خلاف في بيت الشعر في المغرب بسبب مهرجان شعري
2009-04-16 الرباط ـ سعيدة شريف
رغم كون الفضيحة الثقافية التي عاشها المثقفون والكتاب المغاربة منذ شهور مع اتحاد كتاب المغرب، وصراع أعضاء المكتب التنفيذي مع الرئيس ومطالبتهم إياه بتقديم الاستقالة لم تنتهِ بعد، حيث ما زال الوضع على ما هو عليه، وما زال الرئيس عبدالحميد عقار متشبثا برئاسة اتحاد تهاوى كل بنيانه، رغم كل ذلك فقد تفجرت في الآونة الأخيرة فضيحة ثقافية وأخلاقية أخرى، تتعلق بمؤسسة ثقافية هي بيت الشعر في المغرب، الذي أصدر بيانا بعد انعقاد هيئته التنفيذية بالرباط الأسبوع المنصرم، يدين فيها ما وصفه بـ «السمسرة الثقافية والتصرف غير الأخلاقي» لعضوين من بيت الشعر في المغرب أعلنا عن تنظيم مهرجان شعري عربي– إيبيري، هو في الأصل لبيت الشعر في المغرب، كما جاء في البيان، حيث تم تفويض الشعراء: المهدي أخريف، وخالد الريسوني ومزوار الإدريسي بالتحضير له، حيث كان من المتوقع تنظيمه بمدينة أصيلا في شهر أكتوبر من عام 2008، قبل أن يتم تأجيله إلى الأسبوع الأول من شهر مايو المقبل، ولكن تصريحات الشاعر المهدي أخريف لصحيفة «العرب» تكشف عن حقائق أخرى، وعن عدم وفاء بيت الشعر في المغرب بالتزاماته مع أصحاب المشروع الأصليين، وعن اختيارهم تنظيم الملتقى الشعري الإيبيرو– المغربي بدون مظلة بيت الشعر في المغرب. وفي تصريح لـ «العرب» ذكر نجيب خداري، رئيس بيت الشعر في المغرب، أن ملف مهرجان الشعر العربي- الإيبيري، اشتغل عليه الرئيس السابق لبيت الشعر حسن نجمي ومراد القادري عضوا البيت، وراسلا كل الجهات المعنية لرصد الدعم الضروري له: وزارة الثقافة، معهد الدراسات البرتغالية– الإسبانية ومؤسسة منتدى أصيلة، كما عقدا لقاء لنفس الغرض مع بعض الملحقين الثقافيين لسفارات معتمدة في الرباط كالبرتغال مثلا.وأضاف خداري أنه يستغرب لتصرف العضوين، وبالخصوص الشاعر المهدي أخريف، الذي أسدى خدمات جليلة للبيت في السنوات السابقة في عهد الشاعر محمد بنيس، وأشار إلى أنه لا ينبغي أن تستمر مثل هذه الظواهر السلبية، التي تسيء إلى الثقافة والمثقفين بالمغرب، وألا تسود الفوضى وشخصنة الأمور والقضايا الثقافية.وقد جاء في البيان أن بيت الشعر في المغرب «فوجئ مؤخرا، بمبادرة هؤلاء الشعراء إلى تشكيل جمعية خاصة بالمهرجان، وتحريف فكرة المهرجان، في إطار تحايل مكشوف، بتحويل اسمه من مهرجان للشعر المغربي- الإيبيري إلى مهرجان عربي- إيبيري، والتنصل من أي علاقة مع بيت الشعر، بكيفية تبعث على الاستغراب والاستنكار، وذلك في الوقت الذي كان البيت قد قام بتسجيل هذه التظاهرة قانونيا لدى الجهات الإدارية المختصة، وتحديدا لدى مصالح وزارة التجارة والصناعة (ملف عدد 34911 بتاريخ 22-8-2008)، والمكتب المغربي لحقوق التأليف والحقوق المجاورة». وأضاف البيان أن بيت الشعر في المغرب عازم على اتخاذ كافة