domingo, septiembre 28, 2008
عن المواطنة.. عبد اللطيف شهبون
عبد اللطيف شهبون
مواطنة مفهوم محدث يحيل على الوحدة الإنتمائية لساكنة وطن ما بغض النظر عن الاختلافات الإثنية والمذهبية والدينية... هذا المفهوم العلماني ارتبط بمفاهيم الليبرالية منذ القرن السابع عشر، وتطورت دلالته عبر التاريخ حتى قرننا الجديد في ظل تفاقم المشاكل الإثنية والصراعات ذات اللبوسات الدينية.. واكتساح العولمة الموظفة لثورة تكنولوجية واتصالية مذهلة..! والكلام عن المواطنة باعتبارها مفهوما يحيل على (المواطن)، من الفعل واطن بمعنى العيش في وطن واحد، والمواطن هو الشخص المتمتع في وطنه بحقوقه المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. مع مايلازم هذا التمتع من واجب التعاون والتشارك في بناء الوطن والحفاظ على نظامه المجتمعي والدّوذ عنه وصيانة حريته واستقلاله. ثمة إذن ثنائية: الحق والواجب، وبالتالي فالمواطنة ليست شعارا للاستهلاك والترويج الإشهاري بقدر ماهي شروط يعيشها ويتمتع بها الفرد المواطن مع مايتولد عن ذلك من شعور بالانتماء إلى إطار حاضن ومجموعة متساكنة وهوية مميزة.. تسعى دول إلى بناء المواطنة باعتماد استراتيجيات التربية على المواطنة، بإحقاق الحقوق في سياساتها العامة بإلزام الواجبات. في هذا السياق يستوقفنا النموذج الأمريكي من خلال مثال محدد في منح الجنسية الأمريكية للراغبين في الحصول عليها، فالسلطات الأمريكية تشترط اجتياز امتحان «هو امتحان لأجل المواطنة«، تشرف عليه مصلحة الهجرة والتطبيع ومضامينه تشملها أسئلة كثيرة حول تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ونظامها السياسي وميكانيزماته وطرائق اشتغاله... الولايات المتحدة الأمريكية تفرض هذا الامتحان على الراغبين في الحصول على الجنسية الأمريكية حتى تتاح لهم المساواة الكاملة مع المواطنين «الأصلاء».. لكنها في الآن ذاته لا يعنيها في شيء أن تتحقق المواطنة خارج حدودها، لذا فهي لا تكف عن خوض حروب ضد شعوب ودول.. ساعية ـ في الظرفية الراهنة ـ إلى فرض نموذج مواطنة مختزلة للقيم، مفسخة للأنسجة، متجاوزة للتاريخ، مسرطنة للوحدات، مبشرة باقتصاديات منبنية على حسابات مدوّلة.. مواطنة بدون محتوى هويّاتي ـ مع العلم أن الهوية بعد لازم لأي مواطنة..ـ وبدون عمق اجتماعي وإنساني لأنها تضع الإنسان خارج أفقه الثقافي والتاريخي ومرجعياته البيئية واللغوية والعقدية.. مواطنة لا تشكل الأساس المطلوب للثقافة والنظام الديمقراطيين.. إذا كان الحديث عن المواطنة حديثا قيميا بالدرجة الأولى: فما أعظم الحكمة الإسلامية المستنبطة من كتاب الله الحكيم: الإنسان نفخ من روح الله.. والحرية هبة الخالق والعدل استواء الأمر على الكافة.. والأمن نعمة والشورى فريضة شرعية واجبة..! وما أروع التأويل الصوفي المستنبط من مدونات القوم حول ماهية «الوطن» إذ حيثما انتهى الحال بالعبد، واستقر به القرار يكون وطنه، هو وطن منفتح على أحوال الذات ومفتوح على أرض الله الواسعة..! وبهذه الرؤية الصوفية فقط يمكن بناء عولمة نبيلة.
viernes, septiembre 26, 2008
viernes, septiembre 19, 2008
martes, septiembre 16, 2008
بلاغة المنفى.. عمود عبد اللطيف شهبون
بلاغة المنفى..
لم أصادف في مسيري القرائي نصا يشخص دلالات المنفى ويفتتها ويجلّيها فهْماً وتفسيرا وتأويلا ذاتا وموضوعا مثل آخر نص للراحل محمود درويش، هذا النص لم ينشر في كتاب بل في مجلة أكاديمية محدودة الانتشار هي «المجلة الثقافية» التي تصدرها الجامعة الأردنية ( أبريل 2008).
يرى درويش أن للمنفى أسماء كثيرة.. ووجهين أولهما داخلي بما هو غربة عن المجتمع والثقافة.. وتأمل عميق في الذات بسبب اختلاف الرؤية للعالم ولمعنى الوجود عن رؤى الآخرين، بمعنى إقامة الإنسان في كيان الحرمان من حقّيْ الرأي والتعبير تحت ضغط إكراهات السياسة والمجتمع. وثانيها خارجي بما هو انفصال عن الفضاء المرجعي.. عن المكان الأول.. عن الجغرافية العاطفية.. مما يولد انقطاعا حادا في السيرة وشرخا عميقا في الإيقاع..
