miércoles, agosto 07, 2013

الوصف العام لإفريقيا للكاتب والمؤرخ الإسباني لويس ديل مارمول كارباخال

ثقافةDescription : http://www.ailmaroc.net/images/index_34.jpg

 الوصف العام لإفريقيا للكاتب والمؤرخ الإسباني لويس ديل مارمول كارباخال
م.ن.



     وأخيرا تصدر الترجمة العربية لكتاب «الوصف العام لإفريقيا»، للكاتب والمؤرخ الإسباني لويس ديل مارمول كارباخال، وتمت ترجمة هذا الكتاب انطلاقا من النسخة الإسبانية الأصلية (طبعة 1573) الموجودة بالمكتبة العامة والمحفوظات بتطوان، وأصدرتها دار النشر ليتوغراف بطنجة (يوليوز 2013 ). الكتاب من 500 صفحة من الحجم المتوسط، ويضم هذا الجزء من المؤلف: الكتاب الأول والكتاب الثاني. أنجز الترجمة بدعم من وزارة الثقافة الإسبانية الأستاذان إدريس الجبروني ومحمد القاضي.

           وقد اعتمدا في ترجمة الكتاب الثاني على التركيز على ما يتصل بالأحداث التاريخية المغربية-الأندلسية، لما لها من أهمية في الرصد الدقيق للمراحل التاريخية في المغرب، بدءا من المرابطين والموحدين و المرينيين و الوطاسيين والسعديين، وما كان يوازيها من أحداث في الأندلس إلى نهاية القرن السادس عشر، وظهور الدولة العثمانية، و المعارك البحرية التي خاضها الإسبان والأوربيون ضد القراصنة الأتراك في مياه البحر الأبيض المتوسط.

          أما لويس ديل مارمول كارباخال (ولد سنة 1520 بغرناطة وتوفي ببيليث- مالغة 1600)، فهو عسكري ومؤرخ وكاتب إسباني، سبق أن عمل في الخدمة العسكرية مع الملك كارلوس الخامس والملك فيليبي الثاني، شارك في الحملات العسكرية على إفريقيا وإيطاليا. قضى ثمان سنوات بسجن الجزائر حيث تعلم اللغة العربية. و بعد خروجه من السجن قام برحلات عبر الضفة الجنوبية للبحر المتوسط حتى تخوم مصر. يعتقد البعض أنه عاد إلى إسبانيا سنة 1557. استفاد من تجربته الإفريقية الواسعة وكتب كتاب الوصف العام لإفريقيا الذي يتكون من ثلاثة كتب، تناول فيها الحقبة الممتدة منذ ظهور الإسلام بالجزيرة العربية إلى سنة 1571 (1573-1599)، حيث توسع في الكتاب الكلاسيكي لليون الإفريقي(الحسن الوزان)، مضيفا إليه تجربته الشخصية، و تجربة آخرين، و اعتمد على عدة مصادر أخرى. يبدو أن خطابه كان يركز على المصالح التجارية للإسبان بإفريقيا، و يتجلى ذلك من خلال القيمة الهامة للمعلومات التي أضافها حول الخيرات و مواد الاستهلاك التي كانت تعتبر بإسبانيا و أوربا، في تلك الحقبة، ذات قيمة عالية. لويس ديل مارمول كارباخال أعد هذا الكتاب، و وجه الجزء الأول منه للملك فيليبي الثاني سنة 1573، يحدوه الأمل على أن المعلومات التي يتضمنها هذا العمل حول الواقع الجغرافي و الإثنوغرافي للقارة أن يكون ذا فائدة في حالة ما إذا برزت مصالح إمبريالية بالنسبة للعرش الإسباني.

    عينه خوان دي أوستريا مفتشا على تموين الجيش الملكي الإسباني، حيث عانى الكثير من المرارة بسبب هذا المنصب، وبهذه المهمة شارك في حرب البشرات، والتي استفاد منها في كتابة مؤلفه الثاني «تاريخ ثورة وعقوبة مورسكيو مملكة غرناطة" (مالغة 1600). في سنة 1579 رفع مذكرة للملك فيليبي الثاني، حيث عرض من خلالها، أنه بعد أربعين سنة من الخدمة في حروب إفريقيا و إيطاليا و البشرات فإن الضيعة التي منحت له في بيليث مالغا لا تكفيه لإعالة عائلته وطلب بأن ينعم عليه بامتيازات أخرى. لكن طلبه رفض من طرف خوان باثكيث سالاثار، الكاتب الخاص للعاهل الإسباني فيليبي الثاني.