أعطني قبسا*..
عبد اللطيف شهبون
في يفاعتي بتطوان الحبيبة، كَعبََةِ اتصالي، وعَرَفة وصالي.. الفضاء الذي حظيت فيه بما ارتجيتُه فِي كنف والدي المنعم برحمة الله الحاج محمد شهبون، ووالدتي حفظها الله أمينة المريني، واخترت به ماأمتعني وآنسني واشتهيته.. مارست مع أقراني بساحة «الفدان» فرحا ولعبا شتى .
من بين تلك اللعب الجماعية أتذكر لعبة «DAME CANDELA»، مايقابل: «أعطني قبسا.. جذوة أو نارا..»
كانت هذه اللعبة تستدعي وجود حلقة خمسة يافعين أو يافعات، يتوسط أحدهم تلك الحلقة ويُوزَّع الباقي على زوايا أربع.. يردون على السائل المتوسل بعبارة: «DAME CANDELA»:
«ANDA.. FUERA» أو «امش.. فلتسقط!».
التمست لهذه اللعبة الطفولية الحالمة شَبَهًا.. قسته على الوضع النفسي؛ العاطفي على وجه التحديد الذي قد تعرفه حياة الواحد/ الواحدة على امتداد عُمْرٍ قدره الخالق البارئ المصور..
رأيتني أدخل تلك اللعبة.. كمن دخل الحضرة.. وأقام بالباب، باب أعز الأحباب.. ولما انتفضت يقظة بعد وهْم، وجدتني أتنفس في غَمْرٍ بحسرة وألم موجعين ضبابي الكثيف واللامحدود.. فكتبت تحت تأثير هذه النوستالجية، ليلة الأربعاء سادس وعشري أكتوبر 2011:
يومَ ميلادِ فَمِي..
أَنْعَشَ العِشقُ دَمِي.
كانتِ السُّقْيَةُ..
شهدًا
من رُضابْ
صيَّرتْني طَائٍرًا
غَرَّدَ صَحْوِي
ثُمَّ غَابْ!؟
وتَرََاءَيْنَا فِي مَحْوٍ..
في مَرَايَا أَرْبَعِينْ!
كَفَرَاشٍ مُبْهَرٍ
نَهْبَ اكْتِئابْ..
لاَ تَسَلْ عَمَّا جَرَى؛
ذاك بابْ
طَيَّ غَيْبٍ..
دُونَ كَشْفٍ لِحجَابْ
وَبِه نُطْقُ الكِتابْ.. * قرأت هذه المادة بآداب تطوان صباح يوم الأربعاء 26 أكتوبر 2011 بمناسبة يوم الشعراء العرب المُنَظّم من طرف فرقة الإبداع النسائي (مجموعة بحثية ترأسها دة/ سعاد الناصر).