المنفي كما يراه درويش هو ذاك اللامنتمي بامتياز، إنه منتم إلى ذاكرته فقط، ذاكرته هي بلاده وهويته.. ومشمولات ذاكرته هي معبوداته..
يميّزُ درويش بين المنفى الإجباري الناتج عن الحروب والكوارث الطبيعية والاضطهاد السياسي والاحتلال والتطهير العرقي وبين المنفى الاختياري الذي هو نتيجة البحث عن شروط حياتية جديدة.. عن أفق جديد.. وفي هذا الإطار يتحدث عن المنفى اللغوي باعتباره بحثا عما سماه بالحضور الأكبر في ثقافات اللغات الأكثر انتشارا.. أو للانتقام من السيد بلغته السائدة..
بعد هذا التقديم العام يجلّي درويش بلاغة منفى شعبه ومنفاه:
«وفي حالتنا الفلسطينية، تعرضت أكثرية الشعب الفلسطيني إلى جريمة الاقتلاع والتهجير والنفي منذ ستين عاما. مازال الملايين من اللاجئين يعيشون في مخيمات المنافي والدياسبورا، محرومين من شروط الحياة الأولية ومن الحقوق المدنية، ومحرومين من حق العودة.وعندما تدمر مخيامتهم، وهذا ما يحدث في كل حرب صغيرة أو كبيرة، يبحثون عن مخيم مؤقت في انتظار العودة لا إلى الوطن.. بل إلى مخيم سابق أو لاحق.
ومن المفارقات المأسوية، أن الكثيرين من الفلسطينيين الذين يعيشون في بلادهم الأصلية، مازالوا يعيشون في مخيمات لاجئين، لأنهم صاروا لاجئين في بلادهم بعدما هدمت قراهم وصودرت أراضيهم، وأقيمت عليها مستوطنات إسرائيلية. إنهم مرشحون لأن يكونوا هنودا حمرا من طراز جديد. يطلون على حياتهم التي يحياها الآخرون، على ماضيهم الجالس أمامهم دون أن يتمكنوا من زيارته لذرف بعض الدموع أو لتبادل الغناء الحزين، هنا، يصبح المنفى في الوطن أقسى وأشد سادية.
الاحتلال منفى. يبدأ منفى الفلسطيني منذ الصباح الباكر: منذ أن يفتح النافذة حواجز عسكرية، جنود، ومستوطنات.
والحدود منفى. فلم تعرف أرض صغيرة أخرى مثل هذا العدد الهائل من الحدود بين الفرد ومحيطه، حدود ثابتة وحدود متنقلة بين خطوتين. حدود حمولة على شاحنات أو على سيارات جيب.حدود بين القرية والقرية. وأحيانا بين الشارع والشارع، وهي دائما حدود بين الإنسان وحقه في أن يحيا حياة عادية. حدود تجعل الحياة الطبيعية معجزة يومية. والجدار منفى. جدار لا يفصل الفلسطينيين عن الإسرائيليين.. بل يفصل الفلسطينيين عن الفلسطينيين وعن أرضهم. جدار لا يفصل بين التاريخ والخرافة.. بل يوحدهما بامتياز.
غياب الحرية منفى، وغياب السلام منفى. ليس المنفى دائما طريقا أو سفرا، إنه انسداد الأفق بالضباب الكثيف. فلا شيء يبشرنا بأن الأمل ليس داء لن نشفى منه. نحن نولد في منفى، ويولد فينا المنفى. ولا يعزينا أن يقال إن أرض البشر كلها منفى، لكي نضع منفانا في مقولة أدبية.
منذ طفولتي عشت تجربة المنفي في الوطن، وعشت تجربة المنفى الخارجي. وصرت لاجئا في بلادي وخارجها. وعشت تجربة السجن. السجن أيضا منفى. في المنفى الداخلي حاولت أن أحرر نفسي بالكلمات. وفي المنفى الخارجي حاولت أن أحقق عودتي بالكلمات. صارت الكلمات طريقا وجسرا، وربما مكان إقامة. وحين عدت مجازا، كان المنفى الخارجي يختلط مع المنفى الداخلي، لا لأنه صار جزءا من تكويني الشعري، بل لأنه كان كذلك واقعيا.
لم تكن المسافة بين المنفى الداخلي والخارجي مرئية تماما. في المنفى الخارجي أدركت كم أنا قريب من البعيد.. كما أن «هنا» هي «هناك»، وكم أن «هناك» هي «هنا». لم يعد أي شيء عاما من فرط ما يمس الشخصي، ولم أعرف أَيُّنا هو المهاجر: نحن أم الوطن، لأن الوطن فينا، بتفاصيل مشهده الطبيعي، تتطور صورته بمفهوم نقيضه المنفى. من هنا، سيفسر كل شيء بضده، وستحل القصيدة محل الواقع، ستحاول أن تلملم شظايا المكان، وستمنحني اللغة القدرة على إعادة تشكيل عالمي وعلى محاولة ترويض المنفى. وهكذا، كلما طال منفى الشاعر توطدت إقامته في اللغة، وصارت وطنه المجازي... صارت وسيلته وجوهره معا، وصارت بيته الذي يدافع عنه به.
