Villas والذي أنجز بحثا دقيقا مؤخرا حول هذا الموضوع هو رفائيل غ. بينادو .Rafael G. Peinado كان علي المنظري محاربا وزعيما سياسيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. لقد كان الحدس أعظم من حبه لبلده. فسقوط بينار Piñar وحصن اللوز Iznalloz وكل محيطها بالنسبة إليه شكل رمزا لما كان ينتظره. فلم يقبل الخضوع للمسيحيين، وهو ما كان يعد اتجاها سائدا في ذلك الوقت، ولم يقبل أيضا المهمة النومانثية البطولية وغير المفيدة على حد سواء، للدفاع عن غرناطة.
بعد ذلك بسنوات، سببت ضغوطات المسيحيين هجرة القرويين الغرناطيين، ونحن نعلم أن مسلمي مرسنة Maracena قد عبروا بأعداد كبيرة ليستقروا في تطوان، لكن ومع كل موجة من اللاجئين، كانت تزيد من قدرته، فلم تكن لتجعل محارب بينار العجوز بشكل أو بآخر، وإنما تزيد من قلقه. إن القتال ضد الحاميات البرتغالية في سبتة والقصر الصغير وطنجة وأصيلة، لم يكن يحقق انتصارات بل كان الصراع ينتهي بالتعادل، البرتغاليون لم يستطيعوا هزيمة تطوان، وتحولت المدينة إلى مركز نشط لبيع الأسرى، إلا أن المنظري لم يكن في استطاعته توجيه ضربة قوية تؤدي إلى استيلائه على أحد مواقع البرتغاليين.