أخبار | صدور النسخة العربية لكتاب"المنظري الغرناطي مؤسس تطوان" لغوثالبيس يقرب من رؤية الآخر للتاريخ المشترك
صورة غلاف الكتاب
ألف بوست
- صدر مؤخرا عن دار النشر ليتوغراف في مدينة طنجة النسخة العربية من كتاب
"المنظري الغرناطي مؤسس تطوان" للكاتب الإسباني غوثالبيس بوسطو من مواليد
سبتة السليبة سنة 1916، وقد نقل هذا العمل إلى العربية الباحثان المختصان في الثقافة الإسبانية إدريس الجبروني ومحمد القاضي.
ويتناول
كتاب "المنظري الغرناطي مؤسس تطوان" السيرة الذاتية لهذه الشخصية
التاريخية الأندلسية، سيرة تتسع لتلتقط التفاصيل التاريخية والجغرافية و
السياسية الممكنة في العدوتين، قبل سقوط غرناطة وبعدها، متوقفا عن الأحداث
الكبرى التي وسمت المرحلة.
في
سياق ذلك كله يعالج غوثالبيس بوسطو في فصول كتابه العشرة تاريخ غرناطة في
الفترة التي سبقت سقوطها واقتفى ملامح مدينة تطوان التي احتضنت لاحقا نزول
المورسكيين بالمغرب. وبرزت في هذا العمل شخصيات نسائية تناولها بالسرد
التاريخي مثل شخصية السيدة الحرة ابنة علي بن راشد مؤسس مدينة سفشاون
وغيرها. ورصد الكتاب إدراة المنظري لشؤون تطوان وتطرق لعلاقة المنظري
وتطوان بفاس وبالسلطة القائمة بها، كما اقتفى آثار المنظري واعماله وإدارة
شوؤن تطوان التي اعاد تأسييها.
ويبقى الكتاب يندرج في مطلب تأليفي عام لدى مؤلفه غوثالبس وهو رصد الاندلسين الذين غادروا اندلسهم :" يقول في مقدمة كتابه:"" لقد
نسيَ التاريخ على سبيل المثال، أولئك الغرناطيين الذين أسسوا تطوان، أو
فتحوا جزءا من النيجر، بعد أن كسبوا معركة حاسمة ضد الأسرة المغربية
الحاكمة، سوف ينسى التاريخ فيما بعد، أهل إكستريمادورا الذين أسسوا الرباط،
بعد أن عاشوا كجمهورية مستقلة في مواجهة القوى الأجنبية."
وقد استند المؤلف "في سرد وقائع الكتاب على مصادر إسبانية وبرتغالية وبعض المصادر العربية الأندلسية. وواجه
غوثالبس وهو مؤلف كتاب آخر اسمه "الموريسيكون بالمغرب" قضايا منهجية تتعلق
بالهوية النوعية لنصوصه، المتارجحة بين ما هو تاريخي موضوعي و بين ما هو
سيري ذاتي.
يقول غوثالبس في مستهل مؤلفه "المنظري الغرناطي مؤسس تطوان":" تسعى
الدراسة الحالية إلى أن تكون سيرة ذاتية. سيرة ذاتية غريبة نوعا ما، حيث
ليست لنا معطيات و معلومات شخصية عن صاحب السيرة. لكن هذه المعلومات
القليلة التي جمعناها بصبر على مدى سنوات طويلة قادتنا أيضا، إلى حد ما،
إلى سيرة بضعة آلاف من الكائنات البشرية التي عاشت وقاست وماتت في فترة
صعبة من عصرها".
وتعزز
جهود الباحثين المترجمين إدريس الجبروني و محمد القاضي منحى الترجمات
التي تطلعنا على الكتابات الإسبانية التي تتناول التاريخ المغربي و
الأندلسي و الإسباني المشترك، وتسعف في تشكيل معرفة وافية عن نمط رؤية
الاخر الإسباني إلى هذا التاريخ المشترك بشخصياته وفضاءاته وقيمه.