الابتعاد عن الوطن، بوصفه منبع الإلهام وطفولة اللغة، قد يدمر الشاعر. فهذا الابتعاد هو امتحان عسير للقدرة على اختراع ألفة مع مكان جديد، واختراع صداقة مع حياة لسنا مؤهلين لها، والمشي على شوارع لا نعرفها، والتكيف مع مناخ مختلف، والسكنى في حي لا تربطنا فيها علاقة ببائع الخبز والصيدلية والمطعم ومغسلة الثياب. وباختصار، هو تدريب الذات على أن تولد من نفسها بلا مساعدة، وأن تستعد لمواجهة الموت وحدها. ولكن، إذا لم يدمرك المنفى ستصبح أقوى، لأنك استخدمت طاقاتك القصوى وحريتك الداخلية لا لتأتلف أو لتجد مساواة ما، بل لتصالح نفسك، ولتتفوق عليها وعلى الخسارة.وعندها، قد يسألك أحد ما: لولا المنفى، هل كنت سأستمع إليك؟ لن تعرف كيف تجيب. وقد تقول : لولا تلك الأرض التي ولدت عليها ومنها، هل كنت ما أنا عليه اليوم؟ هل كنت ستسألني؟
للمنفى أسماء كثيرة، ومصائر مدمّرة قد لا ينجو منها إلا بعض الأفراد الذين لا يشكلون القاعدة. أما أنا، فقد احتلني الوطن في المنفى. واحتلني المفنى في الوطن.. ولم يعودا واضحين في ضباب المعنى. لكني أعرف أني لن أكون فردا حرا إلا إذا تحررت بلادي. وعندما تتحرر بلادي، لن أخجل من تقديم بعض كلمات الشكر للمنفى».
يرى درويش أن للمنفى أسماء كثيرة.. ووجهين أولهما داخلي بما هو غربة عن المجتمع والثقافة.. وتأمل عميق في الذات بسبب اختلاف الرؤية للعالم ولمعنى الوجود عن رؤى الآخرين، بمعنى إقامة الإنسان في كيان الحرمان من حقّيْ الرأي والتعبير تحت ضغط إكراهات السياسة والمجتمع. وثانيها خارجي بما هو انفصال عن الفضاء المرجعي.. عن المكان الأول.. عن الجغرافية العاطفية.. مما يولد انقطاعا حادا في السيرة وشرخا عميقا في الإيقاع..
المنفي كما يراه درويش هو ذاك اللامنتمي بامتياز، إنه منتم إلى ذاكرته فقط، ذاكرته هي بلاده وهويته.. ومشمولات ذاكرته هي معبوداته..
يميّزُ درويش بين المنفى الإجباري الناتج عن الحروب والكوارث الطبيعية والاضطهاد السياسي والاحتلال والتطهير العرقي وبين المنفى الاختياري الذي هو نتيجة البحث عن شروط حياتية جديدة.. عن أفق جديد.. وفي هذا الإطار يتحدث عن المنفى اللغوي باعتباره بحثا عما سماه بالحضور الأكبر في ثقافات اللغات الأكثر انتشارا.. أو للانتقام من السيد بلغته السائدة..
بعد هذا التقديم العام يجلّي درويش بلاغة منفى شعبه ومنفاه:
«وفي حالتنا الفلسطينية، تعرضت أكثرية الشعب الفلسطيني إلى جريمة الاقتلاع والتهجير والنفي منذ ستين عاما. مازال الملايين من اللاجئين يعيشون في مخيمات المنافي والدياسبورا، محرومين من شروط الحياة الأولية ومن الحقوق المدنية، ومحرومين من حق العودة.وعندما تدمر مخيامتهم، وهذا ما يحدث في كل حرب صغيرة أو كبيرة، يبحثون عن مخيم مؤقت في انتظار العودة لا إلى الوطن.. بل إلى مخيم سابق أو لاحق.
ومن المفارقات المأسوية، أن الكثيرين من الفلسطينيين الذين يعيشون في بلادهم الأصلية، مازالوا يعيشون في مخيمات لاجئين، لأنهم صاروا لاجئين في بلادهم بعدما هدمت قراهم وصودرت أراضيهم، وأقيمت عليها مستوطنات إسرائيلية. إنهم مرشحون لأن يكونوا هنودا حمرا من طراز جديد. يطلون على حياتهم التي يحياها الآخرون، على ماضيهم الجالس أمامهم دون أن يتمكنوا من زيارته لذرف بعض الدموع أو لتبادل الغناء الحزين، هنا، يصبح المنفى في الوطن أقسى وأشد سادية.
الاحتلال منفى. يبدأ منفى الفلسطيني منذ الصباح الباكر: منذ أن يفتح النافذة حواجز عسكرية، جنود، ومستوطنات.
