عكاز الطريق.. *
عكاز الطريق.. إضمامة شعرية للزجال مصطفى مشبال، غير مفروغة أو منسوجة في القانون الفصيح.. هي إضمامة زجلية موسومة قصائدها بانطلاق واسترسال وميل إلى اللين بما يعنيه من انصراف عن الخشونة اللفظية..
وعلى المستوى الدلالي فإن قصائد الإضمامة تَنْشَدُّ إلى المعين القيمي إنسانيا ودينيا ووطنيا..
وظف مشبال في زجلياته آليات الحوار والسرد والتوصيف والتناص القرآني والمثل الشعبي وبلاغة اللغة اليومية.
يشكل المكون العاطفي مساحة مهيمنة:
«هو لْغْرَامْ عَاملْ اعْمَالُو..»
«زْيَانْت إيّامي بالْحْبِيــــــبْ»
«قلْبِي، عُمْري لِيهْ هْديَّه»
وتضفي بشارة التوبة.. وانتهاج المسير إلى الله، والتعلق به دون سواه لونا لا يخلو من رسم فجر معتق بالتهجد:
«نْسهَر الّليل والنّاس نْيــــامْ
ونسْأل ربِّي بْقْلْب حْقِيــــــقْ
ينعم عْلِيَّ حُسْن خْتـــــــــامْ
سُبْحَانُو، عارف مايليـــــــــقْ
رجعت نْ الَّله.. نتعلّق بِيهْ
وشْكُون غِيرُو نْطلبْ منُّـــو؟!
أما الموضوع المحلي فتختزله تطاون التي تحيل الزجال مصطفى مشبال يراعة تكتب عناوينها الحضارية.. ولسانا ناطقا بحقيقتها الناصعة الرامزة..
«تطَّاون يا حمامة السَّلام..»
عكاز الطريق.. توليف دلالي بين رصد لانهيار أخلاقي في حديثه عن الانتهازية.. وأمراض النفس من: غرور.. وأنانية.. وغدر.. وبين حديث عن الحب الذي يتخذ منحى التصريح والبوح والمباشرة.. وبين الوطنيات والمراثي والاجتماعيات..
بعيدا عن اهتمام الجامعة بالأدب الشعبي.. تراكم تطاون عطاء زجاليها: المرحوم حسن المفتي (شيخ الزجالي) ومالك بنونة والمرحوم حسني الوزاني وأحمد الصبوح وسلام القريشي ومصطفى مشبال وعبد الغفور الفتوح وآخرين.. وتدلل أن للبلاغة الشعبية محلا من الإعراب في المنظومة الثقافية..
* عنوان ديوان زجلي لمصطفى مشبال صدر بتطوان ط/1 سنة 2010.. يحتوي على ثمانية وثلاثين نصا.. وضع عتبته الفنان أحمد الطيب العلج.. تلتها شهادة للأستاذ الناقد رضوان احدادو.. وقراءة انطباعية لحسن بيريش.