ثقافة الحقوق..
نشرتُ في عدد سابق مادة ثقافية/ فكرية للمرحوم محمد عابد الجابري حول موضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان.. أصلها حديث ألقاه ارتجالا.. ونقلته إلى صيغة مكتوبة قصد الاطلاع ولكل غاية مفيدة..
في الليلة الأولى من هذا الشهر الفضيل اتصل بي صديق مستفسرا عن مشروع نادي كتاب حقوق الإنسان، لأنه لم يسمع به.. ونزولا عند رغبته أقدم بياني:
بادر المرحوم عبد الله الولادي الرئيس السابق للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان إلى تأصيل ممارسة ثقافية حقوقية جديدة بواسطة ماأسماه «نادي كتاب حقوق الإنسان»، اقتناعا منه رحمه الله أن العمل في مجال حقوق الإنسان يتطلب الاسترفاد العلمي المنتظِم..وتعميق التواصل مع مختلف الفاعلات والفاعلين في الحقول العلمية والمعرفية والثقافية.. ارتقاء بمقاربة المنظمة للشأن الحقوقي، وتطويرا لأدائها..
وهكذا نظمت لقاءات مفتوحة مع باحثين أكاديميين ومفكرين مرموقين لمناقشة إصداراتهم منذ انطلاق مشروع «نادي كتاب حقوق الإنسان» في 12 ماي 2001.. واستمر المشروع موازيا لمشاريع أخرى للمنظمة في مجالات الحماية والتحسيس والنهوض، بعدما كلف المكتب الوطني للمنظمة رشيدة بنمسعود وسميرة عنان بالإشراف والتنسيق على تنفيذ البرمجة السنوية لنادي كتاب حقوق الإنسان خلال فترة امتدت من 2001 حتى 2005. ومن الإصدارات المقدمة في هذا النادي:
. حقوق الإنسان والديمقراطية لمحمد سبيلا قدمه عبد الله المتوكل في 12 ماي 2001.
. Distineés Democratiques لمحمد البردوزي قدمه عمر بن دورو في 30 يونيه 2001.
. في تشريح أصول الاستبداد لكمال عبد اللطيف في 27 أكتوبر 2001.
. الأمازيغية في خطاب الإسلام السياسي لأحمد عصيد في 20 أبريل 2002.
. نشأة الحركة الأمازيغية بالمغرب للحسين وعزي في 21 ماي 2002.
. الديمقراطية وحقوق الإنسان لمحمد عابد الجابري، قدمه سالم يفوت في 22 يونيه 2002.
. أمير المؤمنين: الملكية والنخبة السياسية المغربية لواتر بوري، ترجمة عبد الغني أبو العزم وعبد اللطيف الفلق وعبد الأحد السبتي.. وقدمه مترجموه وحسن طارق في 29 أكتوبر 2004.
. لماذا لا نربط بين التنظير والممارسة؟ لأحمد الخمليشي، قدمه عبد القادر الشاوي في 14 يناير 2005.
ساهم هذا المشروع الحقوقي المموَّل وقتئذ من طرف فنلندا في إغناء النقاش وتعميقه بين أعضاء المنظمة وبين الإعلاميين والمثقفين والجامعيين والمتتبعين.. وكشفت نتيجة التقويم الأولي لأداء نادي كتاب حقوق الإنسان عن رغبة أكيدة في انتظامية هذا المشروع الفكري والثقافي.. وفي ضرورة انفتاحه على مؤلفات وإصدارات شكلت هاجسا في الوعي الجمعي، بل طابوهات سياسية وثقافية وفكرية.. وفي ضرورة نقل الحوار الحقوقي من مركزه بالرباط إلى محيطه الوطني الأرحب، تنشيطا للحياة الثقافية بالبلاد في ظرفية واعدة بالتحول المنشود..
كانت فكرة نادي كتاب حقوق الإنسان ذكية وعملية.. دعمت ثقافة الحقوق.. ووازت مشاريع المنظمة.. وأثْرَتْ مقاربتها.. وساهمت في تأهيل قدرات... وبناء كفاءات.. وكان من اللازم أن تتطور.. لكن ذلك لم يحصل..!؟