والحدود منفى. فلم تعرف أرض صغيرة أخرى مثل هذا العدد الهائل من الحدود بين الفرد ومحيطه، حدود ثابتة وحدود متنقلة بين خطوتين. حدود حمولة على شاحنات أو على سيارات جيب.حدود بين القرية والقرية. وأحيانا بين الشارع والشارع، وهي دائما حدود بين الإنسان وحقه في أن يحيا حياة عادية. حدود تجعل الحياة الطبيعية معجزة يومية. والجدار منفى. جدار لا يفصل الفلسطينيين عن الإسرائيليين.. بل يفصل الفلسطينيين عن الفلسطينيين وعن أرضهم. جدار لا يفصل بين التاريخ والخرافة.. بل يوحدهما بامتياز.
غياب الحرية منفى، وغياب السلام منفى. ليس المنفى دائما طريقا أو سفرا، إنه انسداد الأفق بالضباب الكثيف. فلا شيء يبشرنا بأن الأمل ليس داء لن نشفى منه. نحن نولد في منفى، ويولد فينا المنفى. ولا يعزينا أن يقال إن أرض البشر كلها منفى، لكي نضع منفانا في مقولة أدبية.
منذ طفولتي عشت تجربة المنفي في الوطن، وعشت تجربة المنفى الخارجي. وصرت لاجئا في بلادي وخارجها. وعشت تجربة السجن. السجن أيضا منفى. في المنفى الداخلي حاولت أن أحرر نفسي بالكلمات. وفي المنفى الخارجي حاولت أن أحقق عودتي بالكلمات. صارت الكلمات طريقا وجسرا، وربما مكان إقامة. وحين عدت مجازا، كان المنفى الخارجي يختلط مع المنفى الداخلي، لا لأنه صار جزءا من تكويني الشعري، بل لأنه كان كذلك واقعيا.
لم تكن المسافة بين المنفى الداخلي والخارجي مرئية تماما. في المنفى الخارجي أدركت كم أنا قريب من البعيد.. كما أن «هنا» هي «هناك»، وكم أن «هناك» هي «هنا». لم يعد أي شيء عاما من فرط ما يمس الشخصي، ولم أعرف أَيُّنا هو المهاجر: نحن أم الوطن، لأن الوطن فينا، بتفاصيل مشهده الطبيعي، تتطور صورته بمفهوم نقيضه المنفى. من هنا، سيفسر كل شيء بضده، وستحل القصيدة محل الواقع، ستحاول أن تلملم شظايا المكان، وستمنحني اللغة القدرة على إعادة تشكيل عالمي وعلى محاولة ترويض المنفى. وهكذا، كلما طال منفى الشاعر توطدت إقامته في اللغة، وصارت وطنه المجازي... صارت وسيلته وجوهره معا، وصارت بيته الذي يدافع عنه به.
الابتعاد عن الوطن، بوصفه منبع الإلهام وطفولة اللغة، قد يدمر الشاعر. فهذا الابتعاد هو امتحان عسير للقدرة على اختراع ألفة مع مكان جديد، واختراع صداقة مع حياة لسنا مؤهلين لها، والمشي على شوارع لا نعرفها، والتكيف مع مناخ مختلف، والسكنى في حي لا تربطنا فيها علاقة ببائع الخبز والصيدلية والمطعم ومغسلة الثياب. وباختصار، هو تدريب الذات على أن تولد من نفسها بلا مساعدة، وأن تستعد لمواجهة الموت وحدها. ولكن، إذا لم يدمرك المنفى ستصبح أقوى، لأنك استخدمت طاقاتك القصوى وحريتك الداخلية لا لتأتلف أو لتجد مساواة ما، بل لتصالح نفسك، ولتتفوق عليها وعلى الخسارة.وعندها، قد يسألك أحد ما: لولا المنفى، هل كنت سأستمع إليك؟ لن تعرف كيف تجيب. وقد تقول : لولا تلك الأرض التي ولدت عليها ومنها، هل كنت ما أنا عليه اليوم؟ هل كنت ستسألني؟
للمنفى أسماء كثيرة، ومصائر مدمّرة قد لا ينجو منها إلا بعض الأفراد الذين لا يشكلون القاعدة. أما أنا، فقد احتلني الوطن في المنفى. واحتلني المفنى في الوطن.. ولم يعودا واضحين في ضباب المعنى. لكني أعرف أني لن أكون فردا حرا إلا إذا تحررت بلادي. وعندما تتحرر بلادي، لن أخجل من تقديم بعض كلمات الشكر للمنفى».
