العدل هو الأساس
حقوق الإنسان حسب القرآن الكريم جزء من الدين الإسلامي الذي تنبني أصوله وتقوم مبادئه على فكرة أن الله سبحانه وتعالى هوالمصدر الأعلى لكل سلطة.. فهو خالق الإنسان ومُكرّمه ومُمتّعه بكل الحقوق.. ويتأسس على هذا أن مصدر الحقوق كلها إلاهي، وأن التعدي على أي منها هو محاربة لله.. فلابد من الرعاية لحقوق الله
في بيئتنا الإسلامية يلاحظ خصاص كبير في تأسيس مناخ فقهي جديد لقضايا حقوق الإنسان، كما تلاحظ هوة كبيرة بين النص الشرعي وواقع الناس.. هوة بين النظرية والإجراء مع ماينتج عن هذا من مشاكل في الفهم والتفسير والتأويل والملاءمة. لايتصور أن النصوص القرآنية المقدسة لاتنسجم مع النظم الحالية لحقوق الإنسان أو مع مبادئ الشّرْعة الدولية يكفي أن يركز المرء نظرة في بعد أساس، هو «العالمية» أو«الكونية»، فالعديد من الآيات القرآنية تؤكد هذا المبدأ وتؤصله: «..وإلاهكم إلاه واحد لاإلاه إلا هو الرحمان الرحيم..» «..وإلاهنا وإلاهكم واحد ونحن له مسلمون..» «.. وماأمروا إلا ليعبدوا إلاها واحدا لاإله إلا هو..» أو ليس الإقرار بمبدإ «وحدة الألوهية» إقرار بمبدإ وحدة الجنس البشري؟
إن مايميز الإسلام عن غيره من الديانات العتيقة هو تحريم أثننة الدين.. فالله في الإسلام مطلق، وحقيقة مجردة لكل الوجود بما فيه الوجود البشري.. ثم إن رسالة الإسلام هي رسالة عالمية أو كونية موجهة لكل الناس.. وكلمة «مسلم» لاتعني البتة مدلولا عرقيا مخصوصا، أو خيطا غليظا مميزا، أو حدا مضبوطا لدين.. وكتاب الله العزيز زاخر بما يؤكد هذا المبدأ المناقض لكل تمييز أو استثناء أوإقصاء
عندما نتطرق إلى مفهوم الكرامة الإنسانية المتأصلة يلفت نظرنا المساحة الهائلة التي تحتلها كرامة الإنسان باعتبارها أساسا لكل الحقوق وهذه الكرامة هي التبرير المركزي لمفهوم «الخلق» و«الرسالة الدينية» إذ مفهوم «الخلق» مرتبط جدليا بمفهوم «العالمية أو الكونية».. وكلاهما مرتبط ارتباطا وثيقا بالنظرية العامة للحقوق والواجبات الإنسانية القائلة بأن الإنسان ـ مخلوق الله ـ مسؤول عن مصيره أولا، ومسؤول في الآن ذاته عن مصير الكون الذي ينتمي إليه، ويبرز هذا بوضوح كامل مبدأ قرآني هو مبدأ الاستخلاف، الإنسان خليفة الله في الكون واستخلافه واجب مصحوب بمبدإ الأمانة، فالإنسان مؤتمن لإقامة العدل بما يضمن التوازن واستمرارية الحياة.. هذه هي القاعدة العامة المترجمة للنظام العادل في شقين غير منفصلين. شق العلاقات المجتمعية وشق كوني.. وهذا هو المفهوم الدقيق لمصطلح أو مبدإ العالمية في الخطاب أو الرؤية القرآنية
إن الله جلت قدرته هو الذي يتولى تدبير توازن لكل مشتملات الكون لكن الإنسان المميز بالعقل عن سائر المخلوقات يتولى تدبير التوازن إياه في شقه الإجتماعي من خلال إقامة نظام حكم عادل.. وهي الوظيفة أو الغاية بالنسبة لكل مجموعة سياسية، ولفظ النظام العادل هو المعادل للفظ الشريعة..
وتأسيسا على ماسبق يمكن ملاحظة أن العدالة قد شكلت حجر الزاوية في الحضارة الإسلامية مقابل الحرية، لدى الحضارة الغربية والمساواة لدى الفكر الإشتراكي.