الإجراءات التي يخولها له القانون، بما في ذلك اللجوء إلى القضاء لحماية مصالحه الرمزية وصيانتها من كل اعتداء أو تطاول، ودعا في نفس الوقت، الجهات المعنية بهذه التظاهرة الشعرية: وزارة الثقافة المغربية، وزارة الثقافة الإسبانية والمعهد الثقافي الإسباني سيرفانتيس بطنجة، المعهد الثقافي البرتغالي كامويش، مؤسسة منتدى أصيلة، إلى التعامل بأخلاق المسؤولية تجاه هذه الواقعة بما يحفظ للممارسة الثقافية اعتبارها ومصداقيتها، ويصونها من السمسرة والعبث والاستهتار.ومن جهته استغرب الشاعر المهدي أخريف، أحد المتهمين بالسمسرة الثقافية من قبل بيت الشعر في المغرب إلى جانب خالد الريسوني ومزوار الإدريسي، هذا التصرف من البيت واعتبر بيانه دليلا على عجزه، وصرح لـ «العرب» أن «فكرة عقد لقاء للشعر الإيبيرو- مغربي، ليست لبيت الشعر في المغرب وليست لي، بل هي لأصدقاء شعراء من مدينة طنجة من بينهم: خالد الريسوني، ومزوار الإدريسي وعبداللطيف شهبون، الذين لم يؤسسوا جمعية ساعتها. وحتى تخرج الفكرة إلى حيز الوجود، وما دام الأمر يتعلق بملتقى شعري، تم التنسيق مع بيت الشعر في المغرب بهذا الخصوص، فتم اللقاء مع الشاعر حسن نجمي الرئيس السابق لبيت الشعر في المغرب ثلاث مرات بالرباط، فقدمنا له صيغة البرنامج بالكامل، أي أن بيت الشعر لم يشتغل على هذا المشروع، وحتى الشعراء المغاربة والإيبيريون الذي سيشاركون في الملتقى نحن الذين اقترحناهم، ولكن بيت الشعر في المغرب لم يف بالتزاماته معنا، وفضل أعضاؤه السفر إلى دمشق عوض حضور الملتقى الذي كان مبرمجا في شهر سبتمبر من العام الماضي».وأضاف المهدي أخريف أنه والإخوان الساهرين على الملتقى الشعري الإيبيرو- المغربي رأوا أنه من غير المعقول الارتباط بمؤسسة لا تفي بوعودها وأن يظلوا رهينتين باختياراتها وبالأوقات المناسبة لها، فقرروا مأسسة المشروع، وتأسيس جمعية الشعر الإيبيرو- المغربي التي يترأسها مزوار الإدريسي، وإخراج الملتقى الشعري إلى الوجود، خصوصا أن فكرته قد انطلقت عام 2007، وكانت ستتحقق بتنسيق مع وزارة الخارجية. وأشار أخريف إلى أن ملتقى الشعر الإيبيرو- المغربي سينظم أيام 7 و8 و9 مايو المقبل بأصيلا بشراكة مع مؤسسة منتدى أصيلا وبدعم من وزارة الثقافة ومعهد سيرفانتيس بطنجة، وأن الغرض منه تحقيق حلم شعري بامتياز والتعبير عن حق طبيعي ومشروع، وليس الوقوف ضد بيت الشعر في المغرب.وأردف أخريف أنهم سيصدرون بيانا توضيحيا للرأي العام يكشفون فيه عن كل الحقائق و «عن العمل الدنيء والمخجل لبيت الشعر في المغرب، الذي من المفروض أن ينشغل بالمهرجان العالمي للشعر، الذي لم ينعقد إلى الآن، فيكفينا من الفضائح الثقافية المخجلة، ومن البيانات الفضائحية في العهد الجديد بالبيت، والتي تعد سبة في حقنا جميعا».
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=79417&issueNo=479&secId=18