viernes, septiembre 12, 2008
هيأة الإنصاف والمصالحة: إنجاز قسم هام من التحليل الأولي لملفات الضحايا
هيأة الإنصاف والمصالحة
عبد اللطيف شهبون لجريدة الإتحاد الإشتراكي بتاريخ 04/09/04
أكملت هيأة الإنصاف والمصالحة الأربعاء الماضي اجتماعها الثالث عشر، كما أنهى فريق التحليل والمراقبة والتحصيل، المنبثق عن وحدة التحليل والتجهيز الأولي، قسما حاسما من استراتيجية عمل الهيأة، والمتعلق بقراءة وتحليل حوالي 20.000 طلب وارد
والجدير بالإبراز ان عملية التحليل المذكورة ـ حسب تصريح ذ·أحمد شوقي بنيوب عضو الهيأة ـ باشرها فريق مكون من 100 عضو، تم اختيارهم بناء على مواصفات علمية، ومعايير موضوعية، من نشطاء حقوقيين، ومدافعين قانونيين، وباحثين جامعيين، وطلبة منكبين على تحضير أطروحات في العلوم السياسية والقانونية واستغرق عمل الفريق المذكور شهرين ونصف بمعدل 9 ساعات يوميا· واحتفاء بالفريق ، أقامت الهيأة بنادي وزارة الفلاحة بالرباط، حفل عشاء على شرفه· وقد ارتجل ذ·ادريس بنزكري رئيس هيئة الإنصاف والمصالحة كلمة قال فيها: "··· هذه في الحقيقة لحظة مؤثرة، أحاول فيها أن أجمع أفكاري وكلماتي··· أريد بداية أن أعبر عن تقديري الكبير، وشكري الجزيل، وامتناني، وعطفي تجاه شباب وأطر هذه اللجنة ـ على وجازة مدة اشتغالها، وطبيعة موضوع الاشتغال، والذي هو محزن، ويتضمن شجونا·· لقاؤنا معكم، عبر مجهودكم وتضحياتكم طيلة أيام وليال··· يؤكد سلامة المنطلقات
إننا نشتغل في نقطة أساسية، هي جزء من الماضي، ولكننا في حقيقة الامر نبني المستقبل بهذا العمل· إن حضوركم ـ وجلكم شباب ـ يؤشر على أن البلاد تزخر بطاقات هائلة في تعددها، وتنوع مشاربها، واجتهادها· نحن متأثرون··· نشكركم على مجهودكم·· لقد بنينا جميعا مفهوما معينا للتضحية الموجهة لصالح البلاد· مرة أخرى شكرا جزيلا، ونحن ـ في الهيأة ـ فخورون بالتعرف عليكم واكتشاف طاقاتكم، طاقات شباب بلادنا التي يتعين إيلاؤها الاهتمام، وفتح الطريق أمامها للتطور··. إن عملكم الموسوم بالتعب والصعوبات والجزئيات التي تشكل قطرات أساسية في بحر عرفتم أبعاده، وخبرتم أمواجه· عملكم يصب في البحث عن الحقيقة، وانتهاكات الماضي في زمن كانت فيه الدولة في طور بناء الديمقراطية، والتنمية وترسيخ وتحديث المؤسسات· والقيم··· مما أدى الى وقوع اختلالات وأشكال عنف وصيغ مشاركة جماعية متعددة، يبين ذلك انعدام وجود الرؤية والقيم مما أدى إلى انتهاكات · وفي مدة أخرى وقعت أشياء إيجابية لصالح الديمقراطية والتنمية واقترحت حلول أخرى مثل التعويض المادي وإرجاع الموظفين (حوالي 1000) وبقي الاعتراف بالحقيقة مطلبا عزيزا لاسترجاع الكرامة
إن موضوع الحقيقة يطرح وبإلحاح في تفصيلات ذات حساسية· ونحن في الهيأة نشتغل لتوضيح مصير ضحايا، وإن عملكم الذي أنجزتموه سيساعدنا ـ دون ريب ـ في كتابة تاريخ مناطق الظل، أو الظلام، كما ان تحليلاتكم ستساعد المؤرخين لكونها منبثقة من شهادات، بمقاربة تصالحية تسعى الى الإصلاح
من جديد باسم كل أعضاء الهيأة والطاقم الإداري، أعبر لكم عن الشكر والامتنان· أتمنى أن نستفيد منكم ـ خاصة الأطر والكفاءات ـ في نطاق العمل الذي تقومون به·· كما أننا سنلفت نظر الجهات المعنية لإتاحة الفرص أمامكم في العمل والشغل
شكرا لكم مرة أخرى، ونحن على اتصال دائم" وفي جو مفعم بصدق الانفعال، التمس الشاعر صلاح الوديع عضو هيأة الإنصاف من أعضاء فريق التحليل والمراقبة والتحصيل أن يدون كل واحد منهم صفحة أو صفحتين عن هذه التجربة الفريدة حفظا لذاكرة الألم والأمل أيضا· هذا وستشرع الهيأة حاليا في الانكباب على تحليل مضمون وجوهر الطلبات الواردة عليها·