الرؤية الإسلامية ترى أن العدل أساس الملك.. وأن الطريق اليه متى ظهر بأي شكل كان فثمّ شرع الله ودينه والله تعالى أحكم من أن يخصّ طرق العدل بشيء
في بيئتنا الإسلامية يلاحظ خصاص كبير في تأسيس مناخ فقهي جديد لقضايا حقوق الإنسان، كما تلاحظ هوة كبيرة بين النص الشرعي وواقع الناس.. هوة بين النظرية والإجراء مع ماينتج عن هذا من مشاكل في الفهم والتفسير والتأويل والملاءمة. لايتصور أن النصوص القرآنية المقدسة لاتنسجم مع النظم الحالية لحقوق الإنسان أو مع مبادئ الشّرْعة الدولية يكفي أن يركز المرء نظرة في بعد أساس، هو «العالمية» أو«الكونية»، فالعديد من الآيات القرآنية تؤكد هذا المبدأ وتؤصله: «..وإلاهكم إلاه واحد لاإلاه إلا هو الرحمان الرحيم..» «..وإلاهنا وإلاهكم واحد ونحن له مسلمون..» «.. وماأمروا إلا ليعبدوا إلاها واحدا لاإله إلا هو..» أو ليس الإقرار بمبدإ «وحدة الألوهية» إقرار بمبدإ وحدة الجنس البشري؟
إن مايميز الإسلام عن غيره من الديانات العتيقة هو تحريم أثننة الدين.. فالله في الإسلام مطلق، وحقيقة مجردة لكل الوجود بما فيه الوجود البشري.. ثم إن رسالة الإسلام هي رسالة عالمية أو كونية موجهة لكل الناس.. وكلمة «مسلم» لاتعني البتة مدلولا عرقيا مخصوصا، أو خيطا غليظا مميزا، أو حدا مضبوطا لدين.. وكتاب الله العزيز زاخر بما يؤكد هذا المبدأ المناقض لكل تمييز أو استثناء أوإقصاء
عندما نتطرق إلى مفهوم الكرامة الإنسانية المتأصلة يلفت نظرنا المساحة الهائلة التي تحتلها كرامة الإنسان باعتبارها أساسا لكل الحقوق وهذه الكرامة هي التبرير المركزي لمفهوم «الخلق» و«الرسالة الدينية» إذ مفهوم «الخلق» مرتبط جدليا بمفهوم «العالمية أو الكونية».. وكلاهما مرتبط ارتباطا وثيقا بالنظرية العامة للحقوق والواجبات الإنسانية القائلة بأن الإنسان ـ مخلوق الله ـ مسؤول عن مصيره أولا، ومسؤول في الآن ذاته عن مصير الكون الذي ينتمي إليه، ويبرز هذا بوضوح كامل مبدأ قرآني هو مبدأ الاستخلاف، الإنسان خليفة الله في الكون واستخلافه واجب مصحوب بمبدإ الأمانة، فالإنسان مؤتمن لإقامة العدل بما يضمن التوازن واستمرارية الحياة.. هذه هي القاعدة العامة المترجمة للنظام العادل في شقين غير منفصلين. شق العلاقات المجتمعية وشق كوني.. وهذا هو المفهوم الدقيق لمصطلح أو مبدإ العالمية في الخطاب أو الرؤية القرآنية
إن الله جلت قدرته هو الذي يتولى تدبير توازن لكل مشتملات الكون لكن الإنسان المميز بالعقل عن سائر المخلوقات يتولى تدبير التوازن إياه في شقه الإجتماعي من خلال إقامة نظام حكم عادل.. وهي الوظيفة أو الغاية بالنسبة لكل مجموعة سياسية، ولفظ النظام العادل هو المعادل للفظ الشريعة..
وتأسيسا على ماسبق يمكن ملاحظة أن العدالة قد شكلت حجر الزاوية في الحضارة الإسلامية مقابل الحرية، لدى الحضارة الغربية والمساواة لدى الفكر الإشتراكي.
الرؤية الإسلامية ترى أن العدل أساس الملك.. وأن الطريق اليه متى ظهر بأي شكل كان فثمّ شرع الله ودينه والله تعالى أحكم من أن يخصّ طرق العدل بشيء