طه حسين والديمقراطية..
1
/لم يكن متداولا بين الدارسين والمهتمين بتراث عميد الأدب العربي طه حسين أنه ترك كتابا بعنوان «الديمقراطية»، حتى بادرت دار نفْرو للنشر بمصر هذه السنة إلى طبع هذا الكتاب الواقع في 320 صفحة، تحدث فيه طه حسين عن مفهوم الديمقراطية منذ تأصيله في الحقبة اليونانية، وركز فيه على بلده مصر وما عرفه من صعوبات الممارسة الديمقراطية منذ فجرالقرن العشرين مرورا بالاستقلال وما تلاه..
وتميز تناول طه حسين لموضوع الديمقراطية برؤية عقلانية وبراجماتية يمكن حصر عناصرها في:
ــ تحليل النسق الاجتماعي المصري لاستنباط مفهوم كل طبقة اجتماعية للديمقراطية والعدل..
ـ الربط الجدلي بين مفهوم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
ـ حصر مفهوم العدالة الاجتماعية في التوزيع العادل للثروات باعتبار أن التمايزات الاجتماعية تؤدي إلى انتشار الفقر وتعميق أزمة الناس، ومصادرة حقهم في التمتع بالحقوق الأساسية في الحياة..
ـ التأكيد على أن تحقيق العدالة الاجتماعية ليس إجازا فردانيا بل مشروع يتحقق بمشمول مجتمعي مؤمن بقيم المساواة والعدل ونبذ كل أشكال الإقصاء والتهميش والتمييز..
ـ التشبث بعروة فكرية تربط بين: الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية..
ـ تبيان أن سلطة الحاكمين تضبطها عقود اجتماعية متضمنة في المتون الدستورية والقانونية..
ـ ليس للديمقراطية وصفة يمكن تعميمها على كل شعوب الأرض.. بل هي ممارسة تختلف من مجتمع إلى اخر.. حسب الأنساق والسياقات الخاصة..
ـ المدلول الأصفى للديمقراطية يكمن في تمتع الشعب بحقوقه الأساسية.. وفي ممارسة اختياراته وقناعاته الفكرية والعقدية.. وفي قدرته على مراقبة الحاكمين في مختلف مواقع السلطة بواسطة آليات يضبطها القانون في دولة الحقوق..
2/ لم يكن طه حسين مثقفا حالما أو يوطوبيابل عقلا آمن بالتغيير الهادف إلى تحسين شروط عيش المواطنين في بلده مصر، وفي كافة البلاد العربية..
ولم يكن صاحب نظرة تجزيئية تقصر التفكير في المجال الثقافي والتراثي والمعرفي بل حرص على ربط اهتمام المثقف بقضايا عصره وعلى رأسها قضية الديمقراطية إذ هي المدخل إلى معالجة أعطاب السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة..
وقد أدى طه حسين ثمن هذا الاقتناع عندما فصل من الجامعة لدفاعه المستميت عن استقلاليتها..
3/ ليس من المبالغة في شيء القول بأن قضية الديمقراطية قد احتلت مكانة مركزية في الفضاء الفكري والمجال السياسي على مدى عصور التاريخ الإنساني لأن طموحات الإنسان تتركز في قيمتين أساسيتين: الحرية والعدل بغض النظر عن أنماط التنظيم السياسي.. وهذه بالضبط هي فكرة ابن القيم الجوزية «..إن إمارات العدل متى ظهرت بأي طريق كان فثم شرع الله ودينه.. والله تعالى أحكم من أن يخص طرق العدل بشيء..»
وتميز تناول طه حسين لموضوع الديمقراطية برؤية عقلانية وبراجماتية يمكن حصر عناصرها في:
ــ تحليل النسق الاجتماعي المصري لاستنباط مفهوم كل طبقة اجتماعية للديمقراطية والعدل..
ـ الربط الجدلي بين مفهوم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
ـ حصر مفهوم العدالة الاجتماعية في التوزيع العادل للثروات باعتبار أن التمايزات الاجتماعية تؤدي إلى انتشار الفقر وتعميق أزمة الناس، ومصادرة حقهم في التمتع بالحقوق الأساسية في الحياة..
ـ التأكيد على أن تحقيق العدالة الاجتماعية ليس إجازا فردانيا بل مشروع يتحقق بمشمول مجتمعي مؤمن بقيم المساواة والعدل ونبذ كل أشكال الإقصاء والتهميش والتمييز..
ـ التشبث بعروة فكرية تربط بين: الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية..
ـ تبيان أن سلطة الحاكمين تضبطها عقود اجتماعية متضمنة في المتون الدستورية والقانونية..
ـ ليس للديمقراطية وصفة يمكن تعميمها على كل شعوب الأرض.. بل هي ممارسة تختلف من مجتمع إلى اخر.. حسب الأنساق والسياقات الخاصة..
ـ المدلول الأصفى للديمقراطية يكمن في تمتع الشعب بحقوقه الأساسية.. وفي ممارسة اختياراته وقناعاته الفكرية والعقدية.. وفي قدرته على مراقبة الحاكمين في مختلف مواقع السلطة بواسطة آليات يضبطها القانون في دولة الحقوق..
2/ لم يكن طه حسين مثقفا حالما أو يوطوبيابل عقلا آمن بالتغيير الهادف إلى تحسين شروط عيش المواطنين في بلده مصر، وفي كافة البلاد العربية..
ولم يكن صاحب نظرة تجزيئية تقصر التفكير في المجال الثقافي والتراثي والمعرفي بل حرص على ربط اهتمام المثقف بقضايا عصره وعلى رأسها قضية الديمقراطية إذ هي المدخل إلى معالجة أعطاب السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة..
وقد أدى طه حسين ثمن هذا الاقتناع عندما فصل من الجامعة لدفاعه المستميت عن استقلاليتها..
3/ ليس من المبالغة في شيء القول بأن قضية الديمقراطية قد احتلت مكانة مركزية في الفضاء الفكري والمجال السياسي على مدى عصور التاريخ الإنساني لأن طموحات الإنسان تتركز في قيمتين أساسيتين: الحرية والعدل بغض النظر عن أنماط التنظيم السياسي.. وهذه بالضبط هي فكرة ابن القيم الجوزية «..إن إمارات العدل متى ظهرت بأي طريق كان فثم شرع الله ودينه.. والله تعالى أحكم من أن يخص طرق العدل بشيء..»