أكملت هيأة الإنصاف والمصالحة الأربعاء الماضي اجتماعها الثالث عشر، كما أنهى فريق التحليل والمراقبة والتحصيل، المنبثق عن وحدة التحليل والتجهيز الأولي، قسما حاسما من استراتيجية عمل الهيأة، والمتعلق بقراءة وتحليل حوالي 20.000 طلب وارد
والجدير بالإبراز ان عملية التحليل المذكورة ـ حسب تصريح ذ·أحمد شوقي بنيوب عضو الهيأة ـ باشرها فريق مكون من 100 عضو، تم اختيارهم بناء على مواصفات علمية، ومعايير موضوعية، من نشطاء حقوقيين، ومدافعين قانونيين، وباحثين جامعيين، وطلبة منكبين على تحضير أطروحات في العلوم السياسية والقانونية واستغرق عمل الفريق المذكور شهرين ونصف بمعدل 9 ساعات يوميا· واحتفاء بالفريق ، أقامت الهيأة بنادي وزارة الفلاحة بالرباط، حفل عشاء على شرفه· وقد ارتجل ذ·ادريس بنزكري رئيس هيئة الإنصاف والمصالحة كلمة قال فيها: "··· هذه في الحقيقة لحظة مؤثرة، أحاول فيها أن أجمع أفكاري وكلماتي··· أريد بداية أن أعبر عن تقديري الكبير، وشكري الجزيل، وامتناني، وعطفي تجاه شباب وأطر هذه اللجنة ـ على وجازة مدة اشتغالها، وطبيعة موضوع الاشتغال، والذي هو محزن، ويتضمن شجونا·· لقاؤنا معكم، عبر مجهودكم وتضحياتكم طيلة أيام وليال··· يؤكد سلامة المنطلقات
إننا نشتغل في نقطة أساسية، هي جزء من الماضي، ولكننا في حقيقة الامر نبني المستقبل بهذا العمل· إن حضوركم ـ وجلكم شباب ـ يؤشر على أن البلاد تزخر بطاقات هائلة في تعددها، وتنوع مشاربها، واجتهادها· نحن متأثرون··· نشكركم على مجهودكم·· لقد بنينا جميعا مفهوما معينا للتضحية الموجهة لصالح البلاد· مرة أخرى شكرا جزيلا، ونحن ـ في الهيأة ـ فخورون بالتعرف عليكم واكتشاف طاقاتكم، طاقات شباب بلادنا التي يتعين إيلاؤها الاهتمام، وفتح الطريق أمامها للتطور··. إن عملكم الموسوم بالتعب والصعوبات والجزئيات التي تشكل قطرات أساسية في بحر عرفتم أبعاده، وخبرتم أمواجه· عملكم يصب في البحث عن الحقيقة، وانتهاكات الماضي في زمن كانت فيه الدولة في طور بناء الديمقراطية، والتنمية وترسيخ وتحديث المؤسسات· والقيم··· مما أدى الى وقوع اختلالات وأشكال عنف وصيغ مشاركة جماعية متعددة، يبين ذلك انعدام وجود الرؤية والقيم مما أدى إلى انتهاكات · وفي مدة أخرى وقعت أشياء إيجابية لصالح الديمقراطية والتنمية واقترحت حلول أخرى مثل التعويض المادي وإرجاع الموظفين (حوالي 1000) وبقي الاعتراف بالحقيقة مطلبا عزيزا لاسترجاع الكرامة
إن موضوع الحقيقة يطرح وبإلحاح في تفصيلات ذات حساسية· ونحن في الهيأة نشتغل لتوضيح مصير ضحايا، وإن عملكم الذي أنجزتموه سيساعدنا ـ دون ريب ـ في كتابة تاريخ مناطق الظل، أو الظلام، كما ان تحليلاتكم ستساعد المؤرخين لكونها منبثقة من شهادات، بمقاربة تصالحية تسعى الى الإصلاح
من جديد باسم كل أعضاء الهيأة والطاقم الإداري، أعبر لكم عن الشكر والامتنان· أتمنى أن نستفيد منكم ـ خاصة الأطر والكفاءات ـ في نطاق العمل الذي تقومون به·· كما أننا سنلفت نظر الجهات المعنية لإتاحة الفرص أمامكم في العمل والشغل
شكرا لكم مرة أخرى، ونحن على اتصال دائم" وفي جو مفعم بصدق الانفعال، التمس الشاعر صلاح الوديع عضو هيأة الإنصاف من أعضاء فريق التحليل والمراقبة والتحصيل أن يدون كل واحد منهم صفحة أو صفحتين عن هذه التجربة الفريدة حفظا لذاكرة الألم والأمل أيضا· هذا وستشرع الهيأة حاليا في الانكباب على تحليل مضمون وجوهر الطلبات الواردة عليها·
2008 // عبد اللطيف شهبون // أحاديث على هامش الرؤيا
صدر عن منشورات المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث كتاب يحمل عنوان "أحاديث على هامش الرؤيا" وهو يتضمن وقائع اللقاء التكريمي الذي عقده المركز احتفاء بالشاعر عبد اللطيف شهبون في ٣١ ماي ٢٠٠٨. وقد تضمن الكتاب مجموعة من الشهادات في حق الشاعر المحتفى به، كما تضمن أوراقا نقدية حاول من خلالها أصحابها مقاربة عمله الموسوم "كما لو رآني". وقد شارك في هذا العمل، الشعراء والنقاد والكتاب: بهاء الدين الطود، خالد سليكي، عبد اللطيف الزكري، إدريس علوش، مزوارالإدريسي، أحمد هاشم الريسوني، خالد الريسوني، حسن بيريش، خالد مشبال، الزبير بن بوشتى، عبد الواحد الطريس، سعاد الطود، إدريس الجبروني، فاطمة الميموني، أسامة الزكاري، علي االورياغلي، سلوى المجاهد، ومحمد اغبالو. وقد أشرف وأعد الكتاب للنشر: خالد سليكي والزبير بن بوشتى. ويقع الكتاب في ٩٠ صفحة من القطع المتوسط
jueves, septiembre 11, 2008
miércoles, septiembre 10, 2008
العدل هو الأساس عبد اللطيف شهبون
العدل هو الأساس
حقوق الإنسان حسب القرآن الكريم جزء من الدين الإسلامي الذي تنبني أصوله وتقوم مبادئه على فكرة أن الله سبحانه وتعالى هوالمصدر الأعلى لكل سلطة.. فهو خالق الإنسان ومُكرّمه ومُمتّعه بكل الحقوق.. ويتأسس على هذا أن مصدر الحقوق كلها إلاهي، وأن التعدي على أي منها هو محاربة لله.. فلابد من الرعاية لحقوق الله
في بيئتنا الإسلامية يلاحظ خصاص كبير في تأسيس مناخ فقهي جديد لقضايا حقوق الإنسان، كما تلاحظ هوة كبيرة بين النص الشرعي وواقع الناس.. هوة بين النظرية والإجراء مع ماينتج عن هذا من مشاكل في الفهم والتفسير والتأويل والملاءمة. لايتصور أن النصوص القرآنية المقدسة لاتنسجم مع النظم الحالية لحقوق الإنسان أو مع مبادئ الشّرْعة الدولية يكفي أن يركز المرء نظرة في بعد أساس، هو «العالمية» أو«الكونية»، فالعديد من الآيات القرآنية تؤكد هذا المبدأ وتؤصله: «..وإلاهكم إلاه واحد لاإلاه إلا هو الرحمان الرحيم..» «..وإلاهنا وإلاهكم واحد ونحن له مسلمون..» «.. وماأمروا إلا ليعبدوا إلاها واحدا لاإله إلا هو..» أو ليس الإقرار بمبدإ «وحدة الألوهية» إقرار بمبدإ وحدة الجنس البشري؟
إن مايميز الإسلام عن غيره من الديانات العتيقة هو تحريم أثننة الدين.. فالله في الإسلام مطلق، وحقيقة مجردة لكل الوجود بما فيه الوجود البشري.. ثم إن رسالة الإسلام هي رسالة عالمية أو كونية موجهة لكل الناس.. وكلمة «مسلم» لاتعني البتة مدلولا عرقيا مخصوصا، أو خيطا غليظا مميزا، أو حدا مضبوطا لدين.. وكتاب الله العزيز زاخر بما يؤكد هذا المبدأ المناقض لكل تمييز أو استثناء أوإقصاء
عندما نتطرق إلى مفهوم الكرامة الإنسانية المتأصلة يلفت نظرنا المساحة الهائلة التي تحتلها كرامة الإنسان باعتبارها أساسا لكل الحقوق وهذه الكرامة هي التبرير المركزي لمفهوم «الخلق» و«الرسالة الدينية» إذ مفهوم «الخلق» مرتبط جدليا بمفهوم «العالمية أو الكونية».. وكلاهما مرتبط ارتباطا وثيقا بالنظرية العامة للحقوق والواجبات الإنسانية القائلة بأن الإنسان ـ مخلوق الله ـ مسؤول عن مصيره أولا، ومسؤول في الآن ذاته عن مصير الكون الذي ينتمي إليه، ويبرز هذا بوضوح كامل مبدأ قرآني هو مبدأ الاستخلاف، الإنسان خليفة الله في الكون واستخلافه واجب مصحوب بمبدإ الأمانة، فالإنسان مؤتمن لإقامة العدل بما يضمن التوازن واستمرارية الحياة.. هذه هي القاعدة العامة المترجمة للنظام العادل في شقين غير منفصلين. شق العلاقات المجتمعية وشق كوني.. وهذا هو المفهوم الدقيق لمصطلح أو مبدإ العالمية في الخطاب أو الرؤية القرآنية
إن الله جلت قدرته هو الذي يتولى تدبير توازن لكل مشتملات الكون لكن الإنسان المميز بالعقل عن سائر المخلوقات يتولى تدبير التوازن إياه في شقه الإجتماعي من خلال إقامة نظام حكم عادل.. وهي الوظيفة أو الغاية بالنسبة لكل مجموعة سياسية، ولفظ النظام العادل هو المعادل للفظ الشريعة..
وتأسيسا على ماسبق يمكن ملاحظة أن العدالة قد شكلت حجر الزاوية في الحضارة الإسلامية مقابل الحرية، لدى الحضارة الغربية والمساواة لدى الفكر الإشتراكي.
الرؤية الإسلامية ترى أن العدل أساس الملك.. وأن الطريق اليه متى ظهر بأي شكل كان فثمّ شرع الله ودينه والله تعالى أحكم من أن يخصّ طرق العدل بشيء
في بيئتنا الإسلامية يلاحظ خصاص كبير في تأسيس مناخ فقهي جديد لقضايا حقوق الإنسان، كما تلاحظ هوة كبيرة بين النص الشرعي وواقع الناس.. هوة بين النظرية والإجراء مع ماينتج عن هذا من مشاكل في الفهم والتفسير والتأويل والملاءمة. لايتصور أن النصوص القرآنية المقدسة لاتنسجم مع النظم الحالية لحقوق الإنسان أو مع مبادئ الشّرْعة الدولية يكفي أن يركز المرء نظرة في بعد أساس، هو «العالمية» أو«الكونية»، فالعديد من الآيات القرآنية تؤكد هذا المبدأ وتؤصله: «..وإلاهكم إلاه واحد لاإلاه إلا هو الرحمان الرحيم..» «..وإلاهنا وإلاهكم واحد ونحن له مسلمون..» «.. وماأمروا إلا ليعبدوا إلاها واحدا لاإله إلا هو..» أو ليس الإقرار بمبدإ «وحدة الألوهية» إقرار بمبدإ وحدة الجنس البشري؟
إن مايميز الإسلام عن غيره من الديانات العتيقة هو تحريم أثننة الدين.. فالله في الإسلام مطلق، وحقيقة مجردة لكل الوجود بما فيه الوجود البشري.. ثم إن رسالة الإسلام هي رسالة عالمية أو كونية موجهة لكل الناس.. وكلمة «مسلم» لاتعني البتة مدلولا عرقيا مخصوصا، أو خيطا غليظا مميزا، أو حدا مضبوطا لدين.. وكتاب الله العزيز زاخر بما يؤكد هذا المبدأ المناقض لكل تمييز أو استثناء أوإقصاء
عندما نتطرق إلى مفهوم الكرامة الإنسانية المتأصلة يلفت نظرنا المساحة الهائلة التي تحتلها كرامة الإنسان باعتبارها أساسا لكل الحقوق وهذه الكرامة هي التبرير المركزي لمفهوم «الخلق» و«الرسالة الدينية» إذ مفهوم «الخلق» مرتبط جدليا بمفهوم «العالمية أو الكونية».. وكلاهما مرتبط ارتباطا وثيقا بالنظرية العامة للحقوق والواجبات الإنسانية القائلة بأن الإنسان ـ مخلوق الله ـ مسؤول عن مصيره أولا، ومسؤول في الآن ذاته عن مصير الكون الذي ينتمي إليه، ويبرز هذا بوضوح كامل مبدأ قرآني هو مبدأ الاستخلاف، الإنسان خليفة الله في الكون واستخلافه واجب مصحوب بمبدإ الأمانة، فالإنسان مؤتمن لإقامة العدل بما يضمن التوازن واستمرارية الحياة.. هذه هي القاعدة العامة المترجمة للنظام العادل في شقين غير منفصلين. شق العلاقات المجتمعية وشق كوني.. وهذا هو المفهوم الدقيق لمصطلح أو مبدإ العالمية في الخطاب أو الرؤية القرآنية
إن الله جلت قدرته هو الذي يتولى تدبير توازن لكل مشتملات الكون لكن الإنسان المميز بالعقل عن سائر المخلوقات يتولى تدبير التوازن إياه في شقه الإجتماعي من خلال إقامة نظام حكم عادل.. وهي الوظيفة أو الغاية بالنسبة لكل مجموعة سياسية، ولفظ النظام العادل هو المعادل للفظ الشريعة..
وتأسيسا على ماسبق يمكن ملاحظة أن العدالة قد شكلت حجر الزاوية في الحضارة الإسلامية مقابل الحرية، لدى الحضارة الغربية والمساواة لدى الفكر الإشتراكي.
الرؤية الإسلامية ترى أن العدل أساس الملك.. وأن الطريق اليه متى ظهر بأي شكل كان فثمّ شرع الله ودينه والله تعالى أحكم من أن يخصّ طرق العدل بشيء
'Adiós a Mahmoud Darwish'
Saludos.
Letralia, en su edición 194, publica un especial: 'Adiós a Mahmoud Darwish'.
Tengo el honor de compartir líneas con Harold Alvarado Tenorio.
Presentación de Letralia:
El pasado 9 de agosto murió en Houston, Texas (EUA) el poeta palestino Mahmoud Darwish, cuya obra cobró importancia no sólo como elevada expresión poética sino también como parte de la lucha de su pueblo. El colombiano Harold Alvarado Tenorio y el venezolano Musa Ammar Majad recuerdan a este autor que vivió siempre como un exiliado, incluso dentro de su tierra, y que al respecto escribiera: “El exilio es más que un concepto geográfico. Puedes ser un exiliado en tu patria, en tu casa, en una habitación. No es sólo una cuestión palestina”.
http://www.letralia.com/194/especial.htm
Un abrazo.
Presentación de Letralia:
El pasado 9 de agosto murió en Houston, Texas (EUA) el poeta palestino Mahmoud Darwish, cuya obra cobró importancia no sólo como elevada expresión poética sino también como parte de la lucha de su pueblo. El colombiano Harold Alvarado Tenorio y el venezolano Musa Ammar Majad recuerdan a este autor que vivió siempre como un exiliado, incluso dentro de su tierra, y que al respecto escribiera: “El exilio es más que un concepto geográfico. Puedes ser un exiliado en tu patria, en tu casa, en una habitación. No es sólo una cuestión palestina”.
http://www.letralia.com/194/especial.htm
Un abrazo.
miércoles, septiembre 03, 2008
Suscribirse a:
Entradas (Atom)